أخبار

تأجج التوترات في مدينة لبنانية مضطربة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
طرابلس: تتردد أصداء دوي انفجارات القنابل كل ليلة في أنحاء جبهة صراع طائفي في مدينة طرابلس بشمال لبنان على الرغم من اتفاق للمصالحة لم يمض عليه سوى شهر واحد وقتل 17 جنديا وخمسة مدنيين في هجومين بقنابل في اغسطس اب وسبتمبر ايلول مما أشعل التوترات في ثاني اكبر مدينة لبنانية وهي معقل للمسلمين السنة تنشط فيها الجماعات الاسلامية وربما بعض المسلحين المتشددين. وقال ابو بلال غاضبا الذي كان يرتدي قميصا اسود وجلس يدخن مع ستة شبان وهو يراقب الشوارع الخلفية المتهالكة لباب التبانة وهو معقل سني "هناك دماء قديمة بيننا. لا يوجد حل. اما نحن او هم."وتباهى بالاسلحة من بنادق ورشاشات وقذائف مورتر وقذائف صاروخية التي قال ان جماعته اشترتها من تجار أسلحة بأموال تم جمعها محليا. فوق التل في منطقة جبل محسن العلوية المنافسة يقول فؤاد متواري وهو تاجر ان المصالحة التي وقعت في الثامن من سبتمبر ايلول بعد أربعة أشهر من القتال المتقطع في الشوارع لن تأتي بسلام قابل للاستمرار ما لم يتم نزع سلاح الجانبين.وأضاف "جلبوا أسلحة من مصر وخبأوها تحت ثمار المانجو. ونحن حصلنا على أسلحة من سوريا ايضا." والمباني في المنطقتين بها ثقوب من اثار الاعيرة النارية والصواريخ. واسودت بعض المتاجر المملوكة لعلويين في باب التبانة من جراء احراقها بعد أن أضرم جيران سنة النيران فيها.ويربط أشخاص على الجانبين مشاكلهم بصراع لبنان الاوسع نطاقا الذي يضع تحالفا يقوده حزب الله الشيعي المدعوم من ايران وسوريا في مواجهة فصائل سنية ودرزية ومسيحية يدعمها الغرب وحلفاء عرب. ويقول رجال دين مسلمون ان صراعات طرابلس سياسية وليست دينية لكن الضغائن الطائفية تتقد على مستوى الشارع على الرغم من جهود متفرقة من قبل ساسة لبنانيين لتهدئتها.وقال وليد فرج (40 عاما) "يفترض أن تكون أسلحة حزب الله ضد اسرائيل لكنه وجهها نحونا في بيروت" مشيرا الى سيطرة حزب الله على بيروت لفترة قصيرة في مايو ايار ومضى يقول "بالطبع حزب الله يحاول سحق السنة." وتفصل قوات من الجيش اللبناني المقاتلين على امتداد طريق رئيسي يفصل بين الطائفتين.ويتذكر الناس في باب التبانة على الفور أعمال العنف التي شهدها عام 1985 حين هاجمت القوات السورية وحلفاؤها اللبنانيون متشددين اسلاميين سنة أقاموا دويلة في طرابلس. ويقول جيرانهم العلويون وتنتمي طائفتهم للمذهب الشيعي انهم يشعرون بالتهديد بسبب صحوة للاسلاميين في تلك المدينة البالغ عدد سكانها 600 الف نسمة حيث يمثلون أقلية قوامها 40 الفا. وقال سليمان خانات وهو صاحب مقهى كان يجلس مع متواري ومجموعة من الشبان يرتدون ملابس من أحدث الصيحات وشعرهم مصفف بهلام الشعر ورسموا الوشم على أذرعهم "لا نريد الحرب ومن ثم سيكون من الافضل أن يعود السوريون لأن لا أحد سيطر على لبنان مثلما كانوا يسيطرون عليه."وجبل محسن ضيعة يهيمن عليها حزب له صلات وثيقة مع سوريا ورئيسها بشار الاسد الذي ينتمي الى الطائفة العلوية. وصرح الاسد الشهر الماضي بأنه يساوره القلق بشأن قوى متطرفة في طرابلس وقد أثار مخاوف من تدخل سوري عبر ارسال قوات اضافية الى الحدود مع شمال لبنان.واتهمت سوريا اسلاميين من دولة عربية قريبة بأنهم وراء تفجير انتحاري أودى بحياة 17 شخصا في دمشق في 27 سبتمبر لكنها لم تذكر ما اذا كانوا جاءوا من لبنان.ويقول مسؤولون سوريون ان انتشار الجيش على الحدود الذي دفع الولايات المتحدة الى التحذير من اي توغل سوري داخل لبنان يهدف الى مكافحة التهريب خاصة وقود الديزل. وسيطر السوريون على لبنان 29 عاما حتى اضطروا الى الانسحاب عقب اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري عام 2005 لكنهم يؤكدون أنه لا توجد لديهم رغبة في العودة. ويقول دبلوماسيون في المنطقة ان سوريا لم تنشر سوى قوات قوامها بضع مئات مسلحة بأسلحة خفيفة قرب الحدود اللبنانية. وذكر مصدر سياسي بارز في بيروت أن تصرفات الاسد استهدفت لبنانيين من السنة يعتمدون على تجارة السلع المهربة وموالين لسعد الحريري ابن رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري وزعيم تحالف الغالبية المناهض لسوريا في لبنان.ومن المقرر اجراء الانتخابات البرلمانية في لبنان في مايو ايار القادم وفي ظل هذا يخشى كثير من الناس في طرابلس تفجر المزيد من أعمال العنف مع سعى الفصائل المحلية والوطنية ومسانديهم الغربيين لكسب أفضلية. وقال هيثم دندشي (62 عاما) وهو صاحب متجر في باب التبانة "لدي 12 طفلا وضقت ذرعا من التساؤل بشأن ما اذا كانوا سيعودون من المدرسة سالمين."وفي صيدلية قريبة مملوكة لعلوي يقول علي شمسين (37 عاما) انه يرغب بشدة في الرحيل عن باب التبانة حيث يقول ان عصابات تفرض اتاوات ويطلب مجرمون عقاقير مخدرة. وأضاف "الوضع لا يزال مخيفا. أغلق في الثالثة عصرا بدلا من العاشرة او الحادية عشرة مساء مثلما كنت أفعل من قبل." وعلى طرف جبل محسن تعيش عائلة محفوظ في منزل صغير مكشوف على سطح تلة دمر طابقه العلوي في الحرب الاهلية بينما لحقت أضرار بالدور السفلي قبل شهرين.وتقول فايدة محفوظ وهى امرأة في الخمسين من عمرها ذات شعر اسود مموج قتل قناص شقيقها اثناء تواجده بطابق علوي عام 1982 "شخص ما قذف قنبلة بالقرب من هنا ليلة امس." وأضافت مبتسمة "لا توجد لدينا أسلحة بالمنزل. فقط السكين الذي أقطع به البقدونس... لكن أين يمكن أن نذهب سوى هنا؟."

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
توترات مفتعلة
طرابلسي -

لقد دلت الاحداث الاخيرة ان المشاكل لا علاقة لابناء المدينة بها وانما يقوم بها حفنة من المجرمين واللصوص الذين يغتنمون فرصة الحرب لممارسة القتل والسلب واعمال السرقة وهؤلاء هم من يقوم ببث الشائعات التي تحاول ارهاب المواطنين وتهيئة الاجواء لاشعال الفتيل الذي لن يقع ان شاء الله كون الطرابلسيين يطمحون الى الامن والسلام ورفضون منطق الطائفية البغيض الممزق للحمة المدينة وهم يصرون على وحدة المدينة وتعاون جميع اهلها مع الاشارة الى ان اغلب المجرمين الذين يمارسون الارهاب هم من بقايا الفئات الضالة الهاربة من سوريا ابان احداث الثمانينات والشعب الطرابلسي يعرفهم جيداً وينتظر الوقت المناسب لتفرض القوى الشرعية سيطرتها بالكامل وتوقف المجرمين لاراحة المدينة من شرورهم