بريطانيا تلاحق المواطنين " جينياًً " بأعقاب السجائر !

أشرف أبوجلالة من القاهرة: كشفت صحيفة الدايلي ميل البريطانية عن أن جهاز الأمن الداخلي البريطاني " MI5 " وشرطة البلاد قد يسمح لها بتجميع عينات جينية للأشخاص من خلال أعقاب السجائر وأكواب الشاي بصورة سرية ، في إطار مجموعة من القوانين الجديدة التي قد توسع بشكل كبير من حجم قاعدة البيانات القومية الخاصة بالحامض النووي أو كما يعرف اختصارا ً بالـ " DNA ".

وأضافت الصحيفة أن تلك القوانين الجديدة سوف تسمح للمحققين باقتحام منازل المشتبه فيهم من أجل تجميع الحامض النووي الذي من الممكن أن يشارك فيما بعد مع الحكومات الأجنبية لفحصه ومعرفة حقيقة ارتباطه بعالم الجريمة والإرهاب. وسوف تعني تلك القوانين الجديدة التي يناقشها البرلمان الآن أن العينات "المسروقة" - التي قامت الأجهزة الأمنية بتجميع الآلاف منها بالفعل - سيتم الاعتداد بها في ساحات القضاء كما أنها ستعمل علي توسيع إطار قاعدة البيانات الحكومية الخاصة بالحامض النووي.

لكن في الوقت ذاته، أكدت الصحيفة علي أن ناشطي حقوق الإنسان عبروا عن خشيتهم من أن تؤدي تلك القوانين الجديدة إلي تخزين بيانات المزيد من الأشخاص الأبرياء وقد يتم اتهامهم بدون وجه حق في بعض الجرائم أو القضايا المتصلة بالإرهاب. وقالت الصحيفة أنه قد تم أخذ تلك الخطوة علي الرغم من تنامي مشاعر الخوف بسبب الاتساع السريع في قاعدة الحامض النووي القومية المسجل بها بيانات 4.2 مليون شخص، من بينهم 473.639 شخص لم يتم إدانتهم أو تحذيرهم أو تأنيبهم في أي قضايا.

ونقلت الصحيفة عن وزير الأمن البريطاني "لورد ويست" قوله :" قد يتم أخذ عينات من الحامض النووي بدون تفويض مسبق. وخير دليل علي ذلك عندما يتخلص الشخص من سيجارته أو يتناول مشروب ما. فوقتها يمكن التقاط أي منهما سرا وأخذ العينة أو يتم الاستعانة بعنصر استخباراتي بشري للقيام بتلك المهمة وبالنسبة للشخص المراقب، يمكنه زيارة منزل المصدر ويمكن أخذ عينة من أحد الأكواب المخصصة لتناول الشاي ".

لكن المعارضون يقولون - وفقا للصحيفة - أن أخذ العينات دون إدانتهم أمر غاية في الصعوبة، حتي بالنسبة علي المختصين المتدربين. وقال دكتور هيلين والاس من جماعة "جينيووتش" للمراقبة ليلة أمس :" تؤدي تلك المجموعة من الحامض النووي إلي نشوء خطر حقيقي حول العينات الجينية التي يتم سحبها من أي شخص قد يثبت أنه ضحية أو بريء ".

أما جاريث كروسمان، مدير السياسة العامة لجماعة "الحرية" المدافعة عن حقوق الإنسان فقال :" سوف تتمكن السلطات من أخذ عينات من حامضنا النووي دون علمنا، وبدون أي سندات قانونية. فستقوم بالتحفظ عليها بغض النظر عن إذا كان الشخص مشتبها فيه أو متهما ً. كما أن ذلك سيكون بالنسبة لهم تفويضا مطلقا كي يقوموا بأخذ العينات والاحتفاظ بها إلي الأبد ".