أخبار

الفلمنكيون والفرنكفونيون يحددون مستقبل بلجيكا

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بروكسل: تبدأ الاحزاب البلجيكية الرئيسية الثلاثاء محادثات صعبة يفترض ان تؤدي الى اعادة تنظيم معمقة للعلاقات بين الفلمنكيين والفرنكفونيين وتخرج بلجيكا من الازمة التي تتخبط فيها منذ العام 2007.فبعدما كانت تعتمد نظاما مركزيا بامتياز في بداياتها في العام 1830، اصبحت بلجيكا في العقود الاخيرة دولة فدرالية تتمتع ضمنها والونيا (جنوب) وفلاندرا (شمال) وبروكسل بحكم ذاتي واسع.

لكن هذا النظام المفترض ان يسمح بالتعايش بين الفلمنك الناطقين بالهولندية والمقدر عددهم بستة ملايين، والفرنكفونيين المقدر عددهم بـ 4.5ملايين في والونيا وبروكسل، بلغ حده العام الماضي.

واثناء انتخابات حزيران/يونيو صوت الفلمنك لاحزاب تطالب بمزيد من الاستقلالية للمناطق، لاسيما في المجال الاقتصادي، فيما صوت الفرنكفونيون لاحزاب تدافع عن النظام الراهن.وفي اواخر 2007 دفعت هذه المعارضة الكامنة منذ عشر سنوات، المملكة التي يحكمها الملك البير الثاني الى شفير الهاوية، تحت انظار الدول المجاورة التي تخوفت من احتمال تفتت عضو مؤسس للاتحاد الاوروبي يشهد له منذ عقود بمهارته في فن التسويات.

وقد سعى الفائز الاكبر في انتخابات فلاندرا المسيحي الديمقراطي ايف ليتيرم المدافع عن الحكم الذاتي، من دون جدوى، لاقناع الفرنكفونيين بقبول مطالبه لكنهم رفضوا في المقابل تشكيل ائتلاف حكومي معه.

وهذا الفراغ شبه الكامل في السلطة انتهى عشية عيد الميلاد مع تشكيل حكومة موقتة لكنها لا تحل عمليا المشكلات الاساسية.ووافق رئيس الوزراء المنتهية ولايته الليبرالي الفلمنكي غي فرهوفستات الذي هزم في حزيران/يونيو، على ممارسة مهامه مجددا لكن فقط حتى 23 اذار/مارس الموعد المفترض ليسلم مهامه لايف ليتيروم.

وبما ان "المسائل العاجلة" اوكلت الى هذه الحكومة الموقتة فبامكان ليتيرم الذي عين نائبا لرئيس الوزراء ان ينصرف لاعداد اصلاح للدولة.وشكل فريق تحت اشرافه سمي ب"اكتوبوس" (الاخطبوط) لانه يضم ممثلي الاحزاب الثمانية الموجودة في البلاد، باستثناء اليمين المتطرف مع انه قوي في منطقة فلاندرا. ومن المقرر ان يجتمع هذا الفريق للمرة الاولى الثلاثاء في الساعة11.30 بالتوقيت المحلي (10:30 ت غ) في احدى قاعات مجلس الشيوخ في بروكسل. لكن ليتيرم لم يكشف بعد الخطوط او السياسة التي سيتبعها لتحقيق "التوازن الجديد" المنشود على صعيد المؤسسات بشكل يسمح للبلجيكيين بمواصلة العيش المشترك.

ومرة جديدة خطا غي فرهوفستات خطوة شجاعة. ففي "مذكرة شخصية" موجهة الى الملك مطلع كانون الثاني/يناير رسم تصوره لبلجيكا تتمتع فيها المناطق بصلاحيات معززة لكن مع ترسيخ اسس الدولة الفدرالية.

وفي هذا الاطار ستحظى المناطق بهامش جديد للمناورة في المجال الضريبي (ضرائب على الشركات) او الاجتماعي (مخصصات للعائلات)، لكن ضمن اطار "معايير تطابق" على غرار تلك التي وضعت للتقريب بين اقتصاديات دول الاتحاد الاوروبي.

الا ان هذه المقترحات لم تلق تأييدا لدى الاحزاب الفرنكفونية التي اخذت على فرهوفستات خصوصا اعتماد المطالب الفلمنكية على حساب المقترحات الفرنكفونية المضادة.وذهب الفرنكفونيون الاشتراكيون الى ابعد من ذلك مع دعوتهم الى مراجعة ترسيم الحدود بين بروكسل وفلاندرا ووالونيا، وهي فكرة وصفها حزب ايف ليتيرم على الفور بانها "استفزازية".

وفي هذا السياق كتبت صحيفة "دي مورغن" الفلامنكية المعتدلة عموما في المسائل المتعلقة بالمجموعات التي تتألف منها البلاد، الجمعة، "ان كانت هذه هي الطريقة التي ستعمتد في النقاش بين المجموعات فان مستقبل البلاد يبدو قاتما بالفعل".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف