غضب في صربيا إثر قرار الإعتراف بإستقلال كوسوفو
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بلغراد: تصاعدت مشاعر الغضب في صربيا الجمعة إثر إعتراف مونتينيغرو ومقدونيا بإستقلال كوسوفو غير أن سلطات بلغراد سعت للظهور في صورة الحريصة على إستقرار المنطقة. وقال الرئيس الصربي بوريس تاديتش أن قرار مونتينيغرو "الحق ضررًا كبيرًا بمواطني صربيا ومواطني مونتينيغرو اللذين يرتبطان بقواسم مشتركة كثيرة".
وأضاف أنه "مقتنع بأن مواطني مونتينيغرو ليسوا موافقين على قرار" حكومتهم وحرص على التأكيد لمواطني مونتينيغرو أن "الإجراءات الدبلوماسية المتخذة من قبل صربيا ليست موجهة ضدهم".
وبعد دقائق من إعلان مونتينيغرو الخميس إعترافها بإستقلال كوسوفو أعلنت صربيا أنه تمت دعوة سفير مونتينيغرو في بلغراد لمغادرة صربيا.
وإتخذت صربيا قرارًا مماثلا بحق مقدونيا التي أعلنت هي الأخرى مساء الخميس إعترافها بكوسوفو. وأعلنت وزارة الخارجية الصربية في بيان أن صربيا قررت طرد سفير مقدونيا في بلغراد الكسندر فاسيليفسكي غداة إعتراف سكوبيي بإستقلال كوسوفو. وجاء في البيان أن وزارة الخارجية "قدمت بلاغًا لسفير جمهورية مقدونيا الكسندر فاسيليفسكي أبلغته فيه بأن وجوده في بلغراد لم يعد موضع ترحيب". وأوضح البيان أن "قرار الحكومة الصربية هذا يأتي إثر قرار حكومة سكوبيي الإعتراف بإستقلال كوسوفو المعلن من جانب واحد".
وكان متحدث بإسم وزارة الخارجية المقدونية قال في وقت سابق أن صربيا قررت طرد سفير مقدونيا في بلغراد إثر قرار سكوبيي الإعتراف بإستقلال كوسوفو. وقال المتحدث بيتر تشوليف "علمنا بطرد سفيرنا في صربيا". وبذلك تكون أغلب الكيانات التي كانت تشكل فدرالية يوغوسلافيا السابقة قد إعترفت بكوسوفو باستثناء البوسنة والهرسك وصربيا.
وصربيا التي لا تزال تعتبر كوسوفو احد اقاليمها حصلت الاربعاء على موافقة الجمعية العامة للامم المتحدة للجوء الى محكمة العدل الدولية من اجل النظر في شرعية اعلان استقلال كوسوفو. وكانت كرواتيا وسلوفينيا اعترفتا باستقلال كوسوفو في آذار/مارس في خضم اعلان كوسوفو استقلالها في 17 شباط/فبراير 2008.
وترتبط صربيا ومونتينيغرو بروابط تاريخية من النواحي اللغوية والثقافية والدينية وتعيش جالية صربية كبيرة في مونتينيغرو وأيضًا الكثير من مواطني مونتينيغرو في صربيا.
ووصف الرئيس الصربي قراري مونتينيغرو ومقدونيا بأنهما "سيئان جدًا" مشيرًا الى أن بلاده تتمسك مع ذلك "بالعمل بشكل سلمي ودبلوماسي من أجل ضمان إستقرار المنطقة" مع "حماية مصالحها الوطنية".
وصربيا التي تطمح مثل مونتينيغرو ومقدونيا الى عضوية الإتحاد الأوروبي، لا تريد على ما يبدو، أن يؤدي إعتراف جاريها بإستقلال كوسوفو الى نشوب أزمة جدية ودائمة في البلقان. وقال وزير الخارجية الصربي فوك جيريميك للتلفزيون الصربي أن صربيا "لديها هدف مشترك مع باقي دول المنطقة وهو الإنضمام للإتحاد الأوروبي".
غير أن الوزير إنتقد بشدة قراري مونتينيغرو ومقدونيا وقال أن "العديد من المواطنين الصرب يشعرون بالألم لذلك". وكما فعل الرئيس الصربي أشار الوزير الى "ضغوط كبيرة" وراء قراري البلدين الإعتراف بكوسوفو في تلميح للإتحاد الأوروبي والحلف الاطلسي دون أن يسميهما. وإعترفت 22 من الدول الأعضاء ال 27 في الإتحاد الأوروبي بإستقلال كوسوفو.
وفي بريشتينا إعتبر رئيس وزراء كوسوفو هاشم تاجي أن إعتراف مقدونيا ومونتينيغرو ببلاده يعزز "الإستقرار والتعاون" الإقليميين علاوة على انه يسرع "إندماج بلداننا في الإتحاد الأوروبي والحلف الاطلسي". وضمن الطبقة السياسية الصربية جاءت التعليقات عاكسة شعورًا بالمرارة إزاء إعتراف مونتينغيرو بإستقلال كوسوفو.
وقالت سوزانا غروبجيتش من حزب جي 17 بلاس (التحالف الحاكم) "لأول مرة في التاريخ تتخذ حكومة مونتينيغرو قرارًا مضادًا لمصالح صربيا".
وبدت الخيبة أكبر داخل التيار القومي وقال أحد نواب هذا التيار ميروسلاف ماركيسيفيتش "أن قرار مونتينيغرو أشد وقعًا على صربيا من إعتراف العالم باسره بكوسوفو".