كينيا تستعد لأسبوع صعب وعدد القتلى يرتفع إلى 612
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
نيروبي: تأهبت الأطراف المتنازعة في كينيا يوم الاثنين لمواجهات جديدة في البرلمان والشوارع رغم محاولة دولية جديدة للتوسط في الأزمة التي تفجرت بعد الانتخابات وأسفرت حتى الآن عن سقوط 612 قتيلا على الأقل.
ومن المقرر أن يقود الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان مجموعة من "الأفارقة البارزين" في زيارة لكينيا الثلاثاء لمحاولة بدء حوار بين الرئيس مواي كيباكي وخصمه رايلا اودينجا اللذين لم يلتقيا منذ الانتخابات التي جرت في 27 ديسمبر كانون الأول التي تقول المعارضة انها زورت.
وقال عنان في بيان "نتوقع أن يعمل الجميع بجد لإيجاد حل... وإلى أن يحدث هذا.. ينبغي ألا يقوم أي طرف بخلق وقائع على الأرض أو المشاركة في أعمال تعقد البحث عن حل عبر المفاوضات."
ويواجه السياسي الغاني المحنك مهمة صعبة. وكان رئيس الاتحاد الأفريقي جون كوفور وشخصيات دولية أخرى منها جينداي فريزر أكبر دبلوماسية أمريكية للشؤون الأفريقية قد أخفقوا الأسبوع الماضي في الجمع بين الجانبين.
وأضرت الأزمة بالصورة الديمقراطية التي كانت تتمتع بها كينيا وباقتصادها الذي كان مزدهرا كما عطلت الامدادات لجيرانها من دول شرق ووسط افريقيا وأثارت قلق المانحين الغربيين. لكن الحكومة أبدت فتورا تجاه أي وساطة أخرى رغم الضغوط الدولية لإحداث انفراجة.
ونقلت صحيفة ديلي نيشن عن حليف متشدد لكيباكي قوله إن الحكومة قد تقطع العلاقات مع دول تشكك في فوز الرئيس. ونسبت الصحيفة إلى وزير الطرق والأشغال العامة جون ميتشوكي قوله "اننا نغض الطرف.. لكننا يمكننا النهوض يوما ونطالبهم بمغادرة البلاد... لا نريد أن يملي علينا أي أجنبي ما ينبغي أن نفعله."
وقال متحدث باسم الحكومة إن إدارة كيباكي لم تطلب من أحد التوسط. وأضاف أن كينيا بوصفها دولة ذات سيادة ينبغي "أن تعامل بنفس الاحترام الذي تعامل به أي ديمقراطية أخرى مستقرة". وقال كيباكي (76 عاما) انه مستعد للتحدث مع اودينجا (63 عاما) بشأن ترتيب محتمل لاقتسام السلطة.
لكن اودينجا الذي ساعد كيباكي في الفوز بانتخابات عام 2002 قبل أن ينشق عنه بعد ثلاث سنوات يقول انه لن يلتقي معه إلا من خلال وسيط دولي ويطالب باعادة الانتخابات. وتقول إحصائيات رسمية إن 612 شخصا قتلوا في العنف لكن وسائل إعلام محلية قالت ان عدد القتلى يبلغ 693 شخصا. وسقط معظم القتلى نتيجة الاقتتال بين طوائف عرقية متنافسة والاشتباكات بين الشرطة والمحتجين إضافة إلى العنف الناجم عن جرائم السلب والنهب.
وعبرت منظمة مراقبة حقوق الإنسان (هيومان رايتس ووتش) عن قلقها إزاء أعداد الجرحى أو القتلى الذين سقطوا بسبب اصابات بطلقات نارية "تسببت فيها الشرطة فيما يبدو" بمدينة كيسومو بغرب البلاد.
وقال باحث يعمل لصالح المنظمة إن أطباء بالمدينة معقل المعارضة عالجوا 148 مريضا غير مقيم بالمستشفى وتعاملوا مع 44 جثة مصابة بجروح نتجت عن طلقات نارية منذ اندلع العنف الشهر الماضي. لكن كثيرا من الكينيين استغلوا أغلب فترة الهدوء في محاولة اعادة أبنائهم الى مدارسهم بعد تعطل دام أسبوعا.
غير أن اخرين لا يزالون يفرون من منطقة زراعة الشاي خشية أن تسفر دعوة المعارضة لثلاثة ايام من الاحتجاجات في أنحاء البلاد بدءا من يوم الاربعاء عن مزيد من اراقة الدماء في كينيا. وحظرت الشرطة التجمعات الحاشدة. ورسخ كيباكي موقفه بتعيين نصف أعضاء مجلس الوزراء وعقد البرلمان ومواصلة مهامه الرسمية.
لكن المعارضة لديها عدد أكبر من المقاعد في البرلمان الجديد ومن المنتظر أن تشهد الجلسة الافتتاحية الثلاثاء شجارا. ويهدد نواب الحركة الديمقراطية البرتقالية المعارضة بالجلوس على مقاعد للحكومة يقولون انها من حقهم. وسيكون أول عمل للبرلمان هو تسمية رئيس له. وقال الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة مطلع الاسبوع انه لا يمكن أن "تكون هناك معاملات عادية" مع نيروبي ما لم يتم التوصل الى حل وسط يعيد الاستقرار.