عسكري بريطاني: " الحرب مع طالبان خاسرة "
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لندن: تنوعت الملفات التي عالجتها نشرات يوم الأحد من الصحف البريطاني. ويبرز من هذا التنوع ثلاثة مواضيع استأثرت بهتمام جميع تلك الصحف: محاولات الخروج من الأزمة الاقتصادية والانتخابات الرئاسية الأميركية، وعودة ماندلسون إلى الحكومة البريطاني.
نصر "بعيد المنال"
ولم تعدم الصحف البريطانية من تقارير تفردت بها، مثل ذلك الذي نشرته الصنداي، وهو عبارة عن خلاصة لقاء أجرته مبعوثة الصحيفة في إقليم هلمند جنوبي أفغانستان كريستينا لامب مع البريغادير مارك كارلتون سميث أكبر قائد عسكري بريطاني في أفغانستان. ويقول قائد اللواء السادس عشر لسلاح الجو إنه لا ينبغي توقع نصر حاسم على طالبان، بل الاستعداد للتفاوض على صفقة مع الحركة الأفغانية المسلحة.
وينصح كارلتون سميث -الذي أنهى جولته الثانية لأفغانستان- بـ"خفض سقف التوقعات" فيقول: "إننا لن نربح هذه الحرب. إن الأمر ينحصر الآن في خفض مستواها إلى حدود يمكن للقوات الأفغانية أن تتعامل معها، ولا تصير فيه تهديدا استراتيجيا."
ولم يستبعد القائد العسكري البريطاني أن تغادر قواته أفغانستان مخلفة وراءها " موجة عنف قروية منحسرة ولكن ثابتة" فقال: " لا أظن أنه بعد ذهابنا لن تكون في هذا الركن من االعالم عصابات مسلحة. سيكون ذلك أوهام لا مصداقية لها."
وقال العسكري البريطاني للصحيفة إن قواته ألحقت بطالبان "ضربات موجعة خلال هذه السنة لكنها تكبدت بدورها خسائر فادحة ناهازت 32 قتيلا و 170 جريحا. وضم كارلتون سميث صوته إلى صوت المطالبين بإيجاد حل سلمي للصراع في أفغانستان، معتبرا أن هذا الجل لم يتم إلا عبر تسوية سياسية تشمل حركة طالبان.
وقال موضحا " إذا ما أبدت حركة طالبان استعدادا للجلوس إلى الطرف الآخر من طاولة المفاوضات من أجل بحث تسوية سياسية، فإن ذلك سيكون بمثابة تقدم قد ينهي التمرد، وهذا ما لا ينبغي أن يثير الحرج."
وتأتي تصريحات العسكري البريطاني، عقب تسريبات لمذكرة ديبلوماسي فرنسي جاء فيها أن السفير البريطاني في كابل السير شيرارد كاوبر كولز قال له أن الخطة المتبعة في أفغانستان "ستأول إلى الإخفاق التام". وكان حاكم أقليم هلمند غلاب منغال قد صرح الأسبوع الماضي بأن طالبان تسيطر على أكثر من نصف الإقليم على الرغم من الزيادة في أعداد القوات البريطانية.
"الأخ الأكبر" قادم
في نفس صحيفة الصنداي تايمز كتب دافيد ليبارد تقريرا بعنوان "الحكومة ستتجسس على كل مكالمة وبريد إلكتروني" في بريطانيا، تحدث فيه عن الاستعدادات التي تجريها الحكومة البريطانية لإقامة نظام لرصد عادات تصفح مواقع الإنترنت، وتبادل البريد الإلكتروني، وكذا تاريخ المكالمات الهاتفية الشخصية.
ويقول الكاتب إن الوزراء ينوون صرف ما يقرب من 12 مليار جنيه استرليني (أكثر من 21 مليار دولار) لإقامة قاعدة بيانات لخدمة هذا الغرض. وحسب التقرير فقد تكون الهيئة الحكومية المشرفة على هذا المشروع أنفقت مليار جنيه استرليني لتحقيق المرحلة الأولى منه. وستقام مئات المجسات "لرصدٍ مباشر لزبائن اثنتين من أهم شركات خدمات الإنترنت والهاتف المحمول وهما بريتيش تليكوم، وفودافون."
ونفت وزارة الداخلية البريطانية أن تكون الحكومة اتخذت قرارا في الموضوع، إلا أن بعض المصادر تقول إن مسؤولين أوضحوا أن الوزراء قد "وافقوا مبدئيا على المشروع." ومن المتوقع أن تكشف الحكومة البريطانية عن تفاصيل خطتها في خطاب الملكة الذي ستلقيه في الشهر المقبل.
بالين: الضعف قوة
تثير أطوار الحملة الانتخابية الرئاسية في الولايات المتحدة الكثير من تعليق الصحف البريطاني، وتستحوذ المرشحة الجمهورية لمنصب نائب الرئيس سارة بالين. وهكذا تقول جوان سميث في الإندبندنت أون صنداي إن بالين تجنبت الإجابة عن بعض الأسئلة، بتحويل مجرى الحديث، كما وقعت في أخطاء تدل على "ضحالة معلوماتها وثقافتها"، كما لو كانت تحرص على الظهور بمظهر "مخالف لوسط السياسيين المثقفين والمهذبين بواشنطن". ويكشف هذا التصرف -في رأي الكاتبة- الأهداف الكامنة وراء قرار ماكين.
فالمرشح الجمهوري لم يقع اختياره على بالين لنيل رضى طبقة السياسيين الأميركيين الراقية، بل اختارها لسد ثغرات سيرته الذاتية، لإدهاش الديموقراطيين الذين استبعدوا هيلاري كلينتون، ولإغراء الملايين من أفراد الشعب الأميركي الذين يحسون أنهم تعرضوا للتهميش".
وبعد أن تشير الكاتبة إلى المجازفة التي يخوضها ماكين باختياره بالين، تحذر وسط اليسار من التسرع في الحكم على مصير حاكمة ألاسكا. وتذكر في هذا الصدد بما أثارته مارغريت ثاتشر في سبعينيات القرن الماضي من سخرية عندما أرادت منافسة إدوارد هيث على زعامة المحافظين.
وتخلص باتريسيا ويليامس - استاذة القانون في جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة وكاتبة أحد أعمدة صحيفة نايشن- إلى نفس النتيجة تقريبا في مقالها الذي نشرته بالأوبزيرفر. وتعتبر الكاتبة أن الحفاوة التي استقبلت بها مشاركتها في المناظرة التلفزيونية مع جوزيف بايدن، دليل على ضعف البصر والتمحيص.
وتقول: "إن عدم التفات الكثير إلى فحوى تدخل بالين، ليدفعني إلى الاعتقاد أن مثل هذه المناظرات هي بمثابة لغة أجنبية بالنسبة لبعض مواطنيي. ربما يكون ذلك بسبب التربية، وقد يكون ذلك لدوافع عنصرية: التصويت على أي كان غير المرشح الأسود."
والنتيجة -تختم الكاتبة بمسحة ساخرة- هي "أننا نحب ماما سارة، هي بسيطة، وجميلة ثم إنها شرسة مثل نمرة تحرس جراءها. فماذا يعنينا من الريح التي تعصف خارج نوافذنا، ما دام لدينا كأس من الحليب الدافئ ، ونجمة ذهبية كبيرة تحكي لنا قصصا نوم مطمئنة."