زعماء أوروبا يدافعون عن الاقتصاد في معركة المناخ
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بروكسل: تجادل زعماء الاتحاد الاوروبي يوم الاربعاء بشأن خطط للحد من تغير المناخ بينما دعت ايطاليا وبولندا الى الحذر خلال الازمة الاقتصادية فيما قالت دول أخرى أن خلق صناعة جديدة صديقة للبيئة سيحفز الاقتصاد.
وكان من المتوقع أن يركز الاجتماع في بروكسل على كيفية وصول الاتحاد الاوروبي الى هدفه بخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 20 في المئة بحلول العام 2020 لكن قضايا انهيار البنوك وتراجع أسواق الاسهم والتحذيرات بشأن الركود هيمنت على الاجتماع. وتأمل دول الاتحاد الاوروبي المؤلف من 27 دولة ان تقود العالم في مكافحة ارتفاع درجة حرارة الارض وهي تأخذ في الاعتبار توقعات الامم المتحدة بتغيرات حادة في احوال الطقس وارتفاع منسوب البحار.
وتقول دول شرق أوروبا وبعض الصناعات التقليدية في أوروبا ان الخطة باهظة التكاليف في ضوء الازمة لكن عددا من زعماء الاتحاد الاوروبي قالوا ان انقاذ الاقتصاد وانقاذ الارض يمكن أن يسيرا جنبا الى جنبا.
وقال رئيس وزرءا فنلندا ماتي فانهانين "الوقت ليس مناسبا لتراجع الاتحاد الاوروبي .. يجب أن نكون في الصدارة."
لكن دولا من شرق اوروبا دعت باقي دول الاتحاد الى ادراك مصاعبها الاقتصادية وذلك في بيان وقعته بولندا والمجر وبلغاريا واستونيا ولاتفيا وليتوانيا ورومانيا وسلوفاكيا.
وهددت بولندا باستخدام حق النقض ضد مهلة تنتهي في ديسمبر كانون الاول لتبني خطة تغير المناخ اذا لم يتم تعديلها لحماية اقتصادها الذي يعتمد على الفحم من تكاليف خفض الانبعاثات.
وقال وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي لرويترز "انها لعبة بوكر صعبة حيث بولندا مستعدة فيها لاستخدام حق النقض اذا جرت محاولات لاجبارنا على توقيع اتفاق بشأن المناخ الشهر القادم. لا يمكننا الموافقة على ذلك."
ودعت ايطاليا الى ايجاد وسائل أكثر مرونة للتوصل الى الاهداف. ووصف رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني الفكرة برمتها لمقايضة الحق في التسبب في التلوث بأنها "سخيفة" وقال للصحفيين "انني مستعد لاستخدام حق النقض (الفيتو)."
وقال انه يعتقد أن الزعماء سيتفقون على تعليق مفاوضات المناخ لبعض الوقت. وقال رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون ان التحرك نحو اقتصاد جديد يمكن أن يتيح فرصا أمام الشركات الاوروبية.
واضاف "الامر يتعلق بسباق عالمي بشأن من سيتولى الزعامة .. أي الشركات سيعرض أكثر المنتجات فاعلية بالسوق أولا .. وفي الوقت المناسب وبأفضل سعر."
وربط بعض الزعماء معركة تغير المناخ بمساعي الاتحاد الاوروبي لخفض اعتماده على واردات النفط والغاز.
وقال رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون ان انتقال أوروبا الى اقتصاد تنخفض فيه انبعاثات الكربون سيساعد على خفض واردات النفط ذات التكاليف الباهظة والاسعار المتقلبة ويحميها من التعطيلات المفاجئة في الامدادات. وأضاف "اذا كان العام الماضي قد أظهر شيئا .. فهو أن علينا التعامل مع مشكلة تغير المناخ لان النفط أعلى ثمنا مما كان عليه .. ولان أمن الطاقة أكثر أهمية مما كان."
وقال اندريا رونشي وزير شؤون الاتحاد الاوروبي في ايطاليا لرويترز ان بلاده تتفق مع هدف الاتحاد بخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لكنها تريد مزيدا من المرونة بخصوص كيفية تحقيق هذا الهدف بشكل ذي جدوى اقتصادية.