السياسة والإسلام لا يمتزجان بسهولة في طرابلس اللبنانية
رويترز
قرائنا من مستخدمي تلغرام يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام إضغط هنا للإشتراك
طرابلس: تصور سوريا هذه المدينة المرهقة باحداث العنف في شمال لبنان على أنها معقل للتشدد الإسلامي مما يثير قلق الزعماء اللبنانيين الحذرين من أي تدخل سوري وربما تكون مخاوف الجانبين مبالغا فيها وتقول أميمة عبد اللطيف الخبيرة بمركز الشرق الاوسط في معهد كارنيجي للسلام والتي درست الحركات السنية بالمدينة ومنها السلفيون "أشك كثيرا في أن طرابلس هي (قندهار) لبنان." وأضافت "السلفيون الذين قرروا تبني العنف كوسيلة للتغيير حقيقة لا نعرف الكثير عنهم" ووصفت هؤلاء المسلحين بأنهم أقلية صغيرة ومختلفة تمام الاختلاف.ووجد مقاتلون إسلاميون ومنهم محاربون قدامى في حربي العراق وأفغانستان ملاذات في لبنان خاصة في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين التي تقع خارج نطاق سيطرة قوات الأمن. ويقول باحثون إن بعضهم لهم صلات بتنظيم القاعدة فضلا عن رجال دين محليين انبثقوا عن جماعات سلفية محلية لها تواجد مستمر منذ فترة طويلة في طرابلس ومدن أخرى يغلب على سكانها السنة.واعتقلت السلطات اللبنانية شبكة من المسلحين تزعم ضلوعهم في تفجيرين بطرابلس أسفرا عن مقتل 22 بينهم 15 جنديا بالجيش في اغسطس اب وسبتمبر ايلول. وأنحت سوريا التي رحلت قواتها عن لبنان عام 2005 بعد ثلاثة عقود من السيطرة باللائمة على إسلاميين من "دولة عربية مجاورة" في انفجار قنبلة أسفر عن مقتل 17 في دمشق الشهر الماضي.وذكرت مصادر أمنية أن 24 مسلحا لبنانيا وفلسطينيا اعتقلوا في الاسبوع المنصرم بينهم سبعة يقال انهم اعترفوا بالمشاركة في هجمات طرابلس. وأضافت المصادر أن المعتقلين الذين لم توجه لهم اتهامات بعد حصلوا على المتفجرات من مسلح له صلات بتنظيم القاعدة في مخيم عين الحلوة بجنوب لبنان. وتابعت أن المهاجمين كانوا يسعون إلى الانتقام من هزيمة الجيش العام الماضي لجماعة فتح الإسلام وهي جماعة تستلهم فكر القاعدة في مخيم نهر البارد الفلسطيني قرب طرابلس.وقتل 430 على الاقل بينهم 170 جنديا و220 مسلحا خلال قتال دام 15 أسبوعا دمر المخيم. وذكرت مصادر أمنية أن بعض المسلحين ومن بينهم زعيمهم شاكر العبسي وصلوا إلى لبنان عن طريق سوريا.وما زالت طرابلس على حافة الهاوية على الرغم من أن اشارات المرور في شوارعها الصاخبة تزينها صور لساسة متنافسين. وسكان المدينة ومعظمهم من السنة الذين تستطيع أصواتهم تغيير نتيجة الانتخابات البرلمانية التي تجري العام القادم محاصرون في الصراع السياسي اللبناني والمرتبط هو نفسه بمنافسة أوسع نطاقا تضع إيران وسوريا في مواجهة السعودية وحلفاء آخرين للولايات المتحدة.وأشعلت المشاعر الطائفية التي أثيرت خلال هذه الصراعات القتال وهدأتها مصالحة الشهر الماضي بين السنة والعلويين الموالين لسوريا. وزاد القلق بشأن التدخل السوري الشهر الماضي بعد أن تحدث الرئيس بشار الاسد عن "قوى متطرفة" في طرابلس وأرسل قوات إلى الحدود اللبنانية في ما وصفه وزير الخارجية بأنه حملة ضد "التهريب والتخريب."وقال الشيخ داعي الإسلام الشهال وهو زعيم سلفي بارز لصحيفة الانباء الكويتية ان اي توغل سوري "سيفتح أبواب جهنم" ويخلق في لبنان بؤسا على غرار ما يعانيه العراق. والعرب السنة وهم أقلية في العراق الذي يحكمه الشيعة يمثلون احدى الطوائف الرئيسية بلبنان إلى جانب الشيعة والمسيحيين. وتراجع الخوف بشأن نوايا الاسد خاصة بعد أن أقامت سوريا علاقات دبلوماسية مع لبنان أخيرا الاسبوع الحالي منهية ستة عقود من الغموض ازاء سيادة لبنان.لكن الكثير من فصائل طرابلس الإسلامية العديدة التي تتراوح أنشطتها من العمل الخيري إلى الانشطة الدينية والسياسية والعمليات المسلحة ما زالت تشترك في العداء تجاه سوريا. ويتهم بعض رجال الدين المسلمين سوريا وإيران وحليفهما حزب الله الشيعي بمحاولة التشهير بالسنة على أنهم إرهابيون.وأشاروا إلى أن الاسد يسعى إلى كسب ود الغرب عبر تجسيد سوريا على أنها حائط صد في وجه التشدد الإسلامي. وقال الشيخ بلال البارودي إن جميع الاصوليين وغير الاصوليين في طرابلس وقفوا إلى جانب جيش لبنان ضد جماعة فتح الإسلام التي وصفها بأنها أداة في يد المخابرات السورية. وأضاف الشيخ أن هذا الوضع لا يسعد حزب الله او السوريين وقال انهم يحاولون دائما اشعال المشكلات لتجسيد طرابلس ومسلميها على أنهم ضد الجيش. وسخر من أي محاولة لمساواة السلفيين بالإرهابيين.وصرح عدة قادة سنة بأنهم شعروا باليتم منذ اغتيال رئيس الوزراء الملياردير والزعيم الوطني المرموق لهذه الطائفة رفيق الحريري عام 2005 في بيروت. كما شعر السنة هنا ايضا بالاهانة التي وجهت لابنه وخليفته سعد الحريري في مايو ايار حين سيطر حزب الله وحلفاؤه على بيروت لفترة قصيرة في استعراض للقوة. وينظر إلى أعمال العنف التي وقعت لاحقا في طرابلس على نطاق واسع على أنها محاولة لاتخاذ اجراء انتقامي من جانب السنة. لكن الإسلاميين في طرابلس أبعد ما يكونون عن الاتحاد. فالبعض يحافظ على حوار مع حزب الله ويشعر بالاعجاب من مقاومة الحزب لاسرائيل. بل ان بعض الجماعات السلفية وقعت تفاهما مع الحزب الشيعي في اغسطس اب لتتنصل منه في اليوم التالي.ووصف الشيخ بلال شعبان زعيم جماعة التوحيد وهي فصيل إسلامي حكم طرابلس لفترة إلى أن سحقه السوريون عام 1985 علاقاته مع حزب الله بالممتازة. واتهم السعودية باستغلال السنة في حرب بالوكالة ضد سوريا. وتنتشر الشائعات المتناقضة ونظريات المؤامرة بسرعة في طرابلس حيث يقول بعض رجال الدين المسلمين ان ساسة محليين وقوى خارجية تستغل المخاوف الطائفية بين السنة لاغراضها الشخصية.وقال الشيخ محمد خضر الذي وصف نفسه بأنه سلفي معارض لعنف الفصائل ان السنة ليسوا بطاقة في ايدي أي أحد وانهم لا يريدون أن يصبحوا وقودا للفتنة. وأكد الحاجة إلى أن يشجع الزعماء الدينيون على التعايش السلمي بين طوائف لبنان الثمانية عشرة وقال ان البديل هو فوضى وحرب أهلية وهو ما جربه اللبنانيون بالفعل.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
Tripoli
Tripolitan -
The liberation of Syria from the Assad dictatorship will begin from Tripoli. Tripoli will not be a Kandahar
ازمة مفتوحة
طرابلسي -
يعاني السنة في طرابلس من ازمة مفتوحة تتعلق بالانتماء العربي لغالبيتهم ومحاولة البعض من الساسة مذهبتهم لاغراض انتخابية وسلطوية فمن جهة هم يشعرون بالحقد على اميركا واسرائيل لما تفعلانه بالمسلمين والعرب وعلى هذا ففي داخلهم اعجاب كبير بالمقاومة التي يجسدها حزب الله ومن جهة اخرى يسعى بعض الطامحين الى الزعامة المحلية من الطارئين الجدد على العمل السياسي وممن لا يمتلكون الشعبية يسعون الى تأجيج الحالة المذهبية في سبيل التحشيد الانتخابي اما عن الاصولية والسلفية فلقد اشار السيد جنبلاط الى خطأ الحريري في دعمه لهذه الجماعات- لتكوين حالة مسلحة تواجه حزب الله وتنتقم لما جرى في بيروت في السابع من ايار- مما سمح للاطراف الاصولية بالتغلغل وسط حماية من اجهزة الامن التابعة للسلطة لكن تغير الظروف وعودة سوريا الى ممارسة دورها الاقليمي جعل الحريري يعيد النظر في دعمه لهذه الجماعات مما رفع الغطاء عنها وساهم وجود الوزير بارود في وزارة الداخلية في تراجع نفوذ هذه الجماعات وهذا ما يفسر القبض على الخلايا الارهابية التي وجدت نفسها من دون اي غطاء والمستقبل القريب سيشهد اعتقال الكثير من الشبكات الارهابية التي فقدت دورها ووظيفتها وخاصة بعد المصالحات اما عن ادعاء البعض ان الارهابيين ليسوا من ابناء طرابلس اوالشمال فقول مضحك فهل مسموح ان ينتج العراق وسوريا ومصر... ارهابيين وغير جائز ان يخرج من الشمال اللبناني ارهابيون يكفي اسطورة التميز والخصوصية التي يدعيها الكثيرون