الوكالة الدولية تدعو الى شرق أوسط غير نووي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
فيينا: أصدر المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة قرارا يدعو كل دول الشرق الأوسط الى نبذ القنابل الذرية في تصويت قاطعته غالبية الدول العربية بسبب تعديلات شعرت انها تخفف الضغط على اسرائيل.
وصدر القرار بأغلبية 80 صوتا مقابل لا شيء وامتناع 13 دولة عن التصويت بعد أيام من التشاحن بين اسرئيل والدول الغربية من ناحية والدول العربية والاسلامية من ناحية أُخرى أدت الى الاستقطاب في وكالة عادة ما تعمل بتوافق الآراء.
والقرار الذي اتخذ في الجمعية السنوية للوكالة غير مُلزم ولكنه سلط الضوء على التوترات العميقة بشأن قوة اسرائيل النووية المفترضة ونبذها لمعاهدة حظر الانتشار النووي.
وصدر قرار مماثل في العام الماضي باغلبية كاسحة مع امتناع 47 دولة من الدول الغربية والدول النامية عن التصويت.
ومن أجل الحصول على موافقة أوسع هذا العام حذفت مصر التي رعت مشروع القرار من النص البنود التي تدعو كل دول الشرق الاوسط الى عدم صنع أو اختبار أسلحة نووية أو السماح بنشرها على أراضيها والقوى الكبرى التي لديها أسلحة نووية الى عدم إحباط مثل تلك الخطوات.
غير ان الجهود لتحقيق توافق في الآراء نسفتها الاضافات الاسرائيلية والعربية المتنافسة التي شملت على التوالي دعوة كل دول المنطقة الى الامثتال لالتزامات معاهدة حظر الانتشار النووي وان تنضم كل الدول الى المعاهدة.
وأكد القرار الذي يحمل اسم "تطبيق ضمانات منع الانتشار النووي للوكالة الدولية للطاقة الذرية في الشرق الاوسط" أيضا أهمية عملية السلام بين اسرائيل والعرب في اقامة منطقة خالية من الاسلحة النووية في المنطقة.
غير ان كل الدول العربية تقريبا خرجت من قاعة الجمعية في فيينا قبل التصويت بسبب التعديلات التي رعتها اسرائيل والتي دعمتها الدول الغربية في التصويت عليها فقرة بفقرة في وقت سابق وهي تعديلات شعر العرب انها أضعفت القرار.
وقال دبلوماسي عربي "كيف يمكننا ان نؤيد دعوة موجهة الينا جميعا للامتثال لالتزاماتنا الدولية عندما ترفض اسرائيل نفسها الالتزام بأي معايير لحظر الانتشار النووي. هذا يقوض مصداقية الوكالة الدولية للطاقة الذرية."
وتحدث دبلوماسيون آخرون في الجانبين عن تسميم غير مسبوق للاجواء وافتقار الى الثقة والتعامل المزدوج في التفاوض في اجتماع للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقال دبلوماسي اوروبي "كان اشبه بالسيرك..اسوأ مؤتمر في تاريخ الوكالة الدولية للطاقة الذرية. لم ار مطلقا مثل هذا العداء. ولكنه يعكس الطبيعة الاحادية للعصر الذي نعيش فيه اضافة الى الافتقار الى عملية سلام حقيقية."
ووافقت على القرار كل الدول الاوروبية وحفنة من الدول الاسيوية ودول اميركا اللاتينية والدول الافريقية الى جانب ايران ومصر من العالم الاسلامي. وشملت الدول التي امتنعت عن التصويت اسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة وسوريا وهي خصم للاثنتين.
وتخضع ايران وسوريا لتحقيقات من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية بسبب الاشتباه في طموحات سرية لصناعة قنابل ذرية. وهما تنفيان مثل تلك النية.
ويفترض على نطاق واسع ان اسرائيل لديها الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط على الرغم من انها لم تؤكد ذلك أو تنفيه أبدا.
وقالت اسرائيل انه في الوقت الذي تعد فيه فكرة اقامة منطقة خالية من الاسلحة النووية فكرة طيبة الا انها لايمكن تحقيقها ما دام بعض الجيران العرب يرفضون الاعتراف بالدولة اليهودية بينما تدعو ايران الاسلامية علنا الى محوها.
ويشير دبلوماسيون عرب الى انعدام توازن مزمن للقوة في الشرق الاوسط ناجم عن قوة اسرائيل ويقولون انه يغذي انعدام الاستقرار ويدفع آخرين الى السعى لامتلاك أسلحة دمار شامل.