أخبار

مجلس الأمن يتخلى عن تبني إعلان حول غزة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

نيويورك (الامم المتحدة)، وكالات: تخلى مجلس الأمن الدولي بعد اسبوع من المناقشات عن تبني بيان حول الوضع في قطاع غزة، إثر فشل محاولة ليبية للتوصل إلى تسوية بشأن نص الإعلان. ومنذ البداية، عبرت إسرائيل التي تتمتع بدعم الولايات المتحدة في المجلس، عن تحفظات على جدوى النص. وقال سفير ليبيا جاد الله الطلحي، الذي يتولى رئاسة المجلس خلال كانون الثاني/يناير ان "المجلس قرر للاسف، وقف المناقشات" حول النص. واضاف ان الدول ال15 الاعضاء في المجلس رأت انها "غير قادرة على التوصل الى توافق" بعد مفاوضات طويلة حول مشروع البيان الذي يتعلق بالوضع الانساني والامني في قطاع غزة تحت الحصار الذي تصربه اسرائيل.

وحمل الطلحي الولايات المتحدة مسؤولية هذا الفشل واتهمها بانها رفضت تعديلات تقدمت بها ليبيا باسم ممثلي الدول العربية. ويتطلب اصدار بيان عن مجلس الامن الدولي حتى اذا كان غير ملزم، اجماع الدول ال15 الاعضاء فيه. وقال سفير فرنسا في المجلس جان موريس ريبير "نأسف لان المجلس لم يتمكن من تبني اعلان حول الوضع الانساني في غزة وحول الوضع الامني في غزة وجنوب اسرائيل". واضاف ان "ما يثير عميق الاسف هو ان المجلس كان قريبا من اتفاق كان سيسمح بمواجهة خطورة الوضع وللمرة الاولى ادانة تصاعد العنف وخصوصا الهجمات الارهابية المتمثلة بالصواريخ (التي يتم اطلاقها) على اسرائيل".

وكانت الدول الاعضاء في المجلس، باستثناء الولايات المتحدة، توصلت الجمعة الى تفاهم حول النص الذي يهدف الى انهاء الحصار الذي تضربه اسرائيل على قطاع غزة ووقف اطلاق الصواريخ على اسرائيل. لكن الطلحي قال انه يحتاج الى مزيد من الوقت لمشاورة حكومته. وقال نائب السفير الاميركي اليخاندرو وولف الثلاثاء انه هو وعددا من السفراء لا يستطيعون الموافقة على بعض التعديلات التي طلبتها ليبيا. واضاف "لكن هذا لا يمنع القول ان المجلس مجمع في قلقه حيال الوضع الانساني" في غزة.

وترى الولايات المتحدة حليفة اسرائيل التي لا تشغل مقعدا في مجلس الامن حاليا، ان الحصار المفروض على غزة يندرج في اطار الدفاع عن النفس في مواجهة الصواريخ التي يطلقها باتجاه اسرائيل ناشطون فلسطينيون من قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس. وكان سفير اسرائيل في الامم المتحدة دان غيلرمان رأى الاسبوع الماضي ان المجلس "يقوم باضاعة الوقت" في نقاش "عقيم" لن يؤدي سوى الى "مكافأة حماس".

واثار الحصار الاسرائيلي ادانات في العالم اذ رأى فيه عدد من الدول "عقوبة جماعية" تفرض على 1،5 مليون فلسطيني في القطاع ردا على اطلاق صواريخ على اسرائيل من غزة. وقال مراقب فلسطين الدائم في الامم المتحدة رياض منصور "من المؤسف ان مجلس الامن الدولي لم يكن قادرا على اصدار اعلان بسيط". واضاف ان السفراء العرب الذين اتهموا الولايات المتحدة بتسييس ما يعتبرونه قضية انسانية، سيدرسون الوضع قبل ان يقرروا ما سيفعلونه.

وكان السفراء العرب حذروا الاسبوع الماضي من انهم، في حال عرقلت واشنطن صدور بيان، سيقدمون النص ولكن بشكل مشروع قرار هذه المرة او سيلجأون الى الجمعية العامة للامم المتحدة حيث يستطيعون الحصول على تأييد واسع. وقال منصور ان الدول العربية ستطرح الازمة في غزة مجددا الاربعاء في اطار المناقشات الشهرية العلنية لمجلس الامن حول الشرق الاوسط.

وكان المجلس قد بحث لمدة أسبوع مشروع بيان حول الأزمة الانسانية الناجمة عن الحصار الإسرائيلي للقطاع. وقال الطالحي إن أعضاء المجلس الخمسة عشر قد أدركوا "أنهم لن يستطيعوا التوصل إلى إجماع. والقى الطالحي باللوم على الولايات المتحدة لرفضها التعديلات التي تقدمت بها بلاده بالنيابة عن المجموعة العربية. وأعرب جان موريس ريبير المندوب الفرنسي في الأمم المتحدة عن أسفه لعدم التوصل إلى اتفاق. وقال ريبير " نأسف لأن المجلس لم يتمكن من التوصل إلى بيان، خاصة وأنه كان على وشك التوصل إلى اتفاق مما كان سيمكننا من التفاعل مع خطورة الوضع ، والتنديد للمرة الأولى بمدى تصاعد العنف وخاصة الهجمات الموجهة ضد إسرائيل".

وكان 14 من أعضاء المجلس قد أوشكوا الجمعة على التوصل إلى نص توافقي يدعو إلى رفع الحصار الإسرائيلي على غزة وإلى وقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل، إلا أن المندوب الليبي قال إنه بحاجة إلى استشارة حكومته حول الخطوة التالية. وقال أليخاندرو وولف نائب المبعوث الأمريكي للأمم المتحدة إنه ومعه عدد من أعضاء المجلس لن يستطيعوا الموافقة على بعض التعديلات الليبية وأضاف وولف "إن هذا لا يعكس ـ بأي حال من الأحوال ـ وجود خلاف داخل المجلس حول القلق إزاء الأوضاع الإنسانية في غزة".

عباس يصل القاهرة

وعلى صعيد المساعي السياسية التي تبذلها مصر لضبط الحدود مع قطاع غزة، وصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء الثلاثاء إلى القاهرة لإجراء محادثات مع الرئيس المصري حسني مبارك. ويصل الأربعاء وفد يمثل حماس إلى القاهرة لنفس الغرض. وقالت حماس إن وفدها سيكون برئاسة محمود الزهار، أحد أبرز قادة الحركة والذي فقد اثنين من أبنائه في غارات إسرائيلية كان آخرها في الخامس عشر من الشهر الجاري. وأضافت الحركة أن وفدها مستعد للقاء الرئيس الفلسطيني الذي استبعد في السابق إجراء حوار مع الحركة ما لم تتخل عن سيطرتها على القطاع. وتصر حماس على ضرورة إشراكها في أي ترتيبات لضبط الحدود مع غزة وتؤكد أن النظام القديم لمراقبة الحدود والتحكم بها من دونها قد بات "جزءا من التاريخ."

من جانبها، قالت إسرائيل إنها ترحب بأي اتفاق يتوصل إليه المصريون مع السلطة الفلسطينية بشأن ضبط الحدود المصرية مع غزة. فقد نُقل عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله: "إذا توصل أبو مازن (عباس) ومبارك إلى نوع من التفاهم بشأن تقاسم السيطرة على معبر رفح، فإن إسرائيل بالتأكيد لن تعترض على مثل هكذا ترتيب." تأتي هذه التطورات بعد يوم واحد من إعلان وزارة الخارجية المصرية أن مصر تريد من السلطة الوطنية الفلسطينية بقيادة عباس المساعدة في تولي مسؤولية حفظ الأمن على حدود قطاع غزة مع مصر. وقال نبيل شعث ممثل الرئيس الفلسطيني في العاصمة المصرية إن موافقة حماس على تسليم المعابر إلى الرئاسة الفلسطينية ستكون خطوة نحو المصالحة الوطنية .

وقف تدفق الغزاويين

وقد عززت مصر الثلاثاء إجراءات أمن حدودها مع غزة سعيا لإيقاف تدفق آلاف الغزاويين إلى الأراضي المصرية، إذ أغلقت أجزاء من الجدار الحدودي الذي فجره ناشطون من حركة حماس في الثالث والعشرين من الشهر الجاري. كما نصبت قوات الأمن المصرية حاجزا من الشريط الشائك على طول بعض الفجوات التي فتحها الفلسطينيون في الجدار الواقع بين البوابتين اللتين كان المسافرون يستخدمونهما عادة للدخول إلى الأراضي الفلسطينية.

نشر القوات

كما قامت السلطات المصرية بتقليص إمدادات السلع إلى المنطقة الحدودية مع غزة في محاولة لتثبيط عزم الفلسطينيين الراغبين في عبور الحدود للتزود بحاجياتهم من مواد غذائية ودواء ومسلتزمات أساسية أخرى. وأفادت التقارير أن البضائع والسلع نفدت من العديد من المحال التجارية في مدينة رفح المصرية الحدودية بعد أن بدأت القاهرة يوم الأحد الماضي بالمنع التدريجي لوصول السيارات المحملة بالبضائع إلى المناطق الحدودية." وذكرت الأنباء أن حماس قامت يوم الاثنين بمساعدة القوات المصرية بالسيطرة على الحدود، إذ شوهد عناصر من الحركة يقومون بإيقاف السيارات الفلسطينية المتجهة إلى مصر عبر بوابة صلاح الدين. وقالت السلطات المصرية إنها نشرت المزيد من عناصر شرطة مكافحة الشغب على طول الطرق التي تربط بين مدينة رفح والمعابر الحدودية. وقال مصدر أمني مصري لوكالة فرانس برس للأنباء إنه تم نشر حوالي 20 الف عنصر أمن في مناطق شمالي شبه جزيرة سيناء منذ يوم السبت الماضي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف