أخبار

كم ستدوم مملكة برلسكوني في إيطاليا؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

طلال سلامة من روما: نصطدم اليوم في إيطاليا بظاهرة برلسكوني، فهل هو خائن لبلاده أم بطل؟ وكم ستدوم مملكته هنا؟ هل سيبقى برلسكوني على عرش الحكم حتى آخر نفس لروحه؟ لا نستطيع إلا الاعتراف بشعبية برلسكوني المتصاعدة، يوماً تلو الآخر. ربما لأنه يجسد روح "بيتينو كراكسي"، رئيس الحزب الاشتراكي السابق الذي فضل العيش لغاية آخر يوم في حياته بتونس بعيداً عن غدر القضاء والدولة به اثر رشوة فلكية طالت أبرز الأحزاب السياسية هنا في تسعينات القرن الماضي. نستطيع القول ان برلسكوني كان تلميذ كراكسي "المدلل". من جهة أخرى، كان كراكسي مقرباً جداً الى العرب وكان سياسياً إيطالياً عظيماً لا هرب من احترامه وتقديره، حتى بعد موته. أثناء تربعه على عرش الحكم، كان لكراكسي سيئاته وحسناته إنما كان الراعي الحكومي الرفيع المستوى لعروض الوظائف التي أنعشت ايطاليا، بكافة أقاليمها تقريباً.

بعد موت الأحزاب الرئيسية هنا بدأ اليساريون واليمينيون ترتيب صفوفهم مجدداً لاقتحام القصر الوزاري بهدف "محاولة" مسك زمام الأمور هنا. لكن الزعماء الكبار، الذين لن ينساهم التاريخ الإيطالي، انسحبوا كي يعيشوا على هامش المجتمع السياسي ومات البعض منهم. هكذا، غرقت ايطاليا في ظلمة اقتصادية وسياسية ولم تساعدها الأوضاع الدولية على استعادة قواها ثانية. فهل سيكون برلسكوني "الغطاس المنتخب" لرفع ايطاليا من القاع الى السطح. وما هي الدروس "الكراكسية" التي يستعملها برلسكوني اليوم؟

صحيح أن برلسكوني لديه السيئات والحسنات، كما كراكسي، لكن الإيطاليين أحبوه على ما هو عليه، حتى قبل انتخابه رئيساً للوزراء لأكثر من مرة. من جهة أخرى، يعتبر برلسكوني رجلاً ثورياً يرغب بالتحديث والتبسيط. هاهو يحتفظ بالتقاليد لتجديدها ويقرر ما هو لصالح بلاده مديراً هكذا دواليب التاريخ السياسي. كما يلعب دور الخبير الإحصائي في كل شيء. لذلك، فان ائتلاف الوسط اليميني ينبغي عليه الأخذ بعين الاعتبار "سيرة" هذا الرجل وعدم الحكم عليه مسبقاً وإلا فان غضب المصوتين الإيطاليين سينصب عليهم وستكون إجراءات الناخبين الانتقامية كافية لزوال النفوذ السياسي لليساريين بالكامل. هكذا، قد تتأكد النظرية التي تنوه بأن مملكة برلسكوني الإيطالية ستستمر الى أبد الآبدين!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف