باريس ونيودلهي على وشك التوصل إلى إتفاق نووي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
نيودلهي، وكالات: أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في مقابلة صحافية الجمعة أن فرنسا "على وشك" التوصل إلى إتفاق مع الهند يتيح التعاون بين البلدين في مجال الطاقة النووية المدنية. وأوضح ساركوزي الذي يقوم الجمعة والسبت بزيارة دولة للهند، ليومية هندوستان تايمز "اننا على وشك التوصل الى اتفاق يتيح تطوير التعاون في مجال الطاقة النووية السلمية ضمن الاحترام التام للسيادة والقواعد الدولية". واضاف "احد الرهانات الاساسية لزيارتي للهند يتمثل في انجاح هذا التطور الكبير من اجل تنمية الهند وحماية البيئة العالمية". وتابع "حالما تبرم الهند اتفاق الضمانات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وحالما تعلن مجموعة المزودين النوويين موقفها يمكننا توقيع مثل هذا الاتفاق للتعاون. وسيتيح هذا الاتفاق خصوصا تزويد مفاعلات نووية (هندية) بالتكنولوجيا الاكثر تطورا".
في الاثناء اشار بيان نشر الجمعة لمناسبة زيارة ساركوزي الهند الى ان البلدين "انهيا مفاوضاتهما بهدف التوصل الى ابرام اتفاق ثنائي حول التعاون النووي المدني. وسيشكل هذا الاتفاق قاعدة للتعاون النووي الواسع جدا وللبحث الاساسي والعملي من اجل تعاون تام يشمل مفاعلات والتزويد بالوقود وتدريب العاملين". ويبقى هذا التعاون في مجال الطاقة النووية رهن توقيع اتفاق بين الوكالة الدولية والهند التي تملك القنبلة النووية ولم توقع معاهدة منع الانتشار النووي التي تتيح وضع منشآتها النووية تحت رقابة دولية. واشارت باريس الى انه سيتم الجمعة توقيع وثيقة "اكثر دقة" من الاعلان الموقع في 2006 مع الرئيس السابق جاك شيراك.
وتفيد مجموعة "اريفا" النووية الفرنسية ان الهند التي تعتبر من ابرز الملوثين في العالم، ترغب في الحصول على ما بين 25 و30 مفاعلا نوويا بهدف دعم نموها الاقتصادي. وفي نيودلهي اكد رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ ان البلدين سيعززان تعاونهما العسكري. وقال في مؤتمر صحافي مع ساركوزي "اعتقد انه من الهام جدا ان تتعاون الهند وفرنسا وان تتقاسما المعلومات والاستعلامات للدفاع عن قيمهما". واضاف "لقد اتفقنا على تجاوز علاقة البائع والمشتري. وسنركز اكثر على مشاريع مشتركة للبحث والتنمية ونقل التكنولوجيا وفي مجال التعاون العسكري الواسع".
وعبر ساركوزي عن تأييده في بداية زيارة رسمية لإتفاق نووي مثير للجدل بين نيودلهي والولايات المتحدة. وتتفق تصريحات ساركوزي مع تأييد بريطانيا في الآونة الأخيرة لجهود الهند في أن تصبح عضوا دائما في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لتنضم إلى الدول الخمس الدائمة التي تتمتع بحق النقض (الفيتو) وهي بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة. وقال ساركوزي لصحيفة هندوستان تايمز في مقابلة نشرت يوم الجمعة "نحن على وشك ايجاد اتفاق يؤدي إلى تطوير التعاون النووي المدني مع الهند."
ويهدف الاتفاق إلى تمكين الهند من الحصول على وقود نووي أميركي ومعدات للمرة الأولى في أكثر من 30 عاما رغم أن نيودلهي أجرت تجارب على أسلحة نووية ورفضت الانضمام إلى اتفاقيات حظر الانتشار النووي. وقال ساركوزي "هذا يدخل ضمن أهداف زيارتي للهند.. أن يثمر هذا التطور الذي اعتبره أساسيا في تنمية الهند وحماية البيئة العالمية."
وفي خطوة يحتمل ان تثير جدلا أعلنت فرنسا يوم الجمعة أن الحكومة ستمنح جائزة سيمون دي بوفوار لتسليمة نسرين وهي مؤلفة من بنجلادش تعيش في المنفى في الهند وأثارت في الآونة الأخيرة أعمال شغب من جانب مسلمين شعروا بالاهانة بسبب كتبها. وأجبرت التهديدات التي وجهت اليها السلطات الهندية على وضعها في منشأة أمنية سرية في نيودلهي وهي توجه نداءات من أجل مزيد من الحرية. وتعرضت الحكومة الهندية لانتقادات في العام الماضي لتقاعسها عن تقديم دعم صريح كاف لها.
وطلبت الحكومة الفرنسية من الهند اتخاذ "كل الاجراءات" اللازمة لمساعدتها في السفر الى فرنسا لتسلم الجائزة. ويجتمع ساركوزي الذي يرافقه وفد من رجال الاعمال مع رئيس الوزراء مانموهان سينغ ويحضر استعراضا عسكريا يوم السبت بمناسبة عيد قيام الجمهورية في الهند.