مقتل العشرات في كيفو وسط تبادل الاتهامات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
غوما: أفادت مصادر مدنية وعسكرية السبت عن مقتل عشرات المدنيين الجمعة في شمال كيفو، شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية، جراء معارك بين جنود منشقين وميليشيات محلية. وتبادل "المؤتمر الوطني للدفاع عن الشعب"، الحركة السياسية والعسكرية التي يقودها الزعيم التوتسي لوران نكوندا، و"ائتلاف الوطنيين المقاومين الكونغوليين" الذي يجمع ميليشيات الماي ماي من قبائل عدة، الاتهامات بارتكاب مذابح بحق المدنيين.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، اعلنت الحركة الاولى سقوط "عشرين قتيلا" في حين تحدثت الثانية عن سقوط "ثلاثين قتيلا على الاقل". من جهتها، اكدت السلطات المحلية لفرانس برس ان "المؤتمر الوطني" قتل اربعين قرويا قرب بلدتي نياميتابا وكالونغي اللتي تبعدان اكثر من 60 كلم شمال غرب العاصمة الاقليمية غوما.
ولم يؤكد اي مصدر مستقل هذه الحصيلة حتى الان. وارسلت بعثة الامم المتحدة في جمهورية الكونغو الديموقراطية دورية من الجنود الدوليين الى المنطقة "للتحقق مما حصل"، بحسب ما قال المتحدث العسكري باسمها في غوما المايجور بريم تيواري. واعلن ايمانويل مونياماريبا الحاكم المدني لنياميتانا ان "المؤتمر الوطني يقتل السكان المدنيين في الحقول والمنازل الريفية (المنعزلة)". واضاف "قتل 31 شخصا الجمعة والسبت في كانزيني قرب نياميتابا (...). وفي كالونغي (قرية مجاورة) قتل 12 شخصا".
واوضح الجيش النظامي انه في هذه القرى القريبة من احد معاقل نكوندا في شمال كيفو، اندلعت مواجهات متكررة خلال الايام الاخيرة بين عناصر من "المؤتمر الوطني" و"ائتلاف المقاومين". واضاف مونياماريبا "نتساءل لماذا يعمد المؤتمر الوطني الى قتلنا هنا بعدما ارسل مندوبيه الى مؤتمر السلام"، موضحا ان قرويين يائسين لا يزالون يبحثون في محيط القرى عن "جثث" الضحايا المدنيين.
ويجمع مؤتمر السلام منذ السادس من كانون الثاني/يناير في غوما نوابا وممثلين لمجموعات قبلية وللمجتمع المدني ومندوبين من المجموعات المسلحة الناشطة في شمال كيفو وجنوبها (منها المؤتمر الوطني وائتلاف المقاومين)، بهدف وضع اسس "سلام دائم" في المنطقة وتنميتها. وقال سندونغو موسيفيني المتحدث باسم "ائتلاف المقاومين" لفرانس برس ان "عناصر المؤتمر الوطني هاجموا مواقعنا في كالونغي ونياميتابا وكاشوغا (قرية مجاورة). لكننا قمنا بصدهم فهاجموا السكان المدنيين"، لافتا الى سقوط "ثلاثين قتيلا على الاقل".
لكن رئيس وفد "المؤتمر الوطني" الى مؤتمر السلام كامبازو نغيزي اكد ان ما جرى "هو العكس تماما"، مضيفا ان "ائتلاف المقاومين هو من ذبح السكان المدنيين، وثمة عشرون قتيلا". واضاف ان "نياميتانا كانت مقر اقامة الامين العام للمؤتمر الوطني. وقد غادرها قبل ثلاثة اسابيع فحضر عناصر ائتلاف المقاومين وقتلوا السكان، وخصوصا افرادا من عائلته. ونحن في صدد تنظيم صفوفنا لحماية السكان".
ويقيم في قرى منطقة نياميتابا مزارعون ومربو ماشية يتحدرون من اتنيات هوتو وتوتسي وهوندي التي يقاتل افراد منها في المجموعات المسلحة المختلفة في المنطقة. ويشهد شمال كيفو منذ اشهر مواجهات بين الجيش النظامي وعناصر "المؤتمر الوطني"، واعمال عنف تشارك فيها ميليشيات الماي ماي ومتمردون روانديون من قبيلة هوتو. وواصل مؤتمر السلام السبت اعماله في غوما، على ان يختتم الاثنين برفع توصيات للسلطات.