أخبار

قضية العراق تتراجع في الانتخابات الأميركية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

دالاس: يبدو ان الكثير من الأميركيين قد نسوا حرب العراق في دوامة الانتخابات لكن جو لوسيوني ليس منهم. كان ينتظر مع مجموعة من المتطوعين جاءوا إلى مطار فورت وورذ الدولي بدالاس لاستقبال جنود أميركيين عائدين من العراق وأفغانستان وقال لرويترز "كيف يمكن ان ننساهم." لكن لوسيوني وهو متقاعد يبدو بصحة جيدة خدم في الجيش من عام 1959 حتى عام 1963 هو استثناء هذه الايام.

فبعد دخول باراك أوباما المرشح الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأميركية ومنافسه الجمهوري جون ماكين المرحلة الاخيرة من سباقهما إلى البيت الابيض الذي سيحسم في أقل من شهر خلال الانتخابات التي تجري في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني توارت قضية العراق عن الانظار بدرجة كبيرة.

ويقول محللون ان هذا يرجع الى ثلاثة عوامل رئيسية.. تحول انتباه الرأي العام إلى الازمة الاقتصادية وانهيار الاسواق وتراجع العنف في العراق وتقلص الاختلاف في وجهة النظر الخاصة بقضية العراق بين المرشحين الديمقراطي والجمهوري. وتظهر استطلاعات الرأي دوما ان حرب العراق التي لا تلقى تأييدا بين الأميركيين تراجعت وراء الاقتصاد المتداعي وقضايا الطاقة والرعاية الصحية في قائمة اهتمامات الناخبين وان كانت تتقدم على قضايا اجتماعية مثيرة للجدل مثل حق الاجهاض وزواج المثليين.

وقال سكوت كيتر من مركز ابحاث بيو "ليست بالقضية الكبرى في الوقت الراهن بالنسبة لغالبية الناخبين." حتى الذين يتأثرون بحرب العراق بشكل مباشر يمكنهم ان يتفهموا لماذا تراجعت القضية عن محور تركيز الرأي العام الأميركي. وقال كلينت هندريكس (33 عاما) وهو يقف حاملا باقة ورود في انتظار زوجته كاري التي تعمل فنية أشعة سينية وقامت بجولة في العراق استمرت ستة اشهر "هذا يرجع الى الاهتمام بالاقتصاد... الموضوع الاحدث سيكون موضوع الساعة."

ويرى محللون ان تراجع حرب العراق في قائمة اهتمامات الناخب الأميركي ينفع المرشح الديمقراطي أوباما لان الأمن القومي هو الورقة الرابحة لدى ماكين (72 عاما) الطيار السابق الذي شارك في حرب فيتنام وأسر فيها. وتظهر استطلاعات الرأي تقدم أوباما بفارق بسيط لكن مضطرد مع أنباء سير الازمة الاقتصادية من سيء إلى أسوأ.

ويقول ديفيد ابستاين خبير العلوم السياسية في جامعة كولومبيا "العنف ضد المدنيين والهجمات على القوات الأميركية تراجعت. وهذا أبعد الحرب عن الصفحات الاولى وأبعد الانتخابات عن نقطة القوة لماكين." وانخفض العنف في العراق في الاشهر القليلة الماضية إلى أدنى مستوياته منذ نحو أربع سنوات وان احتفظ المقاتلون بقدرتهم على شن هجمات على نطاق واسع. وقتل ما يقرب من 4200 جندي أميركي في العراق والمناطق المحيطة منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003 .

ويرجع عدد كبير من المحللين تراجع مستويات العنف ولو جزئيا إلى زيادة حجم القوات الأميركية هناك عام 2007 . كانت هذه سياسة أيدها ماكين من البداية وكثيرا ما يهاجم منافسه الديمقراطي قائلا انه يرفض الاعتراف بنجاح هذه السياسة. لكن التحسن الذي طرأ على الاوضاع في العراق أبعد قضية حرب العراق عن عناوين الصحف وعن شاشة الرادار الانتخابية.

وقال ابستاين إن سياسة زيادة القوات التي تبناها "ماكين كانت ضحية لنجاحها." لقد كان هذا تحولا غير متوقع في الاحداث السياسية في الدوامة الانتخابية المليئة بالمفاجات. كانت الحرب قضية كبرى في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس عام 2006 حين انتزع الديمقراطيون الهيمنة على مجلسيه من الجمهوريين.

وقال ماثيو ويلسون وهو خبير في العلوم السياسية بجامعة ساذرن ميثوديست في دالاس "أوباما ظن قبل عام ان الحرب هي قضية رابحة بالنسبة له لكن حين بدا ان سياسة زيادة القوات نجحت ظن ماكين انها قضية ناجحة بالنسبة له." وأضاف ويلسون "المرشحان يقفان الآن على أرض مشتركة. الاثنان يتطلعان إلى انسحاب تدريجي خلال السنوات القليلة القادمة. وحين يختلفان يختلفان بشأن أحداث مضت. لقد تجاوزا المناقشات الحادة حول أحكام سابقة."

وكان أوباما قد أعلن انه سيسحب القوات الأميركية من العراق خلال 16 شهرا من توليه الرئاسة في يناير كانون الثاني عام 2009 في حالة فوزه على ماكين بينما قال المنافس الجمهوري ان وعود الانسحاب السريع تتسم "بالتهور" لكنه رأى أيضا فرصة لخفض حجم القوات. وخلال مناظرتهما الثانية وقبل الاخيرة يوم الثلاثاء اختلف الاثنان مجددا على مواقف سابقة بشأن الحرب التي أيدها ماكين منذ البداية وعارضها أوباما من اليوم الاول حين أصبح سناتور لولاية ايلينوي عام 2003 وهو عام الغزو الأميركي للعراق.

لكن معظم الجدل حول السياسة الخارجية يتركز الآن على باكستان وإيران وملاحقة اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة. ومع العودة إلى مطار دالاس حيث رفعت لافتات كتب عليها "بارك الرب أميركا" و"مرحبا بالجنود العائدين" قال لوسيانو انه واثق من ان ماكين لم ينس الجنود وانه لا يثق في توجه ماكين في هذه القضية. وقال قبل ان يبدأ في مصافحة الجنود العائدين بزيهم العسكري "أوباما يريد ان ينساهم فعلا لكن ماكين لم يفعل." وأضاف "حين عاد الجنود من فيتنام لم يلقوا هذا بل قوبلوا بالاهانة."

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف