جهود في تونس لتجنّب خطر الفيضانات الموسمية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إسماعيل دبارة من تونس: يبدو أن النكبة التي حلّت بولاية غرداية (600 كلم جنوب) بالجزائر المجاور ، ألقت بضلالها بسرعة عجيبة على الاستعدادات في تونس لدرء خطر الفيضانات التي تهدد المنطقة في مثل هذا التوقيت من كلّ عام. و قد تظافر ما حدث في غرداية الجزائرية و اقتراب موسم أمطار الخريف الطوفانية لتُسرّع من نسق الاستعدادات لتجنّب كوارث مشابهة لما حصل في كل من الجزائر و تونس العام الماضي.
و بادر الديوان الوطني للتطهير الذي يتبع سلطة إشراف وزارة البيئة والتنمية المستديمة بالتدخل منذ أيّام لمزيد الاهتمام بعدد من الأودية ومجاري المياه العابرة للمدن وأحواض تجميع مياه الأمطار، ويحاول الديوان صيانة تلك المجاري و الأودية و تعهّدها بالتنسيق مع عدد من الوزارات المعنية وهي الداخلية والتنمية المحلية والتجهيز والإسكان والهيئة الترابية حسب ما أفادت مصادر بديوان التطهير. ويقوم الديوان بضخ مياه سبختي اريانة والسيجومي قصد تخفيض منسوبهما الذي يرتفع في كلّ مرة تتهاطل فيها أمطار غزيرة على محافظات تونس الكبرى مما أدى في حالات كثيرة إلى مآسي متكررة.
و في ما يتعلّق بجهر الأودية ومجاري المياه، قام أعوان الديوان المذكور بجهر جميع الأودية وأحواض تجميع مياه الأمطار التي عُهدت لهم للتطهير والمتمثلة في 31 حوضا بسعة 972 ألف م3 و65 وادي ومجرى بطول 126 كلم موزعة على 9 محافظات هي تونس واريانة ومنوبة وبن عروس وبنزرت ونابل وسوسة والقيروان وصفاقس.
كما تدخل الديوان لجهر جزء من وادي الحمام بجهة "حمام سوسة "على طول 2750 متر ووادي الطاحونة بقرمبالية(محافظة نابل) على طول 2500 متر وقنال بحيرة تونس الشمالية على طول ألف متر كما تم خلال سنة 2008 فتح قنال لتصريف المياه الراكدة برواد على طول 2000 متر.
و تقول مصادر بديوان التطهير التونسي إنّ عمليات الصيانة والتعهد تتواصل على امتداد السنة و ليس في مواسم الأمطار فحسب حيث يقوم بالتدخل كلما اقتضت الحاجة لرفع الفضلات الملقاة بعد عملية الجهر مع التركيز على المنشآت الأكثر عرضة للانسداد.
وفي ما يتعلق بالسباخ مكنت المنشآت التي تم تركيزها اثر فيضانات سنة 2003 والمتكونة من محطتي ضخ عملاقتين ومسارين لتصريف المياه، الأول نحو وادي مليان (منوبة)، والثاني في اتجاه تونس بالنسبة لسبخة السيجومي ومحطة ضخ وقنوات ذات قطر 630 مم في اتجاه البحر بالنسبة لسبخة اريانة، كما يتم ضخ ما يناهز 190 مليون متر مكعب من مياه هذه السباخ نحو البحر منذ انطلاق عملية الضخ في بداية العام 2004.
و بالنسبة لسبخة السيجومي تمّ ضخ 21.5 مليون متر مكعب من المياه المتواجدة بها ،و ستستمرّ العمليّة حتى يتمّ تجفيف السبخة بصفة كلية في موفى شهر ماي المقبل. سبخة اريانة التي نغّصت عيش متساكني تلك المنطقة كان لها نصيبها من التعهّد أيضا، إذ تم ضخ 7 ملايين متر مكعب من المياه المتراكمة بالسبخة مما يضمن توفير سعة استيعاب كافية لموسم الأمطار 2008/2009.
وعادة ما يتدخل ديوان التطهير لإزالة المياه الراكدة بالعديد من المناطق المعروفة بتضررها من الأمطار الموسمية ، كـ"رواد" و"حلق الوادي" و"الكـرم".
وحريّ بالتذكير أن فيضانات اجتاحت عدد من مناطق البلاد في أكتوبر من العام الماضي أسفرت عن مقتل ما لا يقلّ عن 13 شخصا.