جرائم طائفية لافتة في سوريا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بهية مارديني من دمشق: في حادثتين منفصلتين لم تتناولهما وسائل الاعلام ، أطلق مجهولون الرصاص في مدينة دير الزور السورية على احد الشباب المسيحيين السريان مما أدى إلى مقتله على الفور ، كما تحرش بعض الشبان بخوري الأرمن أمام باب الكنيسة وحصلت مشاجرة بين الطرفين سرعان ما طوقتها دوريات الشرطة في المدينة. واغتيل الشاب السرياني(آشوري) فادي وصفي بكرجي (33 عاماً) بينما كان واقفاً في محل أخيه لبيع(المشروبات الروحية)، حيث أطلق مجهولون النار عليه الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الجمعة 4-1-2008، من مسدس كاتم للصوت ولاذوا بالفرار، دون أن يتعرف عليهم أحداً في سابقة ارهابية غريبة وخطيرة في مدينة ديرالزور( 400كم شمال شرق دمشق العاصمة) ، ونقل بحالة خطيرة الى أحد مشافي المدينة ومن ثم الى مشافي دمشق وقد فارق الحياة متأثراً بجراحه يوم الجمعة الماضية في 11-1- 2008. وفادي يعمل مدير المبيعات الإقليمي للمنطقة الشرقية لاحدى شركات الاتصالات السورية.
وقد شارك في مراسيم الدفن و القداس ، الذي اقيم على روح فادي في كنيسة مريم العذراء للسريان الأرثوذكس في مدينة ديرالزور ترأسه راعي ابرشية الجزيرة والفرات المطران (متى روهم)، وفود شعبية وعشائرية ورسمية كبيرة في مقدمتهم محافظ ديرالزور وأمين فرع حزب البعث في المدينة وقائد الشرطة وقائد المنطقة الشرقية وكبار ضباط المحافظة وشيخ عشيرة البكارة. ورفض الجميع هذه الجريمة وأدانوها وعبروا في أحاديث جانبية عن حرصهم على السلم الأهلي وتمسكهم بقيم ومبادئ العيش المشترك والتآخي بين مختلف الديانات والقوميات السورية. ويرى السوريون ان اغتيال الشاب فادي جريمة غريبة ليس على مجتمع ديرالزور فحسب وانما على المجتمع السوري عامة الذي يتصف بروح التسامح والتآخي بين أديانه وجميع مكوناته وشرائحه.
ووصف سليمان يوسف الكاتب والناشط السوري في تصريح خاص لـ"ايلاف" هذه الجريمة بالارهابية ، وطالب السلطات السورية المعنية،وهي المسؤولة عن أمن المواطنين،بمتابعة التحقيق في هذه الجريمة وعدم التهاون فيها والكشف عن المجرمين واحالتهم الى القضاء لينالوا جزاءهم العادل. واكد ان مقتل شاب مسالم في وضح النهار وفي مكان عام(سوق تجاري) ومن دون سبب أو ذنب يرتكبه هي عملية ارهابية تطرح أكثر من علامة استفهام وتساؤل،خاصة وأننا في سوريا نعيش في ظل نظام أمني يدعي بأن الأمن والاستقرار الداخلي هو من أولى أولوياته في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة حيث تخيم عليها أجواء التوتر والاحتقان الطائفي والمذهبي.
وأكد اقرباء فادي واصدقائه بأن من الصعب معرفة الأسباب الحقيقة لهذه الجريمة ودوافعها مع تأكيد الجميع على أن لا يوجد له أية عداوات شخصية سابقة مع أحد قد تدفعهم لقتله. ورجح سوريون أن هذه الجريمة وقعت على خلفيات آيديولوجية عقائدية تحرم بيع وتناول الخمور، مما يعني ان الجناة قد يكونون مرتبطين بتنظيمات اسلامية متطرفة لها امتداداتها الاقليمية خاصة في العراق حيث فجرت، تنظيمات اسلامية تكفيرية متطرفة،مستفيدة من غياب الدولة والفلتان الأمني في العراق الواقع تحت الاحتلال، فجرت في العديد من المدن العراقية محلات بائعي الخمور وقتلت اصحابها ومعظمهم من غير المسلمين،مسيحيين وصابئة ويزيديين.
الى ذلك وقبل أيام من وقوع جريمة اغتيال فادي وتحديداً في ليلة رأس السنة الميلادية تحرش بعض الشبان الطائشين بخوري الأرمن أمام باب الكنيسة وشتمهم له وقد تصدى لهم شاب ارمني كان برفقة الخوري وحصلت على أثرها مشاجرة بين الطرفين سرعان ما طوقتها دوريات الشرطة التي كانت متواجدة في المنطقة وفي محيط الكنائس من باب الاحتياط وحرص الجهات المسئولة في المدينة على الأمن وسير الاحتفالات برأس السنة الميلادية في أجواء آمنة وهادئة.
جدير بالذكر أن الجزيرة السورية كانت قد شهدت في السنوات الأخيرة، أحداث عنف وتوترات أمنية واحتقانات سياسية،بعضها وقع على خلفيات طائفية واثنية، ويرى محللون انه لا يمكن فصلها عما يجري في العراق من صراعات طائفية ومذهبية وعرقية منذ حصول الغزو الأمريكي له في آذار 2003 الذي أجج مختلف المشاعر والأحقاد في نفوس شعوب المنطقة التي نمت وقويت في ظل أنظمة الاستبداد السياسي والديني طيلة الحقبة الماضية.
وقال يوسف انه يخشى أن تكون جريمة اغتيال الشاب فادي بكرجي في ديرالزور، والتي تكتم عليها الاعلام السوري، والأحداث الأخرى التي سبقتها مؤشر باتجاه إثارة المزيد من القلاقل والفتن وزعزعة الاستقرار في المجتمع السوري بدءاً من مجتمع الجزيرة السورية المتميز بتركيبته الاجتماعية والثقافية حيث يتصف بالتنوع القومي والديني والاثني والقبلي والمذهبي والذي تبدو فيه مضاعفات وتأثيرات الغزو الأميركي أكثر وضوحاً وبروزاً خاصة وأن الجزيرة السورية محاذية للحدود العراقية. يشار الى أن السلطات السورية تحدثت عن حصول اشتباكات أمنية عديدة بين دوريات من الأمن السوري مع مجموعات تكفيرية سلفية وخلايا ارهابية تطلق عن نفسها(جند الشام) في مناطق عدة من سوريا بعضها في الجزيرة السورية.
التعليقات
رحم الله فادي
salim -رحم الله فادي وصبراهله على هذه الفاجعه وجعلها نهايه للمشاكل اذا كان هناك اي منها وقبل ان نقول ارائنا علينا ان نعرف الاسباب واملي في كل من يعرف عن القتله ان يخبر السلطات المختصه لينالوا جزائهم اتمنى انها لاتمت بصله لعمل طائفي لان دير الزور بلد المحبه والشهامه....رحمك الله فادي وادخلك فسيح جنانه..
سورية التي تنازع
نورس البابلي -كل حكم ديكتاتوري مثل الحكم السوري سيفرز مثل هذه الأحداث.. ومن يخفي مشاكله سوف تكبر وتكبر.. كفانا شعارات وكفانا توارث للرئاسات.كل الناس بشر, وكلهم من خلق الله.. والله لا يؤمر بقتل خليقته.
الغربه
صديق -رحمك الله ياصديقي العزيز وصبر اهلك ولاني عارف كم من الخلق والسمات الرائعه مااتصفت بها روحك مهما كانت الاسباب وراء هذه الجريمة ان كانت طائفية فانه لايوجد دين سماوي او غيره يسمح بقتل روح بريئة .... لذا يجب اجتذاذ هذه النعرات الطائفية وان كانت موجودة ضمنا وعلى السلطات الرسمية متابغة الموضوع وكشف حيثياته والا فان سورية بلد التاخي والسلم والامن لن يظل منها غير الاشلاء والاطلال التي لن تجد لها من يبكي عليها وستتحول الى عراق اخر لايغرف سوى الدم والكره والدمار والتخلف فحذار حذار من التطرف لانه الهاوية
جنت على نفسها براقش
هاشم -هذا ما سوف يحصده النظام السوري و خصوصا انهم هم من صنعوا جند الشام و الكثير من الجماعات الارهابية التي ينشرونها في لبنان و العراق . و كثيرا ما ينقلب السحر على الساحر.
إحذروا الفتنة
عبد الله -بعد تقديم العزاء لأهل الفقيدين, أتوجه إلى الطائفة السريانية الكريمة, والتي نعتز بها فهم أصل إسم سوريا , وأقول احذروا الفتنة , فبعد ظهور السريان الكرام في صفوف المعارضة الوطنية, كان لزامآ أن يذوقوا وبال عملهم. سيحاولون إشعال الفتنة وخاصة بينكم وبين الأكراد, نفس قصة إبريق الزيت يفتعلوا الحريق ويهرعون لإطفائه بالبنزين. إحذروا غحذروا غحذروا. فكيف عرفوا أنها جريمة طائفية ولم يعرف من فعله, هل من الصعب إفتعال شجار كتوطئة لفتنة أليست هي هكذا دومآ. كان الله معكم.
التكفير
سعيد سالم -هذا هو مذهب التكفير شجعه الاميركيون في العراق ويحمونه في لبنان . اتحدى اي رجل دين اسلامي ان يقف ويعلن صراحة ان المذاهب التكفيرية لا تمت بصلة للاسلام ويدعو الى محاربتها كما فعل شيوخ الازهر في القرن التاسع عشر
ألسنة مسمومة
سوري -لا يوجد جرائم طائفية بين المواطنين السوريين ,سوريا تضم السني و الشيعي و الكاثوليكي و الارثوذكسي و الكردي و الشركسي و الارمني و الاشوري و الكردي و الاسماعيلي و العلوي و الدرزي و و و منذ آلاف السنين و نحن تربينا على هذا الواقع و على بديهية هذا الوجود دون عنف أو بغض.الجرائم الطائفية في سوريا لا يقوم بها سوى السلطات و من الامثلة اذكر مذبحة الارمن على يد السلطة العثمانية و مذبحة الدروز على يد الشيشكلي و مذبحة السنة على يد حافظ الاسد, و رغم كل هذا بقي شعبنا واعياً و متفهماً
لعن الله الفتنة
جورج جبور -يفاخر اللبنانيون بانهم بلد ال 18 طائفة وهم نسو او تناسوا بانهم جزء من سورية الكبرى وما ينطبق عندهم ينطبق على باقي دول المنطقة... وتحديدا سورية الصغرى... دعوني على عجالة وحسب ما تسعفني به الذاكرة ان اعدد بعض هذه الطوائف بدون اي ترتيب محدد... وأن امزج فيما بين العرقية والعقائدية... السنة, الشيعة, العلوية, الاسماعيلية, الدروز, المسيحيين, اليهود, العرب, السريان, الاكراد, الارمن, الاشوريين, الكلدانيين, الداغستنيين, الشيشانيين, الجركس, الجزائريين... وعذرا ممن نسيتهم عن دون قصد... اما اذا اردنا ان نعد المذاهب فهذه تحتاج مقالة منفصلة..... اطلب من الله ان تكون حادثة فردية وعلى الولة السورية ان تسعى جاهدة لكشف الفاعلين...
اتباع وعباد الشيطان
ابن وادي الرافدين -ان كل قاتل اومجرم وكل شر وأرهاب ياتي من عند الشيطان وليس الله لأن الله محبه وههو محب كل العالم بدو تفرقه ,رحم الله كل شريف ومءمن بالله الحقيقي.