أخبار

السيارات المفخخة.. " أفضل سلاح للإرهابيين "

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

دبي: لم تكن الإنفجارات الأخيرة في طرابلس بلبنان ودمشق وإسلام أباد الأولى من نوعها في إستخدام السيارات المفخخة، غير أنها تقدم معلومات عديدة حول هذه الظاهرة، التي شهدت إنتشاراً واسعاً في العراق منذ بدء الغزو الأميركي في آذار عام 2003.

ومن الأمور أو الحقائق التي توفرها الهجمات بالسيارات المفخخة أن لا أحد في مأمن منها، أو من الشاحنات المفخخة كما في حالة التفجير الإنتحاري في فندق الماريوت في إسلام أباد، الذي يعد أشبه بقلعة محصنة، حيث توجد مسافة كبيرة بين المدخل والشارع الرئيسي، إضافة للكشف عن الحقائب والأشخاص الداخلين إلى الفندق بأشعة إكس.

وفي حالة تفجير فندق الماريوت في إسلام أباد وتفجير دمشق، فإن التفجيرين وقعا في مناطق محمية نسبياً، إذ يوجد فندق الماريوت في واحدة من أكثر عواصم العالم التي ينتشر فيها رجال الشرطة، وكذلك الحال في دمشق، حيث تنتشر المراكز الأمنية وغيرها.

وكان من المقرر أن يحضر الرئيس الباكستاني الجديد حفل إفطار رمضاني في الفندق، غير أنه غير خططه في اللحظة الأخيرة، وتوجه إلى منزل رئيس الوزراء، ما يعني أنه نجا من موت محدق. وبالمناسبة، تحظى مقولة بعينها بإنتشار لا بأس به في العالم مفادها أن الزعماء والقادة في مختلف دول العالم يتحاشون الخروج مشياً على الأقدام بسبب السيارات المفخخة.

يذكر أن مدير وكالة الإستخبارات المركزية الأميركية، مايكل هايدن قال في كلمة له أمام مجلس الشؤون العالمية في لوس أنجلوس أن أكثر ما تخشاه الوكالة هو حصول القاعدة على السلاح النووي، وهو قد يكون محقاً من حيث أن هذا الأمر يعد "أسوأ سيناريو إرهابي." وتعتبر هذه التفجيرات بإستخدام السيارات المفخخة تذكيراً لنا بضرورة أن نخشى هذا السلاح اليومي.

على أي حال يقول الصحفي روبرت باير، في مقالة له في مجلة "التايم" الأميركية إنه قابل العديد من "مفجري السيارات المفخخة"، الذين وصفهم بأنهم "بعض أعظم مرتكبي جرائم القتل الجماعية في القرن العشرين." وقال باير إن خلاصة مقابلاته مع هؤلاء هي أنه لا يمكن وقف أو منع السيارات المفخخة إلا إذا تم إيقاف وتفتيش كافة السيارات في أي مدينة، وهو أمر يبدو شبه مستحيل.

ويمكن للسيارات المفخخة أن تغير وجه التاريخ، إذ يعتقد كثيرون أن الهجوم الذي شنه عناصر من الجيش الجمهوري الإيرلندي في العام 1993، بإستخدام شاحنة مفخخة في وسط الحي المالي في لندن هو ما دفع بريطانيا إلى محاولة التوصل لتسوية سياسية مع التنظيم الإيرلندي.

وفي العام 2005، لقي رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري، مصرعه بإنفجار سيارة مفخخة، وهو الحادث الذي تلته سلسلة حوادث أخرى أدت في النهاية إلى "هيمنة" حزب الله على لبنان، بحسب باير.

ومن بين الحوادث المدمرة للسيارات المفخخة، تفجير أوكلاهوما بإستخدام شاحنة مفخخة. وما من شك في أن يلقى بمسؤولية تفجير فندق الماريوت في إسلام أباد على القاعدة، ذلك أن "الجماعات الإرهابية" ذات الخبرة هي فقط التي يمكنها تنفيذ مثل هذه الهجمات. لكن الحقيقة هي أن أي شخص يمكنه أن يعد سيارة مفخخة، ذلك أن تصميمات وتجهيز سيارة مفخخة متاح على شبكة الإنترنت، فكارل أرومسترونغ، الذي فجر مبنى في جامعة ويسكونسن عام 1970، عثر على الصيغة في تجهيز سيارته في الموسوعة البريطانية.

وصحيح أن وقوع قنبلة نووية بأيدي الإرهابيين هو ما يبقي وكالة الإستخبارات الأميركية وغيرها من الوكالات الإستخبارية في العالم يقظة، إلا أن هذا يجب ألا يجعلها تغمض جفنها عن شاحنة ذات 16 إطاراً تبدو كأنها شاحنة عادية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف