زيباري: أفكار جديدة للإتفاقية الأمنية بين واشنطن وبغداد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يصل بغداد الثلاثاء بغداد: قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الثلاثاء ان الولايات المتحدة والعراق يعملان على "افكار جديدة" للتوصل الى اتفاقية طويلة الامد حول الوجود الاميركي في هذا البلد بعد العام 2008. وقال زيباري في مؤتمر صحافي مع نائب وزيرة الخارجية الاميركية جون نيغروبونتي، "هناك افكار جديدة وصياغات جديدة ولغة جديدة ممكن ان تكون مقبولة، لكن القرار النهائي لم يتخذ حتى الان". واضاف "هذا يحتاج الى عدة قرارات سياسية جريئة".
وتابع "تم توضيح العديد من النقاط العالقة فيما يتعلق بالحصانة (...) المناقشات بين البلدين بلغت مستوى متقدما جدا وسيتم حل النقاط المختلف عليها". وتابع زيباري "اننا قريبون جدا من التوصل الى نتيجة ترضي البلدين والشعبين" لكنه رفض تحديد اي موعد نهائي للتوصل الى اتفاق. واشار الى ان البلدين يدركان ضيق الوقت امام التوصل الى حل لوجود القوات الاجنبية في العراق قبل نهاية العام الحالي.
وتجري مفاوضات بين الولايات المتحدة والعراق للتوصل الى اتفاقية حول "وضع القوات" لاضفاء اسس قانونية على الجيش الاميركي في العراق بعد 31 كانون الاول/ديسمبر المقبل عندما ينتهي تفويض قرار دولي ينظم وجودها في هذا البلد. يذكر ان الخلافات ما تزال قائمة لا سيما حول الحصانة القانونية للجنود الاميركيين وقيادة العمليات العسكرية.
زعيم ديني شيعي يؤكد ان الدستور هو خارطة الطريق لاستقرار العراق
من جهة أخرى قال زعيم شيعي عراقي ان الالتزام بالدستور الذي ينص على الفدرالية هو خارطة الطريق للتغلب على الطائفية في هذا البلد الذي يمزقه العنف والحروب منذ حوالى ثلاثة عقود. واوضح عمار الحكيم "نحن نوافق على الالتزام الكامل بالدستور وطبيعة توزيع الادوار فيه". وعمار هو النجل الاكبر لعبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي، من ابرز الاحزاب الشيعية في البلاد.
وقال الحكيم خلال مقابلة في منزل يخضع لحراسة مشددة في بغداد ان العديد من الاحزاب السياسية دخلت في حوارات بناءة والتزمت بالقوانين الديموقراطية من اجل الوحدة الوطنية. واضاف "نحن حريصون تماما على التمسك بكل ما يتعلق بصلاحيات الحكومة الاتحادية، واستنفاذ هذه الصلاحيات".
وتابع ان الاحزاب العراقية تواجه طبيعة انتقالية الى العملية الديمقراطية و"في الانظمة الديمقراطية، فان المواقع ليست حكرا على جهة محددة انما مرتبطة بالعمل المؤسس للدولة". واضاف ان "هذه الاختلافات قابلة للحل من خلال الحوار ما دام الدستور يشكل المرجعية لكل هذه الاطراف الوطنية".
ويسود توتر بين المجلس الاعلى الذي يشغل مع منظمة بدر ثلاثين مقعدا في البرلمان مع حليفه رئيس الوزراء نوري المالكي زعيم حزب الدعوة بخصوص تعيين المسؤولين المحليين في المحافظات. ويسعى المالكي الى تعزيز نجاحاته الامنية من خلال تقوية السلطة المركزية في بغداد، خصوصا ما يتعلق بالمناصب الرئيسية في الشرطة والجيش.
وهذا يناقض وجهة نظر الحكيم الذي يسعى الى تثبيت اللامركزية. وقال الحكيم ان "العراق القوي ليس العراق الذي يتمتع بعاصمة مركزية قوية، يجب ان تكون حكوماته الفدرالية قوية كذلك". ويطالب الحكيم بصورة متكررة باقامة اقليم الجنوب حيث الغالبية شيعية. وكانت احدى القضايا التي تؤثر على قوات الامن العراقية هي استخدام ميليشيات خاصة غير شرعية.
وقد حلت الاحزاب الشيعية وضمنها المجلس الاعلى اجنحتها العسكرية المتمثلة بفيلق بدر الذي تحول الى منظمة سياسية، كما فعل الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الذي اتهمت ميليشياته (جيش المهدي) بارتكاب اعمال عنف. ودارت اشتباكات متفرقة بين المجلس الاعلى والتيار الصدري في عدد من المحافظات الجنوبية.
ورحب الحكيم بخطوة الصدر تجميد جيش المهدي وتحويله الى مؤسسة اجتماعية. وقال في هذا الصدد "كل خطوة تتخذ للالتزام بالقانون واحترام دولة القانون، هي خطوة مرحب بها بالنسبة لنا". ودعا الحكيم التيار الصدري الى المشاركة بشكل فاعل في انتخابات مجالس المحافظات المزمع عقدها قبل نهاية كانون الثاني/يناير المقبل.
وقال "ادعو الاخوة في التيار الصدري الى ان يشاركوا بشكل فاعل وان يحصلوا على فرصتهم الكاملة بثقة الشعب بهم ويساهموا في خدمة الشعب". واكد ان "توزيع دائرة المشاركة يساعد في استقرار العراق". وقام الحكيم السبت في ظل حراسة مشددة بزيارة الى تكريت مسقط الرئيس السابق صدام حسين وكبرى مدن محافظة صلاح الدين، وسامراء وبلد ذات الغالبية الشيعية المجاورة للضلوعية التي يقطنها العرب السنة.
وقال بهذا الصدد "ما كنا ننوي تحقيقه هو ايصال نواينا الصادقة تجاه كل ابناء العراق، ونقول ان العراق لكل العراقيين وليس حكرا على جهة محددة، وهو بحاجة الى جميع ابنائه". واضاف ان "الوفاق الوطني بين العراقيين شرط اساسي لانطلاقة البلاد". وانخرط نحو مئة الف من العرب السنة في مجالس الصحوة التي تقاتل تنظيم القاعدة، بدعم من القوات الاميركية والعراقية.
ويطالبون بالحاح بدمجهم في قوات الامن العراقية، ووعدت الحكومة بدعمهم ودمج قسم منهم في المؤسسات المدنية. ونقلت القوات الاميركية ملف الصحوات في بغداد والبالغ عدد افرادها 54 الفا الى الحكومة العراقية مطلع الشهر الجاري. ويجري العراق حاليا مفاوضات مع الولايات المتحدة تحكم الوجود العسكري الاميركي. واكد الحكيم ان مسالة السيادة تشكل احد الامور الرئيسية في المفاوضات. وختم موضحا "نعتقد ان وجود افق واضح لانسحاب القوات الاميركية سيساعد في تحقيق سيادة العراق".