رايس وبيرس في زيارة الى المكسيك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
مكسيك: تقوم وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس مطلع الاسبوع المقبل بزيارة الى المكسيك تتزامن مع زيارة نظيرها الكوبي فيليبي بيريس روكيه، لبحث موضوعي الهجرة ومكافحة الجريمة المنظمة.
وستبحث رايس "بشكل خاص التعاون بين الولايات المتحدة والمكسيك لمكافحة المجموعات الإجرامية وفقاً لمبادرة مريدا، وكذلك التعاون الثنائي لتحسين تنافسية أميركا الشمالية"، على ما صرح المتحدث بإسمها شون ماكورماك الجمعة في واشنطن.
وتنص "مبادرة مريدا"، وهي خطة مكافحة المخدرات التي أقرتها الولايات المتحدة في حزيران، على تقديم مساعدة بقيمة 1,6 مليار دولار على مدى ثلاث سنوات للمكسيك وأميركا الوسطى والكاريبي.
وأسفرت حرب دامية بين مافيات المخدرات والشرطة عن سقوط أكثر من 3800 قتيل منذ بداية العام في المكسيك بحسب تقديرات صحافية، أكثر من ألف منهم في مدينة سيوداد خواريس (شمال) وحدها.
والتحدي الكبير يتمثل في السيطرة على حركة التهريب الى الولايات المتحدة، الزبون الرئيسي لإنتاج الكوكايين العالمي المقدر ب950 طناً سنوياً ومصدره أميركا اللاتينية حصرًا.
وتتعاون واشنطن ومكسيكو بشكل وثيق في مكافحة مافيات المخدرات التي ترفض الإستسلام على ما يبدو. والإعتداء بالقنبلة اليدوية الذي أوقع ثمانية قتلى في المكسيك مساء العيد الوطني في 15 ايلول كان بمثابة "تحذير" للحكومة المكسيكية بحسب أحد منفذيه المفترضين.
وترى واشنطن بصمة المافيات في العيارات النارية والقنبلة اليدوية التي لم تنفجر والتي إستهدفت قبل أسبوع قنصليتها في مونتيري "شمال شرق".
وستصل رايس في 22 تشرين الاول الى منتجع بويرتا فالارتا على ساحل المحيط الهادىء للقاء نظيرتها المكسيكية باتريسيا اسبينوزا. ويتزامن وصولها مع مغادرة الوزير الكوبي مكسيكو بعد زيارة تبدأ في 19 تشرين الاول.
ومن المرتقب أن توقع اسبينوزا مع الوزير الكوبي بروتوكول إتفاق حول الهجرة. وهو موضوع ثنائي لكنه يهم أيضاً الولايات المتحدة لأن العديد من المهاجرين غير الشرعيين الكوبيين يحاولون عبور المكسيك للذهاب للعمل شمال ريو برافو، او ريو غراندي بالنسبة للأميركيين.
وعلى غرار تهريب المخدرات، تسبب عبور المهاجرين السريين بظهور عصابات متخصصة. فالمهاجر السري الكوبي يعتبر صفقة مربحة، خصوصاً أن بطاقة المرور يمكن أن يصل ثمنها الى 15 الف دولار وحتى أكثر من ذلك بكثير في حال خطفه للمطالبة بفدية تدفعها عائلته في ميامي. وهذا ما حصل مؤخرًا ل34 منهم تمكنوا لحسن حظهم من التخلص من قبضة خاطفيهم.
وسيحدد البروتوكول آليات "إبعاد المهاجرين الكوبيين السريين وتبادل المعلومات حول مهربي الأفراد بما في ذلك الى دول أخرى"، كما أوضحت سفارة المكسيك في كوبا.
وفي الولايات المتحدة، يسمح القانون المتعلق بالهجرة للكوبيين الذين يصلون عن طريق البر بالحصول على تأشيرة هجرة شرعية، لكنه ينص على الإبعاد الفوري الى كوبا للمهاجرين الذين يصلون عن طريق البحر. لذلك تعتبر المكسيك نقطة جذب ل"المهربين".
ومن المنتظر أن ينقل بيريس روكيه أيضاً الى الرئيس فيليبي كالديرون دعوة من نظيره راوول كاسترو للقيام بزيارة دولة الى هافانا لتكون الأولى لرئيس مكسيكي منذ زيارة فيسنتي فوكس في 2001.
وفضلاً عن مكافحة مافيات المخدرات وتهريب المهاجرين غير الشرعيين، تسجل زيارة بيريس روكيه تقدماً جديدًا في تجديد العلاقات بين مكسيكو وهافانا.
وكانت تلك العلاقات تدهورت في 2002 عندما طلب فيسنتي فوكس من الزعيم الكوبي فيدل كاسترو مغادرة قمة للأمم المتحدة نظمت في مونتيري لتفادي وجوده في الوقت نفسه مع الرئيس الأميركي جورج بوش.
وبإستقبالها رايس وروكيه، تقوم مكسيكو بمهارة بمهمة حساسة وصفها السفير الأميركي السابق في المكسيك ب"المامبو التي يرقصها ثلاثة".