أزمة دبلوماسية بـ "خلفية ثقافية" بين موسكو ولندن

الازمة الروسية البريطانية

الحرب الثقافية الروسية البريطانية ترتدي "زيّها" السياسي

روسيا وبريطانيا... حرب ثقافية

فالح الحمراني من موسكو : تراجعت الدبلوماسية البريطانية في موقفها من عدم الإمتثال لقرار روسيا بوقف نشاط المراكز الثقافية الانكليزية، وقررت تجميد عمل مركزين في بطرسبورغ ويكترنبورع. وقال سفير لندن بموسكو إن هذا الإجراء سيكون موقتًا لتجنب العاملين بالمركزين ملاحقة الاسخبارات. وسيواصل مركز موسكو الثقافي نشاطه. ويرصد المراقبون وجود أسباب سياسية وراء إجراء موسكو بالمضايقة على عمل المركز، فيما ترى موسكو بعدم امتثال لندن لقرار الغلق بأنه استمرار للذهنية الاستعمارية الانكليزية. وأعلنت واشنطن عن اسفها للاجراءات الروسية بينما ستناقش الجمعية البرلماتية الوضع المتعلق بإغلاق المراكز الإقليمية للمركز الثقافي.

وبدد سفير لندن بموسكو انتوني بريتون اليوم المخاوف من أن تسفر الازمة حول المراكز الثقافية الى قطع العلاقات الدبلوماسية بين موسكو ولندن. وقال في حديث صحافي: إن الأمر لن يصل إلى هذا الحد. ووصف التهم الروسية القائلة إن المراكز الثقافية تمارس التجسس، بأنه "جنون". منوهًا بأن المركز يساعد الروس على تعلم الانكليزية التي يتحدث العالم باجمعه. وقال ان روسيا باجراءاتها ضد المركز تعمل على تشويه سمعتها بالغرب. وعلى حد قوله فإن المخابرات الروسية وشرطة الضرائب تستحدم بحق المركز الثقافي البريطاني الاساليب السوفياتية السابقة.

وكانت وزارة الخارجية الروسية قد استدعت برينتون وسلمته مذكرة احتجاج شديدة اللهجة بشأن استمرار المركز الثقافي البريطاني نشاطه في اقليم روسية، على الرغم من صدور حظر على عمله هناك. واتهمت الخارجية الروسية الجانب البريطاني بتجاهل قرارها كدولة اجنبية، واعلنت ابطال مفعول اعتماد موظفي القنصلية البريطانية الذين يسيرون نشاط المجلس، ومنع منح تأشيرات دخول لروسيا للموظفيين الجدد. وهددت لأول مرة بأنه وفي حال مواصلة الجانب البريطاني، عدم تنفيذ القرار الروسي فإن موسكو ستطرد المجلس باكمله من روسيا، بما في ذلك مكاتبه في موسكو. وردت الخارجية البريطانية على ذلك بأن لندن سترد بالمثل على موسكو. وقالت الخارجية الروسية ان استمرار عمل المجلس في المدن الروسية يعد عملية استفزازية ترمي الى تخريب العلاقات اكثر بين روسيا وبريطانيا.

واشير في مذكرة الخارجية الروسية الى ان المجلس البريطاني لا يتمتع بصفة قانونية ويمارس تلاعبًا ماليًا، وافتتح مكاتبه في مقرات البعثات الدبلوماسية التي منحت موظفيه صفة الحصانة الدبلوماسية.وتاتي الازمة الدبلومسية بين لندن وموسكو استمرارًا لتدهور العلاقات بين الطرفين، إثر امتناع روسيا تسليم رجل الاعمال الروسي اندريه لوغوفوي،لإتهامه بدس مادة سم قاتلة لرجل الاستخبارات والمعارض للرئيس فلاديمير بوتين الكسندر ليتفينينكو اللاجئ في بريطانيا. وبدورها ترفض بريطانيا تسليم رجل الاعمال الروسي/ اليهودي بوريس بيريزوفسكي وممثل الحركة الانفصالية الشيشانية في اوروبا احمد زكاييف وغيرهما للقضاء الروسي للنظر في التهم الموجهة إليهم، والتي من بينها اختلاس اموال وممتلكات الدولة والغير والتورط باعمال الارهاب. ورفضت روسيا الاجراءات الجديدة التي اتخذها المركز الثقافي بتبديل اسمه للحصول على وضع قانوني يؤهله لمواصلة نشاطه من خلال عمل القنصليات البريطانية. ويذكر ان المجلس البريطاني الذي اسسته الخارجية البريطانية عام 1934 يعتبر منظمة تنويرية غير سياسية، وتنشط فروعه في اكثر من 100 دولة. وافتتح المجلس بروسيا فرعا له عام 1992 ودشن له فروع في 16 مدينة روسية.