الأردن يشكك بجهود السلام التي يبذلها جورج بوش
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
عمان: يرحب الأردن في العلن بإنخراط الرئيس الأميركي جورج بوش المتأخر في عملية السلام في الشرق الأوسط لكن الكثير من الأردنيين ومن بينهم مسؤولون يعبرون عن تشككهم العميق في فرص نجاحه. ويبرز هذا التناقض دور الأردن الغريب. فهو قد يكون أفضل صديق للولايات المتحدة واسرائيل في العالم العربي لكن شعبه وكثيرين من أفراده من أصل فلسطيني يعارض بشدة السياسات الامريكية والاسرائيلية في المنطقة.
ويقول مسؤولون أردنيون ان الملك عبد الله عاهل الاردن وزعماء عرب آخرين ساهموا في دفع واشنطن العام الماضي الى إحياء محادثات السلام الفلسطينية الاسرائيلية التي جمدت طوال السبع سنوات الاولى من رئاسة بوش. وقال باسم عوض الله مدير الديوان الملكي في حديث "هناك شعور بان الولايات المتحدة لا تعطي أي اهتمام للقضية الفلسطينية."لم يبذل أحد في واشنطن أي جهد للربط بين أحداث ايران والعراق ولبنان وفلسطين."
ويتلهف الاردن على إنهاء الصراع الذي يعتبره وقودا لاذكاء التشدد الاسلامي وفرصة تستغلها ايران وحلفاؤها. وصرح عوض الله بأن جهود العاهل الاردني لدفع الولايات المتحدة للتدخل من جديد تمت بالتنسيق الوثيق مع المملكة العربية السعودية ومصر ودولة الامارات العربية المتحدة التي تنظر واشنطن الى حكامها الذين يطبقون حكما شمولايا على انهم حلفاء عرب "معتدلون". وفي مسعى لإذابة الجليد مع دمشق زار العاهل الاردني سوريا لحثها على حضور المؤتمر الذي استضافته الولايات المتحدة في انابوليس بولاية ماريلاند في نوفمبر تشرين الثاني الماضي لاستئناف محادثات السلام الفلسطينية الاسرائيلية.
وتقسو المعارضة الاسلامية في الاردن المقربة من حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) في حكمها على فرص بوش في تحقيق هدفه المعلن وهو التوصل الى اتفاق بشأن إقامة دولة فلسطينية قبل انتهاء فترة رئاسته ومغادرته البيت الابيض في يناير كانون الثاني عام 2009. وقال رحيل الغرايبة نائب الامين العام لحزب جبهة العمل الاسلامي وهو الجناح السياسي للاخوان المسلمين في الاردن "عملية السلام ماتت ودفنت. "نعتقد ان بوش يمثل سياسة امريكية للطغيان والعدوان على العالم العربي." لكن ليس الاخوان المسلمون وحدهم الذين يتشككون في قدرة بوش على التوسط في السلام مادامت السياسة الامريكية منحازة لاسرائيل.
وتوقع مسؤول أردني رفيع لا يتعاطف مع الاسلاميين حدوث كارثة ما لم يضغط الرئيس الاميركي على اسرائيل بشدة من أجل التوصل الى اتفاق على أساس مبادرة عربية عرضت على اسرائيل سلاما كاملا مع كل الدول العربية مقابل انسحابها الى خطوط عام 1967 واقامة دولة فلسطينية والتوصل الى حل لمشكلة اللاجئين. وصرح المسؤول بأن بوش نسف هذه المبادرة حين طلب من السعودية ودول الخليج العربية الأخرى تطبيع علاقاتها مع اسرائيل قبل ان تؤتي المحادثات الفلسطينية الاسرائيلية بثمارها. وتبنى المسؤول الرأي السائد في الاردن والذي يقول ان الرئيس الامريكي كان حريصا على حشد العرب ضد ايران أكثر من حرصه على تحقيق السلام الا اذا كان بشروط اسرائيل.
وسعد الأردنيون حين سمعوا بوش يدعو "لانهاء الاحتلال" الاسرائيلي الذي دام منذ حرب عام 1967 لكنهم قلقوا من تأكديه على ان اسرائيل دولة يهودية واشارته الى تعويض لا عودة اللاجئين الفلسطينيين. كما انهم لم يروا مؤشرا على ان محاولة السلام ستغير الواقع على الضفة الاخرى من نهر الاردن. فبعد انابوليس كشفت اسرائيل عن خطط جديدة لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة حيث تخنق نقاط التفتيش العديدة والجدار العازل الذي تبنيه اسرائيل في عمق اراضي الضفة الحياة الطبيعية هناك. وتقول اسرائيل ان كل هذه الاجراءات ضرورية لأمنها.
ومخاطر فشل مبادرة بوش واضحة لا سيما في الاردن الذي أبرم معاهدة سلام مع اسرائيل عام 1994 وسيحصل على مساعدات اقتصادية وعسكرية من الولايات المتحدة هذا العام قدرها 663 مليون دولار.
وقال عوض الله وهو من أصل فلسطيني "أعتقد ان مصداقية العملية في أعين المواطنين العاديين في فلسطين سيحكمها ما يحدث على الارض. "ولهذا نحن بحاجة الى الانتظار بضعة أشهر نعطي الأمر بضعة أسابيع على الاقل حتى نستطيع ان نقيم."
ولم يكن الاردن ضمن جولة بوش هذا الشهر حين قام بأول زيارة رئاسية له لاسرائيل والضفة الغربية الى جانب عدد من الدول الخليجية ومصر لكن عوض الله قال ان موقف بلاده يتعزز من خلال الالتزام الشخصي للرئيس الامريكي. ويرى مدير الديوان الملكي ان بوش أمامه وقت أطول من الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون الذي حاول دون جدوى تتويج فترة رئاسته بالتوصل الى اتفاق سلام في الشرق الاوسط عام 2000 . واستطرد "لكننا نحتاج مشاركة الامريكيين...ليساعدوا الاطراف على وضع خطة للتفاوض والوصول الى بعض المعالم" مع توالي الاشهر في عام 2008. وأضاف "نرى انها فرصة. ولا نوهم انفسنا بان الامر سهل. لكن ليس بوسعنا ان نفشل."
التعليقات
السياسة الاردنية
تيسير الشوابكة -ان سياسة جلالة الملك عبدالله الثاني من السياسات الحكيمة في الاوقات التي نرى الكثير من اصحاب القرارات العربية ليس لديها بعد نظر ولا حنكة سياسية تعود بالنفع على قضية اهلنا بفلسطين نحن كاردنيين مع اهلنا بفلسطين لتخفيف همومهم ونتمنى على الجميع ان يحذوا نفس السياسة الاردنية بما فيهم بعض التيارات السياسيةالفلسطينية.