الصومال: القرصنة تهدد عمليات توصيل المساعدات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
مقديشو: طالب روجر ميدلتون، مستشار برامج إفريقيا في مؤسسة تشاتام هاوس، المجتمع الدولي بضرورة وضع خطة لضمان عدم تسبب القرصنة في عرقلة توصيل المساعدات الغذائية إلى الصومال الذي تمزقه الحرب.
وأفاد ميدلتون أنه "من المهم أن يتم خلال الأشهر الثلاثة المقبلة إيجاد جهة تحل محل كندا في مراقبة السفن التابعة لبرنامج الأغذية العالمي... وفي حال لم يتم إيجاد حل دائم لمشكلة مرافقة سفن برنامج الأغذية العالمي، فإن ذلك سيزيد من جوع الصوماليين وستتفاقم المشاكل الخطيرة التي تعاني منها منطقتهم".
وأشار ميدلتون إلى أن عدد عمليات القرصنة قد "تزايد أكثر من الضعف" خلال عام 2008، حيث أصبحت تشكل عبئاً كبيراً على جهود توصيل المساعدات الإنسانية إلى الصومال الذي يعاني من الجفاف وتجعلها "أكثر تكلفة وصعوبة".
ويبدو أن منطقة بونت لاند التي أعلنت استقلالها من طرف واحد تشكل قاعدة لمعظم القراصنة. فبونت لاند، حسب ميدلتون، "واحدة من أفقر مناطق الصومال مما يجعل الإغراء المالي للقراصنة قوياً جداً. كما شهد قطاع الصيد بالصومال انهياراً خلال الخمسة عشر عاماً الأخيرة بالإضافة إلى تعرضه لاستنزاف كبير من قبل سفن الصيد الأوروبية والآسيوية والإفريقية".
دفع الفدية
وأفاد وزير خارجية بونت لاند، علي عبدي أويري، أن دفع الفدية للقراصنة يزيد من تعقيد الجهود الرامية لمحاربة ظاهرة القرصنة. وأنكر أويري المزاعم التي تشير إلى أن مسؤولين من بونت لاند متورطون في هذه الظاهرة، حيث قال: "نحن نعمل كل ما في وسعنا ولكن الأموال التي تدفع للقراصنة تزيدهم قوة وتضعف السلطات. ففي كل مرة يحصلون فيها على المال، يستعملون بعضه لشراء المزيد من المعدات لدرجة أصبحوا معها أكثر استعداداً وجاهزية من خفر سواحلنا".
وحثت مؤسسة تشاتام هاوس المجتمع الدولي على تنظيم الشحن البحري عبر خط آمن ضمن منطقة الحماية البحرية التي تم تأسيسها في شهر أغسطس/آب من قبل قوات التحالف البحرية بخليج عدن وتوفير خفر سواحل تابعين للأمم المتحدة أو الاتحاد الإفريقي وضمان حضور بحري قوي في المنطقة.
وقد تعرضت 60 سفينة على الأقل للهجوم بالقرب من السواحل الصومالية منذ بداية عام 2008، أربعة منها في الأسبوع الأخير من شهر أغسطس/آب. ويعتقد أن هناك حوالي 14 سفينة من دول مختلفة محتجزة في محيط سواحل بونت لاند.
وأوضح ميدلتون أن "دفع فديات كبيرة يحفز عمليات الاختطاف، فقبل سنوات كانت مبالغ الفديات لا تتعدى عشرات أو مئات الآلاف من الدولارات، في حين استولى القراصنة خلال عام 2008 فقط على مبلغ يتراوح بين نصف مليون ومليوني دولار".
وفي الوقت الذي يحتفظ فيه القراصنة بمعظم المال، يذهب جزء كبير منه إلى "محليين من ذوي النفوذ"، بعضهم متورط في الحرب المستمرة في البلاد. وجاء في التقرير الصادر عن ميدلتون أن "الصومال يعتبر أخطر وأعنف مكان في العالم، فالأسلحة متوفرة بالمجان في كل مكان وهناك تقارير يومية تقريباً عن انفجارات وعمليات قتل ومناوشات ومعارك واختطافات في جميع أرجاء البلاد".
من جهته، أفاد أويري أن حملة لمحاربة القرصنة قد بدأت في بونت لاند "يتم من خلالها الضغط على القراصنة عبر وجهاء القبائل والزعماء الدينيين الذين يدينون عملياتهم. وقد بدأت بعض النتائج الإيجابية بالظهور، فبعد ممارسة ضغط كبير أجبر القراصنة الذين كانوا يحتجزون عدداً من السفن في مدينة إيل الساحلية على المغادرة وهم حالياً في البحر". ومدينة إيل هي واحدة من بين مدينتين في بونت لاند يستعملهما القراصنة كقاعدتين لهم.
المصدر: شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)