أخبار

أكثر من نصف مليون عربي في المانيا

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

اعتدال سلامه من برلين: عقب النهضة الصناعية الالمانية الكبرى في اوائل ستينات القرن الماضي، اصبحت المانيا محط انظار اغلب القوى العاملة في الدول النامية خاصة من المشرق والمغرب العربي، لذا توافد الالاف منها في اواسط الستينيات وتمركزوا في المدن الصناعية حيث فرص العمل الكثيرة، وكان لهم وزن، لكن اقل من وزن لايطاليين والاتراك في اعادة بناء المانيا بعد ا لحرب العالمية الثانية.

ومع مرور السنين اصبحت هذا اللاقليات العربية المهاجرة تشارك في دورة الاقتصاد الالماني في نفس الوقت تحولت الى دعم مالي لبعض البلدان العربية ان في المشرق ام في المغرب، حيث يقدر حجم التحويلات المالية الى الوطن سنويا بما يقارب الخمسة مليار يورو.

ولا توجد بيانات دقيقة عن عدد العرب في المانيا لان الكثير منهم اصبح يحمل الجنسية الالمانية لكن احصائيات عدد من الجاليات والمؤسسات العربية تقدره بحوالي 550 الف.

واكبر الجاليات واقدمها هي الجالية الفلسطينية ويقدر عددها بحوالي 250 الف فلسطيني، اتى معظمهم من الاردن والاراضي المحتلة ولبنان اواسط الستينيات وزاد التدفق مع الحرب الاهلية في لبنان بداية السبعينات. ومن اتي في الستينات كان هدفه متابعة الدراسة الجامعية،لكن بقي العدد الاكبر منهم خاصة الاتون من الاراضي المحتلة بعد ان توفرت لهم فرص عمل جيدة في ميادين مختلفة. وهناك اكثر من 400 طبيب ومايقارب من ال200 مهندس واستاذ جامعة ومعاهدة،وعدد لا بأس به في ميدان الاعلام. في المقابل فان اللاتين من لبنان لم تتوفر لهم نفس الفرص او اهملوها مما اوقعهم في مشكلة المجتمعات المنزوية، وفيه نسبة كبيرة من العاطلين عن العمل لتدني مستوى التعليم فيها.

وهناك عدد لا باس به من رجال الاعمال ومالكي شركات تجارية متوسطة ومن يحتل مراكز مهمة في عالم التجارة المحلية والعالمية. الا ان نسبة العاملين مرتفعة ويعمل معظمهم في المصانع الكبيرة كمصانع السيارات والاليات المختلفة، جزء منهم يحمل الجنسية الالمانية منذ سنوات، كما يصل عدد ا لطلاب الجامعيين الى قرابة الخمسة الالاف، وهي نسبة منخفضة مقارنة مع عدد الفلسطينيين.

وافراد الجالية اللبنانية او الاتيين من لبنان مع الحرب الاهلية ويقارب عددهم السبعين الف اتى معظمهم طلبا للجوء السياسي، لكن هناك عدد يتمتع بوضع اقتصادي جيد لاحتلاله مراكز في الحقول الاقتصادية والعلمية خاصة الطب والجراحة اضافة الى اصحاب المطاعم ومحلات المواد الغذائية. و اغلب حاملي الجنسية الالمانية هم من اتى قبل الثمانينات، الا ان طلبات التجنيس بدأت تزداد مع اقرار قوانين الاجانب الجديدة.

ولا يجب الاغفال عن الجاليات الاتية من المغرب العربي، مثل الجالية المغربية التي اتأت مطلع السبعينات ، وذلك اثر استدعاء عدد من الشركات والمصانع الالمانية بموجب عقود عمل الالاف من المغرب للعمل في استخراج الفحم الحجري وبعض القطاعات الانتاجية الاخرى. ولم يتجاوز حجمها عام 1973 الخمسة الاف عاملة وعامل وتعدادها اليوم اكثر من 90 الف.

ولقد استطاع الجيل الجديد من الجالية المغربية دخول ميادين علمية عالية واحتلال مراكز مرموقة في مجالات الهندسة والطب ككليات الفيزياء والكيمياء وبروزهم في معاهد الحقوق ويحمل اكثر من 60 في المائة منهم الجنسية الالمانية.

وعلى الرغم من قلة عددها مقارنة مع عدد الجاليات الاخرى فان الجالية السورية من افضل الجاليات ان فيما يتعلق بالمستوى التعليمي او الاقتصادي. فهي تتمتع باعلى مستوى تعليمي ويصل الى 80 في المائة وفيها عدد كبير من الاطباء يصل الى 500 وحوالي 300 مهندس الى جانب اساتذة جامعيين ورجال اعمال قدامى خاصة في ميدان النقل البحري الدولي. ولقد برز عدد من السوريين في جامعات برلين وميونيخ ويعمل حاليا عدد لا بأس به من المهندسين في مصانع السيارات مثل مصنع بي ام دبلو.

وكما الجالية الفلسطينية اتى افراد الجالية السورية للدراسة مطلع الستينات وكان عددهم لا يتجاوز يومها الالف، واصبح اليوم حوالي 50 الف بعد موجة الهجرة او اللجوء السياسي الى المانيا، ونسبة لا باس بها تحمل الجنسية الالمانية، وازداد العدد في السنوات الاخيرة بسبب اللجوء السياسي.

واول فوج من الجالية التونسية التي يتجاوز حجمها ال70 الف اتي في مطلع السبيعينات، وكانوا عمالا لدى مصانع انتاجية وبالاخص شركة سيمنيز. ويتوزعون اليوم على المدن الكبيرة في المقاطعات الجنوبية والوسط ، لكن نسبة التعليم فيها مازالت متوسطة مع وجود عدد من اساتذة الجامعات وقليل من الاطباء والمهندسين، لكن البوادر الان تشير الى اتجاه الجيل الجديد لمواصلة التعليم الجامعي، ويمارس عدد منهم الاعمال التجارية الحرة.

وهناك ايضا جاليات عربية اخرى صغيرة الحجم كالمصرية والسودانية والجزائرية والموريتانية والصومالية والعراقية التي ازداد عددها بعد الحرب العراقية ، لكنها مازالت من دون وضعية قانونية، فيما يوجد عدد لا باس بهم من العراقيين المقيمين منذ سنوات في المانيا وخاصة في برلين.

ومعظم العراقيين المقيمين يمارسون حرفا حرة مثل امتلاك المطاعم وفي ميدان الاعلام. في المقابل فان حضور المواطنين الخليجين فيكاد يذكر، وبدأ قبل سنوات قليلة اهتمام الطلاب الخليجيين بالجامعات الالمانية، هناك بعض المستثمرين الخليجين ورجال الاعمال، لكن السواد الاعظم هم من افراد البعثات الدبلوماسية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف