بوش يطالب دول الخليج بحشد الرأي العام ضد إيران

بوش ينأى بنفسه عن تقرير المخابرات حول ايران

أصر الرئيس الأميركي جورج بوش على ممارسة النوع نفسه من الضغوط على دول الخليج للاحتشاد ضد إيران على الرغم من إبداء الجانب الإيراني استعداده للإجابة على معظم التساؤلات التي طلبتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في ما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، كما تعهدت إيران بأن يكون ذلك خلال الأسابيع القليلة القادمة.

في أحد الخطابات التي ألقاها "بوش" في أحد الفنادق الفخمة أمام جمع من المسؤولين و رجال الأعمال، ركز الرئيس على أن الولايات المتحدة تؤمن بأن لدى إيران العديد من التطلعات النووية، كما أكد أن إيران تعمل على تقديم الدعم للميليشيات الإسلامية الإرهابية في أفغانستان، العراق، لبنان و فلسطين و أنها مستمرة في تقديم هذا الدعم حتى الآن. إضافةً إلى ذلك لقب "بوش" حكومة إيران بأنها "الراعي الدولي الأول للإرهاب" علاوة على ما اتهمها به من أنها تمارس الضغط على المواطنين في ما يتعلق بالشأن الداخلي و تعاني الكثير من المشكلات الاقتصادية الوطنية.

و قال "إن إيران تهدد أمن جميع دول العالم في كل أرجاء الأرض" و أضاف "و على ذلك تعمل الولايات المتحدة على تدعيم و تقوية التزاماتها نحو دول الخليج الصديقة و المتمثلة في تحقيق الأمن لجميع تلك الدول، و هي الالتزامات التي أخذتها أميركا على عاتقها منذ زمن طويل، علاوة على غيرها من الدول الصديقة في جميع أنحاء العالم و التي يجب أن تتحد جميعاً لمواجهة هذا الخطر القادم قبل فوات الأوان"

جدير بالذكر أن تصريحات "بوش" تزامنت مع إعلان الجانب الإيراني للتعهد بإبداء قدر أكبر من التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في ما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني و متطلبات الوكالة في هذا الشأن، على كلٍ، يمكن القول إن الإعلان الإيراني في هذا التوقيت من شأنه أن يقوض الجهود المبذولة من جانب الولايات المتحدة و التي تستهدف التأييد الدولي لموقفها ضد "طهران"، و هو ما أكد عليه "محمد البرادعي"، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية أثناء لقائه كبير المفاوضين الإيرانيين "أية الله".
كما أن إيران وافقت على الوفاء بما تعهدت العام الماضي و الذي يتمثل في إزاحة الستار عن جميع التفسيرات و الردود على تساؤلات الوكالة الخاصة بالبرنامج النووي الإيراني ، و هو ما أعلنت وكالة الأنباء الوطنية بإيران بشأنه عن توقعها لإسقاط مجلس الأمن للعقوبات المفروضة على إيران مقابل الشفافية التي تعهدت توفيرها في التعاملات بالقائمة بينها و بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية. و يذكر أن إعلان إيران قد تعرض للتأجيل لشهر آخر، أي بنهاية العام الحالي، لأسباب جوهرية تتعلق بالمهلة الممنوحة لإيران للكشف عن برنامجها و أعمالها النووية بما في ذلك جميع الأنشطة النووية السرية أو غير المعلنة الخاصة بالمجال النووي العسكري.

و خلال الأشهر القليلة الماضية أظهرت دول الخليج العديد من الإشارات الدالة على توثيق العلاقات الدبلوماسية مع إيران ، وتمثل ذلك في تلك الأحداث التي من بينها سماح المملكة العربية السعودية للرئيس الإيراني "محمد أحمدي نجاد" بزيارة مكة لأداء فريضة الحج. علاوة على ذلك، لدينا أيضاً تلك الدعوة التي وجهها مجلس التعاون الخليجي للرئيس الإيراني لحضور مجلس القمة الخليجية المنعقد في الشهر الماضي.

و يذكر أن هذه هي المرة الثانية خلال شهرين التي يحاول فيها الرئيس "بوش" إثارة قضية حول إيران، إلا أن تطورات الأوضاع التي نواجه تلك القضية تحول دون إثارتها من الأساس. فعلى سبيل المثال أظهر أحد التقارير الاستخباراتية الأميركية الصادرة في ديسمبر الماضي أن إيران قد توقفت عن تخصيب اليورانيوم بالفعل منذ 2003 مما أدى إلى توقف حملة العقوبات الدولية التي كان من المقرر أن تقوم بها الولايات المتحدة في ذلك الوقت.