جعجع: هناك حرب لبنانية باردة والمهم أن تبقى كذلك

إيلاف، بيروت: رأى رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع أنَّ لبنان يقف اليوم أمام أحداث كثيرة، مؤكدًا ضرورة بناء القيادة على مهل. وحول التظاهرة العمّالية المتوقّع حصولها يوم غد الخميس، استغرب جعجع كثرة الاتحادات التي تطلق الدعوات للتظاهر. وأوضح جعحع خلال مقابلة مع تلفزيون المسنقبل أنه خلال فترة "التسعينات كان لدينا 23 اتحاد عمالي أما اليوم فعددهم بالخميسنات"، مشيرًا إلى أنَّ "قسم من هذه الاتحادات وهميّة وجرى تسجيلها في الأيّام السوداء".

جعجع الذي طالب بفتح المجلس النيابي قبل الانطلاق بتحركات مطلبيّة، تساءل عن الجهة التي تطالبها الحركة العمالية التي تتظاهر غدا "وهي لا تعترف بالحكومة"، محمّلاً "فريق 8 آذار" مسؤولية عدم وجود رئيس للبنان. وأوضح أن بعض الاتحادات العمالية الفعلية اجتمعوا اليوم مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة لمباحثة ماذا يمكن ان يتحقق معتبرًا ان "هذا التحرك ذات خلفية سياسية بإمتياز والدليل على ذلك ان رئيس الاتحاد العمالي العام لم يلبي الدعوة الى السرايا".

ودعا جعجع اللبنانيين الى ممارسة حياتهم الطبيعية وعدم المشاركة بالاضراب يوم غد. واعتبر انه "اذا كان الاضراب غدًا سلمي فهذا حق مشروع، المهم ان لا يتجاوز احد حرية الآخرين". أضاف "لا يحق لأحد أن يقطع الطريق على أحد، فليعبر من يريد عن رأيه ولا يتعدى على الرأي الآخر".

ونوّه جعجع بالجيش اللبناني، معربًا عن اطمئنانه للوضع هذه السنة "من الناحية الشرعية (الجيش وقوى الامن) هو افضل بكثير مما كان عليه في 23 كانون الثاني الماضي"، حين شهد محيط جامعة بيروت العربيّة في منطقة طريق الجديدة إشعال إطارات وسد طرق بالسيارات.

واستبعد جعجع ان تكون البلاد دخلت مرحلة النزول الى الشارع، وقال "اذا كانوا يريدون الشغب فليعرفوا ان هناك دولة وقوى امنية ستدافع عن الناس واملاكهم ". أضاف "لا يعتقدوا انه اذا كانت الناس ملتهية بإمورها الحياتية ان لا احد يقابلهم".

وقال جعجع "نحن من يجب ان ينزل الى الشارع لأن هنا ك رئاسة فارغة" معتبرًا ان "هناك حرب لبنانية باردة والمهم ان تبقى كذلك"، وندد بكلام التهديد الذي "لا يليق بأناس مسؤوليين"، مؤكدا "عند الضرورة نستطيع ان نواجه في الشارع". وأكد جعجع ان "المنطقة المسيحية لم تعد تشهد اي تدريبات او عملية تسلح من شهرين الى اليوم ". وأعرب عن رأيه بأن "مسؤولي "حزب الله" اذكى من توريط نفسهم في لعبة الشارع".

واستبعد جعجع أن "يتورّط" شباب التيار الوطني الحر "في هكذا مخططات واعمال شغب"، موضحًا أن أبرز نقاط التجمّع للتظاهرة غدا هي "في الضاحية والجنوب وبعض المناطق في الشمال، اما في المناطق المسيحية فهناك نقطتي تجمع فقط". أضاف مواقف بعض عناصر المعارضة كميشال المر ونعمة الله ابي نصر واضحة برفض التحرك.

وانتقد جعجع استشهاد المعارضة بما أسماه "عدالة عدنان عضوم والسوريين"، واسترجاع ملفات الحرب اللبنانيّة في كل مناسبة، وقال "ان استشهد بعدالة التاريخ واذكرهم بالعقيد مظلوم المغتال من قبل حزب الله والملازم شمعون وزيادة ودو غوتيار والنقيب درويش". أضاف متسائلا "على ماذا اتكلم عن المجازر بين امل وحزب الله ومشغرة".وحول ما يشاع بأنّ قوى "14 آذار" تتراجع، اعتبر جعجع ان هذا "انطباع خاطئ" مشيرًا إلى أنّ هناك "مواجهة كبيرة بين خيارين مختلفين في لبنان".

وتتطرق في اللقاء الى مسألة انتخاب رئيس بالنصف زائدًا واحدًا، موضحًا أنّ فريق "14 آذار" ووجه "بعدم حماس خصوصا من البطريرك" الماروني مارنصرالله بطرس صفير "فتراجعنا عن هذا الخيار". أضاف "اردنا تجربة انتخاب رئيس توافقي فيكون نقطة تحول تنعكس على بقية النقاط الخلافية... لذا ذهبنا الى ابعد من طاقتنا وفضلنا ترشيح العماد سليمان كرئيس توافقي".وقال "اكتشفت انه من المستحيل الوصول الى تسوية لأن مشروع الفريق الآخر اكبر من لبنان". أضاف "يريدون الاستمرار بتعطيل الانتخاب كي يصلوا الى استلام البلد بالكامل".

المبادرة العربية

وحول المبادرة العربيّة التي حملها أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى إلى لبنان، قال جعجع إن موسى "لم يستطع بعد كل الاجتماعات واللقاءات البقاء على نقطة متساوية".

المشاركة

وحول مبدأ الشراكة في الوطن، قال جعجع "لقد رأينا بالامس السيد حسن نصر الله يضع قواعد الاشتباك مع اسرائيل، اريد ان اسأل هل هناك دولة في هذا البلد؟" وأضاف "يريدون المشاركة في باخرة الفيول ولكن لا مشاركة في قرار الحرب او ترسيم الحدود مع سوريا".

اذا كانوا يريدون المشاركة الحقيقية فلنطرح كل الامور على الطاولة، عندما ترد اسرائيل فهي ترد على كل اللبنانيين ليس فقط على محمد رعد". أضاف "هناك ميكانيكية للمشاركة ومعروف ان القرارات الكبرى تحتاج اكثرية الثلثين في الحكومة" معبرًا عن رأيه بأن "حزب الله لا يريد مشاركة احد بأموره". وتساءل جعجع ""حزب الله" يقول نحن اشرف الناس فهل يعني ان كل الباقي عملاء؟"

وعلى صعيد المشاركة في انتخابات الرياسية في لبنان قال جعجع "طرحوا موضوع المشاركة بالانتخابات الرئاسية فطرحنا العماد سليمان كرئيس توافقي ولم يقبلوا". وقال جعجع "سنكون اول الموقعين على تعديل دستوري يعطي القوى الوازنة للرئيس".

الهجوم على البطريرك

وحول هجوم النائب السابق سليمان فرنجية على البطريرك الماروني مارنصرالله بطرس صفير، قال جعجع "لا سليمان فرنجية "ماو تسي تونغ" ولا جمهوره هو الشعب الصيني ليقول انه اذا نزلنا لدعم بكركي سينزل في مواجهتنا"، مشيرا إلى أن "هناك حدود معنوية لا يجب على احد تخطيها، وفضل بكركي علينا كبير جدًا بغض النطر عن مواقفنا السياسية منها".

وقال جعجع "البطريرك شن حرب ضد النصف زائد واحد فسكتنا ولم نتكلم" متسائلا "الم يعد من حق البطريرك ابداء رأيه السياسي؟ هل هناك احد في هذا الكون سيصدق اكذوبة ان البطريرك يقبض راتب شهري من جهة معينة". وقال "لقد طفح الكيل في موضوع البطريرك" موضحا "لقد توقفنا عن تحركنا لدعم البطريرك بطلب منه".

نسبة المسيحيين

وحول الانتخابات النيابية للعام 2005، قال جعجع ان مشاركة المسيحيين بلغت 35% ، موضحا "المسيحيين المقيمين في لبنان يشكلون اقله 40% من السكان". أضاف "بالرغم من الظروف حضر بالاعياد اكثر من 70.000 لبناني للسياحة". وقال "عندما انفرجت الظروف في لبنان بدأ المسيحييون بالعودة" معتبرا "مواقف العماد عون تخدم النظام السوري في لبنان عن قصد او غير قصد هذا موضوع آخر".