ندوة حول دور الناتو في تحقيق الاستقرار في الخليج
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الدوحة: اختتمت مساء اليوم اعمال ندوة (دور حلف شمال الاطلسي في تحقيق الاستقرار والسلام) والتى نظمها مركز الدراسات الاستراتيجية التابع للقوات القطرية المسلحة بالتعاون مع قسم الدبلوماسية العامة في التكتل العسكري من خلال مبادرة اسطنبول.
وقال الوزير المختص بشؤون المتابعة بوزارة الخارجية القطرية محمد بن عبدالله الرميحي في كلمة له بختام الندوة ان السلام والأمن يتحقق بالرؤى الواضحة والتصورات المنطقية والواقعية للتعاون بين المجموعات السياسية والدول..مشددا على ان ذلك يتطلب الالتزام بواجبات محددة. واضاف ان الحلف "نجح في الماضي في حماية الامن الاجتماعي والاقتصادي للمجتمعات الاوروبية وان التوسع الذي يشهده الحلف حاليا يرتكز على منظور مد مسؤولية الحلف لتشمل مناطق بعيدة ودولا عديدة ومسائل حساسة مثل امن الطاقة.
واوضح ان الخليج يمثل بعدا حيويا وامتدادا استراتيجيا لاقتصاديات الدول الاروبية والاسيوية مشيرا الى ان الدول الخليجة تربطها العديد من الاتفاقيات في مجالات الأمن والتعاون مع الدول الكبرى الاعضاء في حلف شمال الأطلسي لفرض التوازن والامن الاستراتيجي في الخليج. واكد الرميحي ان مسألة التعاون في المجال الامني "تحتاج الى ترتيبات غير تلك التي اتبعها الحلف فى اوروبا في العقود الماضية..ومن الضروري الآن ايضاح ان مسألة التعاون في المجال الامني الاستراتيجي ضرورة قصوى وتحتاج الى ترتيبات خاصة منها الاستعداد المبكر والتدريب المشترك والتجانس العملياتي والتنسيق مع القيادات بصورة مسبقة تضمن نجاح أي عمل مستقبلي مشترك".
وبين ان مسألة الاعتماد فقط على الدبلوماسية العامة بصورتها الحالية وفتح نافذة جديدة تتمثل في مبادرة اسطنبول للتعاون بين الحلف وبلدان من خارجه في مجالات التدريب أو ما يسمى بالتعاون الخفيف "لا يؤدي الى تحقيق اهداف كبرى وانما يفي فقط باغراض صغيرة كما ان هذا قد يظهر الحلف بصورة ضعيفة على عكس الواقع سواء في كوسوفو او في افغانستان أو ما يقوم به حاليا من وضع تصورات ودراسات للتدخل في مناطق أخرى حول العالم".
واكد الوزير القطري ضرورة ان يشمل التعاون المستقبلي ابرام اتفاقيات للتعاون العسكري بدلا من التعاون المحدود الذي تنص عليه اتفاقية اسطنبول "وقد تكون هناك حاجة الى التزام اكبر من الدول الأعضاء في الحلف في مسائل تخص امتداد البعد الحيوي الى مناطق أخرى من العالم خاصة لتأمين مستقبل التنمية فيها.
من جانبه اوضح مساعد الأمين العام لحلف الناتو للعلاقات العامة جون فرانسيس فى كلمته بختام الندوة ان امن الخليج مهم للناتو وللعالم اجمع داعيا الى العمل بفعالية لترسيخ الامن والسلام. وقال ان التهديدات هاجس مشترك لكل دول المنطقة "وليس هناك دولة محصنة منها خاصة مع بروز ظاهرة الارهاب الدولي واسلحة الدمار الشامل والمخدرات وهى مخاطر يجب مواجهتها بالتعاون بين جميع الاطراف".
واشاد بتعاون دول مجلس التعاون الخليجي مع الحلف مشيرا الى انها ابدت استعدادها للتعاون في مواجهة كافة التحديات التي يعاني منها عالم اليوم. ورأى ان الدبلوماسية العامة مهمة للغاية نظرا لان التعاون الامني يعد اهتماما مشتركا بعيدا عن اي اجندات خفية..غير انه اكد في الوقت ذاته ضرورة تصحيح المفاهيم المغلوطة حول هذا التعاون وبذل جهود اكبر في هذا المجال.
وبحث المشاركون في الندوة التي استغرقت يوما واحدا ثلاثة محاور رئيسية هي (تحول الناتو ودوره في الشرق الاوسط الاوسع من خلال مبادرة اسطنبول و (التحديات الامنية في منطقة الخليج..امن الطاقة) و (الموقف الراهن والآفاق المستقبلية للتعاون في اطار مبادرة اسطنبول).
يذكر ان مبادرة اسطنبول التي تم اطلاقها خلال اجتماع حلف الناتو بمدينة اسطنبول في يونيو 2004 تهدف لتعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الخليج عن طريق التعاون بين حلف الناتو ومجلس التعاون في المجالات الامنية والدفاعية حسب رغبة كل دولة علما بان المبادرة مفتوحة امام جميع دول الشرق الاوسط. وانضمت الى المبادرة حتى الآن اربعة من بلدان مجلس التعاون هي قطر والبحرين والكويت والامارات.
على صعيد متصل قال مدير المعهد الملكي البريطاني لدراسات الدفاع والامن فرع الدوحة لاستر كامبل ان دور الناتو في المنطقة ينطلق من خلال الحوار والنقاشات العامة المتعلقة بامنها. واضاف كامبل في تصريح للصحافيين على هامش مشاركته في الندوة ان الدول الخليجية الاربعة قطر والامارات والكويت البحرين والتي انخرطت لمبادرة اسطنبول دخلت في تعاون متواصل مع الناتو بغية تعميق الامن في المنطقة في مواجهة التطرف العالمي".
واشار الى ان مثل هذه الندوات تكتسب لهذا السبب اهمية كبرى لافتا الى ان قوات عسكرية تابعة للحلف ستزور المنطقة مستقبلا للمشاركة في المناورات مشتركة.
وذكر ان العلاقة تنحصر بين دول المنطقة وحلف الناتو في اطار التعاون وتبادل المعلومات فضلا عن توفير الدورات التدريبية اللازمة. واستبعد كامبل لعب الحلف اي دور في المسألة الفلسطينية في الوقت الراهن بالنظر الى الأزمة التي يمر بها قطاع غزة وانسحاب المراقبين الاوروبيين من معبر رفح.
وتابع قائلا ان الأمر منوط بالامم المتحدة "وان كان هناك اي احتمال لمشاركة الحلف في المسألة الفلسطينية فلن يخرج عن اطار المساهمة في تدريب أفراد الأمن التابعين للسلطة الفلسطينية أو من خلال اسداء النصح للجانب الفلسطيني". ونفى كامبل اي احتمال لتورط الناتو في اي حرب قد تقع ضد ايران موضحا ان الحلف "قد يساهم في عمليات حفظ السلام في ايران في حال طلبت ايران ذلك".