تزايد الشكوك حول إختيار سارة بايلن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
نيويورك: بات يوم واحد يفصل المرشحة الجمهورية لنيابة الرئاسة ساره بايلن عن مناظرة تلفزيونية حاسمة مع منافسها الديموقراطي جوزف بايدن وسط تزايد المخاوف بما في ذلك في صفوف الحزب الجمهوري بشأن قدرتها على تولي مهام الرئاسة.
وتلازم حاكمة الاسكا "أقصى شمال غرب الولايات المتحدة" منذ الإثنين مزرعة المرشح الجمهوري جون ماكين في سيدونا في أريزونا "جنوب غرب" حيث تخضع لتدريب مكثف تمهيدًا لخوضها الخميس المناظرة الوحيدة للمرشحين لنيابة الرئاسة قبل الإنتخابات الرئاسية في الرابع من تشرين الثاني.
وتثير هذه المناظرة ترقبًا شديدًا بعدما ظهرت بايلن بشكل مفاجئ وصاعق على الساحة السياسية قبل شهر حين فاجأ ماكين الاميركيين بإعلان إختيار هذه المحافظة المتشددة البالغة من العمر 44 عاما والأم لخمسة أطفال لتكون نائبة له في حال دخوله البيت الأبيض.
وبعدما أثارت بايلن موجة تأييد عارمة بين الجمهوريين، أدت الهفوات التي إرتكبتها منذ إعلان ترشيحها وإفتقارها التام الى الخبرة السياسية وخوفها من الصحافة الى تراجع التأييد لها في إستطلاعات الرأي.
وإن كانت المهرجانات الإنتخابية الجمهورية لا تزال تجتذب الحشود، إلا ان المرشحة المعارضة بشدة للإجهاض والمولعة بالأسلحة النارية لم تنجح في إستقطاب الناخبات الديموقراطيات اللواتي خاب أملهن لفوز باراك أوباما بترشيح الحزب.
وبعدما حصلت على 58% من "الإنطباعات الجيدة" مطلع شهر أيلول بحسب إستطلاع للرأي أجرته صحيفة واشنطن بوست وشبكة ايه بي سي، تراجعت هذه النسبة الى 52% في نهاية الشهر، والملفت أنها خسرت تحديدًا تأييد النساء المترددات الذي تراجع من 65% الى 43%.
وبحسب إستطلاع آخر للرأي أجراه في الأيام الاخيرة معهد "أوبينيون ريسيرتش" لحساب شبكة سي ان ان، فإن 49% من الناخبين يعتبرون أن بايلن تفتقر الى الصفات الضرورية لتولي الرئاسة، ما يشكل نقطة بالغة الحساسية نظرًا الى سن المرشح الجمهوري البالغ من العمر 72 عاما.
ورأى المعلق في السي ان ان جاك كافرتي أنه "لا يمكن وضع شخص كهذا على مسافة خطوتين من البيت الأبيض".
وإن كانت بايلن نجحت في ضخ حيوية جديدة الى الحملة الجمهورية بشبابها وخطابها الشعبوي، إلا أن الهفوات الفاضحة التي إرتكبتها في بعض المقابلات الصحافية طرحت نقاط إستفهام حول صوابية إختيارها.
ورأت الصحافية الجمهورية كاثلين باركر أن "المقابلتين الأخيرتين اللتين أجراهما تشارلز غيبسون "ايه بي سي" وكاتي كوريك "سي بي اس" مع ساره بايلن أظهرتا بوضوح أنها ليست في الصفوف الأمامية" وكتبت في مجلة "ناشونال ريفيو" السياسية أن المرشحة مربكة لحزبها الى حد يتوجب عليها الإنسحاب من السباق.
ويتم بث هاتين المقابلتين بشكل متواصل على الإنترنت وتظهر فيهما ساره بايلن مرتبكة ومترددة حول عدة مواضيع في مقدمها "عقيدة بوش" القائمة على التدخل في السياسة الدولية، أو تنطلق في وصف طويل ومبهم حول تأثيرات خطة الإدارة الأميركية لإنقاذ القطاع المصرفي.
وتقتبس بعض أجوبة المرشحة حرفيا في البرامج التلفزيونية الهزلية مثل برنامج "ساتورداي نايت لايف" على شبكة ان بي سي ولا سيما حين تعلن بدون إعطاء أي شرح منطقي أن وقوع منزلها في الأسكا في جوار روسيا يعطيها رؤية في السياسة الخارجية.
وإرتبكت المرشحة للمرة الثانية مساء الإثنين في مقابلة أجرتها معها كاتي كوريك الصحافية في شبكة سي بي اس وإضطر جون ماكين الذي كان يرافقها الى إنقاذها منددا ب"صحافة الأفخاخ" وآخذا على الصحافيين الإستشهاد بكلامها خارج إطاره.
وحرصت بايلن الأسبوع الماضي على تجنب الصحافة خلال زيارتها الى نيويورك حيث إلتقت عددًا من رؤساء الدول الأجانب على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال جاك سيترين أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيركلي "كاليفورنيا" لوكالة فرانس برس أنه "بعد تبدد عنصر المفاجأة، بات الناس يشددون الآن على ما تعرفه أو تجهله ولا سيما في إطار من الأزمة والمخاوف على المستقبل".