أخبار

تراجع الضغط عن أولمرت بعد صدور تقرير فينوغراد

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

القدس، لندن، وكالات: بدا رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت واثقا من أنه سيتخطى الضغوط التي تدعوه للاستقالة بعد صدور تقرير رسمي بشأن تصرفه إبان الحرب التي شنتها اسرائيل على لبنان عام 2006. ووجهت لجنة فينوغراد التي عينتها الحكومة إنتقادات للمسلك العام خلال الحرب ولكنها تجنبت الى حد بعيد لوم أولمرت وهو ما أثار خيبة أمل عند خصومه الذين كانوا يستعدون للتحرك عقب تقديمه الاستقالة مما من شأنه التسبب في اجراء انتخابات مبكرة. وفي اشارة الى أنه يعتزم تقبل الانتقادات الخاصة بوجود "اخفاقات خطيرة" في عملية صنع القرار من جانب حكومة أولمرت والجيش قال مكتب أولمرت انه سينفذ التوصيات كما فعل بعد أن أصدر فريق مؤلف من خمسة أعضاء تقريرا مؤقتا تضمن انتقادات في العام الماضي.

وسيكون رئيس الوزراء الاسرائيلي الان متفرغا للسعي من أجل مفاوضات للسلام مع الفلسطينيين برعاية أميريكية. كما أن هذا التطور يروق للرئيس الاميركي جورج بوش الذي كان من شأن انتخابات اسرائيلية جديدة أن تطيح بكل الجهود التي بذلها خلال عامه الاخير في البيت الابيض كي يتوصل الطرفان لاتفاق. وقال ايلان مزراحي مستشار الامن القومي الذي تقاعد في الاونة الاخيرة لرويترز "لقد زال الضغط."

وقال المحلل الاسرائيلي مارك هيلر "في المجمل فان النتائج أخرجته من الورطة.. معظم الانتقاد الذي كان موجها ضده لم يكن يقف على أرضية شرعية." وقال الياهو فينوجراد وهو قاض سابق في مؤتمر صحفي أذاعه التلفزيون "وجدنا اخفاقات خطيرة في صنع القرار.. على المستويين العسكري والسياسي." ولم يعد معظم الاسرائيليين يهتمون بتلك الحرب التي بدأت بعدما أسر مقاتلو حزب الله جنديين اسرائيليين وقتلوا ثمانية. ولطخت تلك الحادثة سمعة جيش اعتاد على النصر في المعارك. ولم يكن هناك انتقاد محدد أو جديد لاولمرت بصورة مباشرة فيما كانت الاتهامات موجهة للجيش الذي استقال رئيس أركانه في العام الماضي وكذلك فعل وزير الدفاع.

وكانت الاستنتاجات الخاصة بالتقرير الواقع في 500 صفحة بشأن الايام الاخيرة من الحرب التي استمرت لاكثر من شهر غير متضمنة في التقرير المؤقت الذي صدر قبل تسعة شهور. وأفادت الاستنتاجات بأن أولمرت لم تكن لديه خيارات تذكر سوى شن هجوم بري نهائي لم يحقق شيئا وكلف اسرائيل حياة أكثر من 30 جنديا. وقال فينوغراد انه على الرغم من أن وسطاء الامم المتحدة كانوا يحاولون التوسط من أجل وقف لاطلاق النار في ذلك الوقت فان الهجوم "كان حتميا تقريبا". وأضاف أن أولمرت "تصرف استنادا الى فهم قوي وصادق لما رأى في ذلك الوقت أن فيه مصلحة اسرائيل".

ووصف فينوجراد الصراع بأنه "فرصة ضائعة" انتهت من دون نصر واضح على مقاتلي حزب الله الذين أمطروا شمال اسرائيل بالصواريخ وصمدوا في وجه الجيش الاكثر تجهيزا بالاسلحة المتطورة في الشرق الاوسط. وتعليقا على مقاتلي حزب الله "لقد قاوم بضعة الاف من الرجال على مدى أسابيع قليلة أقوى جيش في الشرق الاوسط."

وهذه هي الخلاصة التي رددها عضو مجلس النواب اللبناني عن حزب الله حسين الحاج حسن في لبنان فقال ان التقرير يعني أن هذا الجيش الذي زرع الرعب عند العرب في الماضي يمكن اليوم هزيمته. وقتل نحو 1200 لبناني معظمهم من المدنيين و159 اسرائيليا معظمهم من الجنود خلال الحرب التي استمرت لمدة 34 يوما. وتراجعت نسبة شعبية أولمرت الذي يعاني أيضا من سلسلة من فضائح الفساد ينفي أن يكون متورطا فيها الى أقل من عشرة بالمئة ولكنه تجاهل الانتقادات واحتفظ بمنصبه.

صحف بريطانية: إسرائيل بحاجة إلى زعيم أكثر جرأة

لى ذلك تناولت الصحف البريطانية صدور تقرير فينوغراد وأشارت صحيفة الجارديان إلى أن التقرير لم يتطرق إلى القتل والدمار الذي أنزلتهما إسرائيل ـ كما تقول الصحيفة ـ بلبنان كرد على اختطاف جندييها واللذين لا يزالان مختطفين حتى ألان. وقالت الصحيفة إن حزب الله لا يزال يقول إن الدرس الذي يمكن استقاؤه من هذه الحرب هو أنه بالإمكان الصمود أمام أقوى جيش في المنطقة. واستطردت الصحيفة "صحيح أن قوات حزب الله قد تم إبعادها إلى ما وراء (نهر) الليطاني، إلا أنه كما قال أولمرت فإن الحزب يملك الآن صواريخ أبعد مدى بإمكانها ضرب العمق الإسرائيلي، وإن حزب الله قد أصبح أقوى.

وتقول الصحيفة إن هذا الاستنتاج لا يدفع إلى تفكير جديد داخل إسرائيل بل الحاصل هو العكس، وإن استنتاج أولمرت هو أنه إذا كانت حرب لبنان الثانية قد أضرت بسمعة إسرائيل العسكرية وبقدرة الردع التي تمتعت بها في المنطقة فهذا هو الوقت لاستردادها. وتنبه الصحيفة إن هذا ليس الاستنتاج الوحيد الذي يمكن التوصل إليه من تقرير فينوجراد، وتقول إن على أي دولة حماية نفسها من انهمار الصواريخ على أراضيها، لكن عليها أيضا أن تبحث عن حلول سياسية حين تطيل الحلول العسكرية أمد دورة الموت والانتقام. وتقول الصحيفة إن أولمرت يختفي الآن وراء الأسيجة والجدران قانعا بالمشاركة في مباحثات، وهو يعلم أن لا شيء سيتغير حقيقة. وفي رأي الصحيفة فإن إن إسرائيل بحاجة إلى زعيم أكبر وأكثر جرأة منه، زعيم حقيقي يستطيع بعث السلام من بين رماد الحرب.

حماس

بدورها رأت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) الخميس ان تقرير فينوغراد يكشف "هشاشة وضعف" اسرائيل ويدفع حماس "للاستمرار بالتمسك بخيار المقاومة". وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس في بيان صحافي تعقيبا على التقرير "لا نجد تفسيرا لاعلان القاضي الاسرائيلي فينوغراد الفشل السياسي والعسكري الذي مني به الاحتلال الاسرائيلي في حربه على المقاومة اللبنانية سوى الكشف عن هشاشة وضعف هذا الكيان الصهيوني وكرتونية المؤسسة السياسية والعسكرية الإسرائيلية". واضاف ان "نتائج هذا التقرير يجب ان تدفعنا باتجاه الاستمرار في التمسك بحق المقاومة بكافة اشكالها في مواجهة الحرب المعلنة من قبل الاحتلال الاسرائيلي على شعبنا وارضنا ومقدساتنا دفاعا عن حقوقنا وثوابتنا".

واكد ان "هذا الانتصار العظيم الذي سجلته المقاومة اللبنانية على الاحتلال الاسرائيلي يجب ان يكون مدعاة لتضافر كل الجهود الاقليمية والدولية للتخلص من الهيمنة الصهيو-اميركية والدفع باتجاه دعم وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في دفاعه عن نفسه وحقوقه وثوابته". واشار الى ان "نتائج هذا التقرير يجب ان تكون ايضا مدعاة للسلطة الفلسطينية وحكومة (سلام) فياض لاعادة تقييم مواقفهم من التفاوض والتنسيق مع هذا الكيان الهش وان يرفعوا قبضتهم الحديدية عن المقاومة الفلسطينية ووقف كافة الاعتقالات التي تستهدف المقاومين الفلسطينيين".

غالبية الاسرائيليين تؤيد استقالة اولمرت

وافاد استطلاع نشرت نتائجه الخميس ان غالبية الاسرائيليين ترى ان على اولمرت الاستقالة وردا على سؤال "بعد ما سمعتم عن التقرير هل تعتقدون ان على رئيس الوزراء تقديم استقالته؟" اجاب 57% من الاشخاص بنعم في حين قال 33% انه عليه ان يبقى في منصبه و10% لا رأي لهم. وكانت نسبة الاسرائيليين المؤيدين لاستقالة اولمرت اعلى (73%) لدى نشر التقرير التمهيدي في نيسان/ابريل حول اخفاقات الحرب في لبنان، حسبما ذكرت صحيفة "معاريف" التي نشرت نتائج الاستطلاع.

واجرى معهد "تيليسكر" الاستطلاع الذي شمل 500 شخص يمثلون السكان الاسرائيليين مع هامش خطأ من 4،5%. وقال التقرير بحسب ما ورد في الخلاصات التي تلاها رئيس لجنة التحقيق الياهو فينوغراد في مؤتمر صحافي في القدس ان "هذه الحرب شكلت اخفاقا كبيرا وخطيرا (...) كشفنا ثغرات خطيرة على اعلى مستويات هرم القيادة السياسي والعسكري". لكنه لم يدع الى استقالة اولمرت.

"أقل حدة من التقرير الأولي"

صحيفة الديلي تلغراف أشارت إلى أن تقرير لجنة فينوجراد الذي صدر الإربعاء قد اختلف في نتائجه عما نشر في التقرير الأولي الصادر أواخر نيسان/ إبريل الماضي. وقالت الصحيفة إن التقرير الأولي ألقى بالمسؤولية الرئيسية في"الإخفاقات الخطيرة" في الأيام الأولى من الحرب على رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ومعه وزير الدفاع حينئذ عمير بيريتز ورئيس أركانه دان حالوتس اللذان استقالا من منصبيهما بعد ذلك. وأضافت أن التقرير بنتائجه وتوصياته سيخفف من الضغوط التي يتعرض لها أولمرت منذ شهور، والذي شاهد انخفاض شعبيته إلى أقل من 10% في الأسابيع الأولى من الحرب.

كما ستخفف نتائج التقرير ـ في رأي الصحيفة ـ من الضغوط التي يتعرض لها إيهود باراك وزير دفاع أولمرت الجديد والذي يتزعم كتلة حزب العمل الحاسمة جدا لبقاء الإئتلاف الهش الذي يحكم به أولمرت إسرائيل. وكان باراك يتعرض لضغوط من أجل المطالبة باستقالة أولمرت أو على الأقل الدفع باتجاه إجراء انتخابات جديدة.

أما صحيفة الفاينانشيال تايمز فتستعرض التغير الذي طرأ على سياسات اولمرت من معارضة اتفاقيتي كامب دافيد وأوسلو إلى الدعوة إلى قيام دولتين فلسطينية وإسرائيلية، والتحذير من أن إسرائيل تجازف بأن تصبح دولة عنصرية. كما تستعرض الصحيفة الخيارات المطروحة لحكم إسرائيل إذا ما استقال أولمرت، وتشير إلى اتهامات وجهها البعض له بالفساد. وبعد هذا كله ترى الصحيفة أن أفضل ما يمكن أن يقوم به الإسرائيليون هو الإبقاء على أولمرت ـ الذي فقد الكثير من مصداقيته ـ وهم يضعون أيديهم على أنوفهم كي لا يستنشقوا الرائحة التي تزكمها (أي رغم تحفظاتهم عليه بسبب كل ما سبق).

صحيفة الاندبندت قالت إن التقرير كشف أن أولمرت كان في البداية معارضا للعملية البرية التي قام بها الجيش الإسرائيلي قبل وقف إطلاق النار، فيما كان وزير دفاعه عمير بيريتز يحبذها. وفي افتتاحية لها بعنوان "حرب كارثية وزعيم أضعفت سلطته" قالت الإندبندت إن أشد ما خلفته الحرب على إسرائيل في الداخل هو ما أحدثته من تأثير سلبي على النفسية الأسرائيلية، بعد عجز أكثر الجيوش في العالم تقدما من الناحية التقنية عن توجيه ضربة قاصمة لمقاتلين مسلحين بصواريخ تقنيتها بسيطة.

خلاصة التقرير

وأشار التقرير إلى أن إسرائيل كان أمامها أحد طريقين: إما توجيه ضربة سريعة مدمرة لحزب الله، أو القيام بعملية برية متواصلة، لكنها لم تحسم أمرها حول الطريق الذي تختاره. وقال فينوجراد "إن حقيقة أن إسرائيل ذهبت إلى الحرب قبل أن تحسم خيارها، وبدون وضع استراتيجية خروج تمثل إخفاقا خطيرا أثر على مسار الحرب كلها". وأضاف التقرير أنه "نتيجة لذلك فإن إسرائيل لم تتوقف بعد إنجازاتها العسكرية الأولى، وتورطت في عملية برية بعد أن حال الجدول الزمني سياسيا وعسكريا دون إنهائها بشكل فعال". ووجه التقرير انتقادا لاذعا للقادة العسكريين وخاصة لقادة القوات البرية. وقال "بالإجمال فشل الجيش الإسرائيلي ـ بسبب سلوك القيادة العليا والقوات البرية بشكل خاص ـ في توجيه رد عسكري فعال للتحديات التي شكلتها أمامه الحرب في لبنان".

وكانت عملية برية قامت بها القوات الإسرائيلية في الساعات الأخيرة قبل وقف إطلاق النار التي توسطت لإرسائه الأمم المتحدة قد حظي باهتمام كبير بين الإسرائيليين. وقد قتل في هذه العملية 33 جنديا إسرائيليا. حول هذه العملية قال التقرير إنها لم تحسن موقف إسرائيل، وإنه كانت هناك "إخفاقات خطيرة" من جانب قيادة الجيش. غير ان التقرير قال إن اولمرت قد تصرف "بما فيه مصلحة إسرائيل"، كما تبدت حينها حين أصدر أمره بشن الهجوم (على لبنان).

وبذا امتنع التقرير عن تحميل رئيس الوزراء ايهود اولمرت مسؤولية شخصية عن الفشل في هذه الحرب، بينما حمل الجيش المسؤولية الأساسية مشيرا الى ان القيادة السياسية تشاركه الفشل في تحقيق انجاز عسكري واضح. واشار فينوغراد الى ان الجيش فشل في توفير رد فعال على صواريخ حزب الله التي تواصلت طيلة فترة الحرب مما تسبب في اضطراب الحياة على الجبهة الداخلية وقضاء المواطنين اوقاتهم في الملاجئ.

توصيات

وقد أوصى التقرير بإجراء تغييرات "منظمة وجذرية" في تفكير القيادات السياسية والعسكرية إذا ما أرادت إسرائيل مواجهة التحديات التي أمامها. وقال التقرير إن إسرائيل لن تستطيع البقاء دون الإيمان بأن "لديها القيادة السياسية والعسكرية والإمكانيات العسكرية والمناعة الاجتماعية" كي تردع المعتدين.

أولمرت وباراك

ويأتي نشر تقرير لجنة فينوجراد بعد مضي ثمانية شهور على توصل تقرير مؤقت صدر عن ذات اللجنة التي ترأسها فينوجراد الى أن قادة عسكريين وسياسيين بينهم رئيس الوزراء ايهود أولمرت مسؤولون عن "الفشل الذريع" في ايقاف الصواريخ التي أطلقها حزب الله اعلى مدن اسرائيلية واستعادة الجنديين اللذين قام بخطفهما. وكان التقرير المؤقت قد طالب رئيس الوزراء بتحمل مسؤوليته تجاه الفشل في ادارة حرب لبنان".

وقد استطاع أولمرت البقاء في منصبه عقب التقرير المؤقت، ولكن وزير الدفاع عن حزب العمل ايهود باراك يتعرض الان لضغوط كي يفي بوعده ويسقط أولمرت أو يدعو الى انتخابات مبكرة بعد نشر التقرير الكامل. وكان باراك قد قال "انه سيتخذ الخطوة التي يراها مناسبة بعد نشر التقرير"، وقال الصيف الماضي انه سيستقيل من الحكومة حين ينشر التقرير. وسيضطر أولمرت الى الدعوة الى انتخابات مبكرة في حال فقد حزبه الأغلبية البرلمانية اذا ما انسحب حزب العمل من الحكومة.

وقال المعلق الاسرائيلي حنان كريستال: "الأنظار كلها متجهة إلى باراك الان، عليه أن يتخذ الخطوة الأولى". يذكر ان رئيس الأركان الاسرائيلي دان حالوتس ووزير الدفاع وهما الشخصيتان الرئيسيتان (الى جانب رئيس الوزراء) اللتان كان لهما سيطرة على سير الأمور على الجبهة العسكرية خلال الحرب، قد استقالا من منصبيهما في وقت سابق. وتشير الاستطلاعات الى انه في حال اجراء انتخابات مبكرة فسيفوز فيها رئيس حزب الليكود بنيامين نتانياهو المعروف بمواقفه المتشددة، وهو ما يفسر عدم حماس حلفاء أولمرت في الحكومة من حزب العمل لمغادرتها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الشيخ نصر اللة
مصطفى -

علم العرش وسيرة الذل في الملوككيف يكون النصر نصرا بينجدارن المهانة