قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
نيروبي: يعكس تفجر العنف بعد إعادة انتخاب الرئيس الكيني مواي كيباكي المتنازع عليها والذي سقط فيه حوالي 500 قتيل فشلا في التعامل مع تفاوتات هائلة في الثروة وتوترات عرقية يجري التلاعب بها سياسيا يرجع تاريخها لعقود من الزمن. يقول محللون إن النخبة من رجال الأعمال والنخبة السياسية والطبقة الوسطى المزدهرة من قبائل كيكويو العرقية التي ينتمي اليها كيباكي والتي تشكل الأغلبية في كينيا حريصة على العودة إلى الحياة الطبيعية والعودة لأعلى معدلات للنمو تشهدها البلاد منذ 30 عاما.وقد يشجع ذلك كيباكي الذي شكل بالفعل نصف حكومته على المضي قدما اعتقادا منه بأن قوة المعارضة بزعامة رايلا أودينجا ستضمحل إذا أصبحت أمام أمر واقع لا يمكن الرجوع عنه. لكن حتى لو نجح كيباكي فان المشكلات التي تكمن وراء تفجر العنف على نحو صادم ستبقى نظرا للتفاوتات الاجتماعية العميقة والاستياء من هيمنة الكيكويو والساسة عديمي الضمير في الجانبين الذين يزكون الكراهية العرقية.قال المعلق ماشاريا جايتو في صحيفة ذا ديلي نيشن "الحقيقة هي أن السلام والهدوء المصطنعين اللذين تعاملنا معهما دائما كمسلمات تبددا إلى الأبد." وتابع قائلا إن "الحل لا يكمن في النخب المتنافسة التي تدخل في تحالفات أو تتقاسم السلطة. وإنما في إعادة تشكيل شاملة للمجتمع."يقول محللون إن التصورات الغربية عن كينيا كواحة للاستقرار الديمقراطي في منطقة مضطربة تجاهلت بعض التوترات القبلية الاسوأ والتفاوتات في توزيع الثروة في أفريقيا. وقال ريتشارد داودن مدير الجمعية الملكية الأفريقية "من الواضح أن أي شخص أبدى صدمة للعنف الذي تفجر مؤخرا في بلد "مستقر" كهذا لا يعرف شيئا عن كينيا."وعلى الرغم من النمو الذي شهد تزايدا كبيرا منذ أن فاز كيباكي بالانتخابات في عام 2002 تزايدت الفجوة بين الأغنياء والفقراء مما أوجد طبقة كبيرة من المعدمين المستعدين للخروج للشارع للتعبير عن احباطهم. فمظاهر الثراء الفاحش في التجمعات السكنية المحاطة بأسوار والسيارات الفارهة للطبقة العليا في نيروبي تذكرة يومية بالتناقض الصارخ مع الأحياء العشوائية التي يعيش بها 60 في المئة من السكان. ولم تكن هناك مصادفة في أن القوة الضاربة التي يعتمد عليها أودينجا الذي يقول إن كيباكي سرق الانتخابات هي جيش المتظاهرين الذين يستطيع قيادتهم في كيبيرا أحد أكبر الأحياء العشوائية في أفريقيا.وقال ماينا كياي رئيس المنظمة الحكومية الرئيسية التي تراقب حقوق الإنسان إن جزءا كبيرا من النخبة والطبقة الوسطى لقبائل كيكويو لا تريد شيئا غير عودة العمل في ظل حكومة يشكلها كيباكي. وأضاف "أظن أنكم ترون زمرة مستفيدة من الدولة تقول لنتحرك." الشيء الأكثر ازعاجا هو الخلط بين الهدوء والسلام. ذلك أمر خطير جدا. الهدوء لا يعني السلام. فزيمبابوي هادئة لكن هل تنعم بالسلام."واستطرد قائلا "ذلك غباء. ذلك قصر نظر. لكن يتعين الوصول إلى جذور هذا (العنف) وإلا فانه سيتكرر مرة أخرى." وارتكبت أسوأ الفظائع العرقية في الوادي المتصدع حيث هاجمت عصابات من قبائل كالينجين أفرادا من الكيكويو. وترجع جذور العنف في هذه المنطقة التي تعد تقليديا منطقة لقبائل الكالينجين إلى عهد الاستعمار عندما باع المستوطنون الاستعماريون البريطانيون الأراضي الزراعية الخصبة للكيكويو الذين كانوا يحظون بدعم الحكومة الجديدة. وفي التسعينات شكل الرئيس الكيني السابق دانييل اراب موي وهو من الكالينجين ميليشيات هاجمت الكيكويو في إطار تزوير الانتخابات. وردا على ذلك شكلت قبائل الكيكويو عصابة مونجيكي الإجرامية التي تشتهر الآن بأنها تضم قتلة متوحشين.وقتل حوالي ثلاثة آلاف شخص ونزح ما يصل إلى 400 ألف خلال ذلك العنف. والآن أجبرت موجة جديدة من العنف آلافا من أفراد قبيلة الكيكويو على الفرار فيما يشبه التطهير العرقي. ويقول كياي كغيره من الخبراء انه لم يتم حل الميليشيات قط وانها تلعب دورا في الاضطرابات الحالية. وقال "إحراق البيوت والممتلكات وأعمال القتل... من نتاج التسعينات."وأودينجا الذي كان متقدما تقريبا في كل استطلاعات الرأي التي سبقت الانتخابات وكان فائزا على ما يبدو إلى أن حقق كيباكي فوزا بفارق ضئيل حشد تحالفا من كل القبائل الأخرى في كينيا التي تشعر بالسخط لهيمنة الكيكويو في عهد كيباكي. وقال جايتو إن "العنف الطائفي قد يتكرر مرة بعد مرة إذا لم تعالج المظالم التي تقف خلفه بشكل سليم وعلى نحو شامل." وقال جويل باركان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن إن كينيا تقف في مفترق طرق. وأضاف "فهناك طريق يؤدي إلى استمرار الفوضى... وطريق آخر يؤدي إلى تعزيز الديمقراطية واستئناف التنمية الاقتصادية."