مصر تبدأ بإغلاق مدينة العريش أمام الفلسطينيين

واشار الى ان "جهودنا مستمرة مع الجهود المصرية بهدف تنظيم وضبط العملية" مشيرا الى انه "منذ امس تم ضبط عملية التدفق عبر نقاط معينة من اجل تسهيل ضبط العملية". واكد شهود ان الامن المصري اقام عددا من الحواجز عند مدخل مدينة العريش التي تبعد 45 كلم عن رفح ويقوم بارجاع الفلسطينيين الى رفح المصرية. وذكر الشهود ان عشرات من الامن المصري يحملون الهروات "تقدموا عند بوابة صلاح الدين الحدودية ويقومون بارجاع المواطنين ولكن الناس لا زالوا يتدفقون من جهات اخرى على الحدود". واوضح الشهود ان مئات من عناصر الامن المصري انتشروا على المداخل المؤدية الى مدينة العريش. وذكر الشهود ان الاف الفلسطينيين لازالوا يتدفقون الى مدينة رفح المصرية لشراء كل ما تقع عليه اعينهم من البضائع والمواد التموينية والغذائية والاساسية.

الولايات المتحدة تأمل ان تتمكن مصر من تأمين حدود غزة

بدورها اعربت الولايات المتحدة الخميس عن املها في ان تتمكن مصر من السيطرة على حدودها مع قطاع غزة خلال ايام، الا انها قالت انها تتفهم المشكلة التي تواجهها الحكومة المصرية مع تدفق السكان من القطاع المحاصر الى الجزء المصري. وصرح المتحدث باسم الخارجية الاميركية توم كيسي للصحافيين ان السفير الاميركي في القاهرة فرانك ريكياردون تحدث الى الرئيس المصري حسني مبارك وغيره من المسؤولين المصريين بشان الوضع. واضاف "نحن نشاطر المصريين قلقهم بشأن الوضع. وبالتاكيد فكلنا نرغب في ضمان ان تكون الحدود مضبوطة وآمنة. والمصريون يعملون بجد للوصول الى ذلك".
وتابع "وبالتاكيد فاننا نامل في ان يتمكنوا من القيام بذلك خلال الايام القليلة القادمة".

واضاف كيسي "نحن ندرك ان حماس تحاول استغلال هذا الوضع ليس فقط للسماح للمدنيين من غزة بشراء السلع من الجانب الاخر من الحدود، ولكن ربما لتهريب الاسلحة وغيرها من المواد لدعم المسلحين".
وقال ان دبلوماسيين اميركيين سيواصلون بحث جهود تامين الحدود مع المصريين وكذلك مع الاسرائيليين والسلطة الفلسطينية، مضيفا ان هذا في مصلحة الجميع. وردا على سؤال حول ما اذا كانت واشنطن راضية عن الرد المصري، قال كيسي "نحن نفهم ان هذا الوضع ليس سهلا" الا ان المصريين "يبذلون الجهود" لتامين الحدود. وبدات الشرطة المصرية الجمعة في استعادة السيطرة على الحدود مع قطاع غزة واغلقت بوابة صلاح الدين امام الفلسطينيين القادمين من القطاع وهي الممر الرئيسي الذي يعبرونه الى الاراضي المصرية.

واعرب كيسي عن خيبة امله من استضافة سوريا مؤتمر الفصائل الفلسطينية التي تتخذ من دمشق مقرا لها والذي شاركت فيه حماس الاربعاء، بعد ان شاركت دمشق في مؤتمر انابوليس في تشرين الثاني/نوفمبر لاطلاق محادثات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين بعد توقف استمر سبع سنوات. وقال كيسي "من المؤسف ان نراهم يستضيفون مثل هذه الاجتماعات". ودعت حماس والفصائل التي مقرها دمشق الى تكثيف المقاومة ضد اسرائيل في افتتاح "المؤتمر الوطني الفلسطيني" الذي يستمر ثلاثة ايام.

من جانبها قالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس لصحافيين في طائرة كانت تقلها الى ميديين (كولومبيا) على رأس وفد نيابي ان الوضع على الحدود المصرية مع غزة "وضع صعب بالنسبة لهم (المصريين)". واضافت "لكنها حدود دولية. ومن الضروري حمايتها واعتقد ان المصريين يدركون ذلك". وحملت رايس من جديد حماس مسؤولية الحصار الذي تفرضه اسرائيل على هذه المنطقة الفلسطينية التي سيطرت عليها الحركة الصيف الماضي. وقالت رايس ان "المشكلة ناجمة قبل كل شيء عن مسألة الامن التي تسببت فيها حماس في غزة ورفضهم وقف اطلاق الصواريخ على اسرائيل، وانا واثقة انهم يستطيعون ذلك اذا ارادوا". وخلصت رايس الى القول ان "سكان غزة الابرياء هم في وضع بالغ الصعوبة".

إنتشار للشرطة الإسرائيلية في القدس الشرقية

الىذلكاعلن مصدر في الشرطة الاسرائيلية ان الشرطة انتشرت بكثافة الجمعة في القدس الشرقية خوفا من اندلاع اعمال عنف بعد انتهاء صلاة الجمعة في الحرم القدسي بسبب الحصار الذي تفرضه اسرائيل على قطاع غزة. وفرضت الشرطة الاسرائيلية اجراءات صارمة على دخول الحرم القدسي، ليقتصر على الرجال الذين تجاوزوا الاربعين من العمر والعرب الاسرائيليين والفلسطينيين المقيمين في القدس الشرقية التي ضمتها اسرائيل بعد احتلالها في 1967. ورفعت حالة التأهب بعد هجوم مساء الخميس ادى الى مقتل احد حرس الحدود في حي شمال القدس الشرقية. وقال المتحدث باسم الشرطة شموليك بن روبي "نشرنا تعزيزات لمواجهة كل احتمال بعد الصلاة وعززنا اجراءات الحماية في الاسواق والاماكن العامة الاخرى خوفا من اعتداءات".

الفاينانشل تايمز: حصار غزة جائر

بدورها وجهت صحيفة الفاينانشل تايمز البريطانية في إفتتاحيتها الثانية النقد للسياسة المنتهجة فيما يتعلق بقطاع غزة. وتقول الصحيفة إن تدفق الغزاوين على مصر، يوم الأربعاء، جنب المنطقة حربا جديدة، ولكن مؤقتا. "إن الكارثة الإنسانية والتوتر في غزة يؤشران إلى إمكانية أن يؤدي التصعيد إلى حرب، إذا لم يخضع الوضع إلى السيطرة." تقول الصحيفة. وتعتبر الفايناشل تايمز أن الحصار المفروض على قطاع غزة ليس خطأ وحسب بل أثبت أنه غير مثمر أيضا. العقاب الجماعي -تقول الصحيفة- يفتقر إلى الشرعية، لكن إسرائيل لم تستخلص العبر من عقدين من العقوبات الجماعية في لبنان وفي الأراضي المحتلة، والتي لم تفلح سوى في تعزيز موقع حزب الله وحركة حماس.

وبعد أن تشير الصحيفة إلى إخفاق محاولات عزل حماس وإبعادها عن السلطة، تنصح العرب والوسطاء الدوليين، بالسعي إلى الحصول على هدنة من حماس، و على رفع الحصار لإسرائيلي عن قطاع غزة. "ثم بعد ذلك، ينبغي عليهم السعي إلى إحياء اتفاق مكة بين حماس وفتح، والمساعدة على تشكيل حكومة تصريف أعمال من الحركتين." وتضيف الصحيفة: "ينبغي إشراك الإسلاميين في المفاوضات، إذا أبانوا عن استعداد لقبول إنشاء دولة فلسطينية على الضفة الغربية وقطاع غزة، تكون عاصمتها القدس الشرقية." حينها فقط -تقول الفاينانشل تايمز- يمكن مطالبة الدول العربية وحماس بالاعتراف بإسرائيل، ولكن إسرائيل بحدود ثابتة، وليس إسرائيل بحدود متحركة تتوغل في الأراضي الفلسطينية المحتلة.