المجموعة العربية ترفض التعديلات الاميركية و تطرح مشروع قرار حول غزة

الامم المتحدة: رفضت المجموعة العربية تعديلات اميركية على مشروع بيان رئاسي ينظره مجلس الامن حول الوضع المتردي في قطاع غزة واصفة اياها بانها "تعجيزية" وقررت تقديم مشروع قرار في هذا الشأن الليلة بنسخته الزرقاء الجاهزة للتصويت عليها.

وقال دبلوماسي عربي ان المجموعة تتأهب الان لتقديم مشروع قرار امام المجلس يتضمن نفس العناصر التي وردت في مشروع البيان الرئاسي والتي تم الاتفاق عليها من طرف الاعضاء ال14 في المجلس امس. واضاف ان هذا من شأنه أن يجعل الوفد الاميركي اما ان يتراجع عن موقفه المتشدد ويقبل بمشروع البيان الرئاسي او ان يستخدم حق النقض (فيتو) ضد مشروع القرار.

ورفضت المجموعة العربية التعديلات الاميركية التي تنص على ان المجلس "يدين المجموعاب الارهابية التي تطلق الصواريخ من غزة وتدعو الى وقف فوري لهذه الهجمات.. ويعيد تأكيده ان الارهاب بجميع أشكاله ومظاهره يمثل أخطر التهديدات للسلم والامن الدوليين وان اي عمل ارهابي هو عمل اجرامي ولا يمكن تبريره بغض النظر عن دوافعه ومتى واينما حدث ومهما كان فاعله".

كما تقضي التعديلات باعراب مجلس الامن أيضا عن قلقه ازاء الوضع الانساني في غزة وتعبيره عن "حق اسرائيل في الدفاع عن النفس ودعوته اسرائيل لاتخاذ كافة الخطوات الملموسة لتقليل آثار أعمالها على المدنيين الابرياء في غزة وتسهيل وصول المساعدات الانسانية للشعب الفلسطيني ومرور الصادرات والواردات بما في ذلك الغذاء والمساعدات الدولية ووصول عمال المساعدات الانسانية الى غزة".

كما ادرجت التعديلات الاميركية فقرة يرحب فيها المجلس "بقرار اسرائيل تعليق غلق المعابر الحدودية ودعوته جميع الاطراف الى الالتزام بتعهداتها في ظل القانون الدولي بما في ذلك القانون الانساني الدولي وحقوق الانسان ويعبر عن قلقه بان الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليت ما زال محتجزا في غزة وان محتجزيه ما زالوا يمنعون وصول اللجنة الدولية للصليب الاحمر اليه في معارضة للقانون الانساني الدولي".

و بحسب دبلوماسي في المجلس فان هدف الولايات المتحدة من ادخال هذه التعديلات التعجيزية "دفع المجلس لعدم اصدار اي شيىء". وكان باقي اعضاء المجلس ال 14 قد وافقوا امس على مشروع بيان طرحته المجموعة العربية فيما قالت البعثة الاميركية انها بحاجة لمزيد من الوقت للحصول على تعليمات من واشنطن. وقدم الوفد الاميركي تعديلات شفهية على نص البيان الخاضع لمناقشات منذ ثلاثة ايام.

وقال رئيس مجلس الامن مندوب ليبيا جادالله الطالحي "للأسف لم نتوصل لاي اتفاق وهناك الان تعديلات شفهية وبحسب المناقشات اعتقد انها لن تكون مقبولة لاي طرف". واكد ان الولايات المتحدة لم تقدم اي تعديلات مكتوبة وان "هناك حديث عن ادانة (للفلسطينيين) وهذا لن يكون مقبولا لاي طرف كما هو واضح".

ورفضت المجموعة العربية كافة تلك التعديلات المذكورة جملة وتفصيلا وقررت العودة الى مشروع القرار الذي لا يتطلب سوى موافقة تسعة من الاعضاء ال15 على امل عدم لجوء الولايات المتحدة لنقضه.

من جانبه، قال نائب المندوب الاميركي اليخاندرو وولف للصحافيين "لن يصدر اي بيان لا تشعر الولايات المتحدة بالارتياح لمضمونه ولا تؤمن بانه بناء وايجابي ويسهم في تحسن الموقف بكافة ابعاده". وقال ان الولايات المتحدة تشدد على ضرورة تضمين القرار مبادىء مثل ادانة الارهاب "ولا نفهم لماذا لا نستطيع ادانته" حسب قوله.

ويستلزم تبني مجلس الامن لبيان غير ملزم موافقة كافة الاعضاء ال 15 على عكس القرار الملزم الذي لا يتطلب سوى موافقة تسعة من الاعضاء لان البيان يتحدث باسم كافة الاعضاء فيما يتحدث القرار باسم المجلس نفسه.