أخبار

إزدهار القرصنة بالصومال الغارقة في الفقر واليأس

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

مقديشو: فيما يعاني الشعب الصومالي من الجوع ويتملكه اليأس، يتبين أن أعمال القرصنة التي تستهدف السفن التجارية الأجنبية في خليج عدن تعتبر أحد الأنشطة القليلة التي تدر ارباحا في البلاد. فعبدي غاراد الذي يقدم نفسه على انه زعيم واحدة من اولى مجموعات القراصنة التي قامت بعمل قرصنة على هذا الطريق البحري الاساسي للتجارة العالمية، لا يشعر مطلقا بوخز الضمير او الندم عندما يصف فوائد القرصنة التي تنعكس على نمط حياته. وقال من مكان سري في منطقة بونتلاند التي تتمتع بحكم شبه ذاتي بشمال الصومال "اننا نستمتع بالحياة بفضل مال الفديات".

ويفخر عبدي غاراد بانه يملك شقة مريحة وسيارتي دفع رباعي وثلاثة هواتف خليوية وهاتفا يعمل بواسطة القمر الصناعي وكمبيوتر محمولا. فضلا عن ذلك فقد تزوج هذا الرجل من امرأتين اخريين يشاطرانه حياته مع زوجته الاولى التي التقاها قبل بدئه باحتراف القرصنة.

وفي الواقع ازدادت حفلات الزواج الفاخرة بشكل مذهل كما روى سكان غارويي (بونتلاند) لوكالة فرانس برس منذ ان تنامت ظاهرة خطف السفن التجارية لتصبح اسبوعية. ويرى عدد من الخبراء ان القرصنة درت حتى ثلاثين مليون دولار من العائدات منذ بداية العام 2008. واكد غاراد "انها مجرد عمل بالنسبة لنا. فنحن ننظر اليها كما ينظر اي امرء الى مهنته. اجوب المحيط منذ زمن طويل ليس لصيد الاسماك بل لمطاردة السفن في مياهنا الاقليمية التي لا يراقبها احد سوانا". واضاف القرصان "اننا ندافع عن مياهنا من الاجانب الذين يرمون فيها نفاياتهم السامة وينهبون ثرواتنا (...) ينبغي ان نتلقى مكافأة يوما عن جهودنا".

واذا كانت قلة من سكان القرى الساحلية في بونتلاند تعتبر القراصنة بمثابة حرس سواحل متطوعين حريصين على المنفعة العامة فانهم يكنون ايضا احتراما اكيدا لهؤلاء الاسياد الجدد ومالهم.

وبرر محمد عبدي ديجي احد تجار مرفأ بوصاصو الكبير في بونتلاند ذلك بقوله "لديهم الكثير من المال وبامكانهم شراء كل شيء بدون حتى ان يأبهوا للنفقات". واضاف هذا التاجر "اننا نقدم لهم لوازم وادوية وطعام وفيول وملابس عندما ينطلقون لمطاردة السفن ويدفعون لنا عندما يتسلمون الفدية". وقال بيلي محمود قابوساد احد مستشاري رئيس بونتلاند ان القراصنة تمكنوا من نسج شبكة غير رسمية تضمن لهم دعما لوجستيا وسياسيا على اليابسة.

"فكثيرون من الناس يحبون القراصنة لجيوبهم. فهم يملكون المال ويوزعونه على اقاربهم واصدقائهم. وهذا المال ينتقل بين ايدي عديدة ما يوفر لهم في المقابل دعما داخل المجتمع". واكد جمعة احمد وهو قرصان اخر يقيم في هراديري ان القراصنة يجبون "تعويضات" من المراكب الاجنبية ويرون من المنطقي توزيعها على الناس في مجتمعهم.

وفي بعض مناطق بونتلاند ينتشر بسرعة خبر عودة القراصنة الى اليابسة محملين باكياس من الاوراق النقدية. وغالبا ما يتوجه القراصنة مباشرة الى مطعم او فندق باهظ الثمن ويحتفلون بعودتهم بمضغ القات النبتة التي ينتشر استهلاكها في منطقة القرن الافريقي. "ويأتي كثيرون من الناس لرؤيتهم في الفندق حيث يمضي القراصنة يومهم وهم يوزعون المال على زوارهم ويتحدثون عن حواسيبهم اخر صرعة كما لو انهم من رجال الاعمال الكبار"، بحسب وصف علي حاجي يوسف وهو صاحب فندق في غاروي .

وهذا الاستعراض للثروات يثير الكثير من الرغبات غير المتوقعة احيانا مثل مدرسين في بوصاصو تركوا قاعات الدراسة ل"يتوظفوا" كمترجمين لدى القراصنة ويكسبون في بضعة ايام ما يوازي راتبهم الشهري.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف