طلبة غزة يدينون ما يجري على جامعة الأزهر

نجلاء عبد ربه من غزة: ما أن إنتهوا عناصر حركة حماس في غزة من ضرب معاقل حركة فتح في كافة الميادين، والتي كان آخرها الهجوم على أكبر عائلتين في غزة "حلّس ودغمش" وقتل أكثر من 15 مواطناً من العائلتين، حتى تتجه صوب معقل آخر، بحسب ما يقول الطالب وائل (20 عاماً) من جامعة الأزهر بغزة. وأضاف الطالب وائل لإيلاف "منذ بداية الإقتتال بعد فوز حركة حماس في إنتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني مع بداية عام 2006، تدور بين الفينة والأخرى إشتباكات بين طلبة الجامعة الإسلامية التي تسيطر عليها حركة حماس، وبين طلبة جامعة الأزهر التي تسيطر عليها حركة فتح، إلى أن وصل الأمر هذه المرة لإقتحام عدد من المسلحين جامعتنا بالقنابل والأسلحة، وضربوا الطلبة والطالبات، وأعتدوا على المحاضرين وأساتذة الجامعة دون خجل. الإشكالية الأساسية مع جامعة الأزهر التي تعد معقلاً جامعياً لحركة فتح هي تلاصقها تماماً مع الجماعة الإسلامية التي تعبر معقلاً لحماس. فيعد سيطرة حماس على قطاع غزة بتاريخ 14/6 من العام الماضي، تحاول حركة حماس حمسنة قطاع غزة بالكامل من خلال سيطرتها على كافة مناحي الحياة التعليمية والصحية والإجتماعية وغيرها داخل القطاع، ومن ضمنها جامعة الأزهر. وكان عميد شؤون الطلبة في جامعة الأزهر رياض العيلة أكد أن طلاب الكتلة الإسلامية التابعة لحركة حماس اقتحموا الجامعة وقاموا بتحطيم وتكسير المكاتب الإدارة في الجامعة، والقوا قنابل صوتية أثناء الاقتحام، وخطفوا سبعة طلاب على الأقل. وأوضح أن "الشرطة في غزة (التابعة لحكومة حماس) والتي جاءت متأخرة قامت بإخلاء الطلاب من الجامعة"
ودارت اشتباكات على مدار الأسبوع الماضي بين طلاب من الكتلة الإسلامية التابعة لحركة حماس وبين طلاب من الشبيبة الفتحاوية التابعة لحركة فتح، على خلفية فصل أربعة طلاب من الكتلة ثبتت مشاركتهم في اقتحام الجامعة قبل نحو شهرين، إضافة لفصل أربعة آخرين من طلاب حركة فتح في الجامعة ذاتها على خلفية اعتداءات مشابهة. وكان بيانٍ للكتلة الإسلامية قد أكد أن أبناء الكتلة نظموا اعتصاما طلابياً صامتاً أمام جامعة الأزهر مطالبين بحقوقهم المسلوبة، خصوصا إرجاع الطلاب المفصولين، مشيرا إلى أن الاعتداء على طالبة من الكتلة، استفز أبناء الكتلة والطلاب للدفاع عنها..
وأضاف بيان الكتلة إن عدد من طلاب الشبيبة الفتحاوية في الجماعة "القوا بعض قنابل الصوت وشرعوا بأيديهم يكسرون أثاث الجامعة ويعتدون على الطلاب وأبناء الكتلة الإسلامية
وقالت الطالبة مريم " تهجم عناصر من الأمن الداخلي التابع لحركة حماس على طلاب وطالبات الجماعة كان بشكل مرعب". وأضافت "لم يفرقوا بين الشباب والبنات، فقد إستخدموا الهراوات والجنازير وضربوا جميع الموجودين داخل الحرم الجامعي، دون تفريق سواء بنت أو شاب"، مشيرةً إلى أنها تعرضت للضرب بعصا على جسدها.
وأضافت مريم "من العيب في أي مجتمع مسلم أن تتعرض الفتاة لأي أنواع الضرب أو الإهانة، لكن ما تفعله الشباب من حركة حماس، بعيداً كل البعد عن أية أخلاق، فالبنت خط احمر عند الجميع، لا يجب أن تهان مهما كانت الأسباب، لكن عند حماس كل شيءٍ مباح".
وقالت زميلتها الطالبة هداية " ليس هناك من أحد فوق القانون لان للجامعة قوانينها وأنظمتها كما للمجتمع قوانينه التي تنظم علاقات الأفراد وعلاقات الفرد بالمجتمع، ولهذا فان الجانب القانوني غير مسموح بتجاوزه مهما كانت الأسباب والدوافع مع حق أي طالب أو طالبة في تقديم طلب إعادة النظر بأي قرار صدر بحقه إذا كان على حق والقانون بجانبه".
وتشير الطالبة ميساء إلى أنها تحمل الكثير من العتاب والاستغراب في آن واحد على الجامعة الإسلامية سواء مجلس أمناء ورئيس جامعة والطواقم الأكاديمية، وحتى الطلاب والطالبات. وقالت "يجب أن يعلوا صوتهم حفاظا على المؤسسات التعليمية الأكاديمية وحفاظا على جارتهم جامعة الأزهر الملاصقة لهم وما بين الجامعتين من علاقات زمالة وعلاقات أكاديمية وإدارية".
وأضافت "يجب الحفاظ على استمرار المسيرة التعليمية". وتساءلت: هل يقبل أحد أن يحدث داخل الحرم الجامعي للجامعة الإسلامية كما حدث بجامعة الأزهر؟؟ لا اعتقد أن هناك من يقبل بتخريب العملية التعليمية". وأوضحت الطالبة ميساء "إن كافة الأطر الطلابية تعامل بشكل متوازن وعادل وليس هناك فرق بين طالب وآخر إلا بمدى التزامه بقوانين وأنظمة الجامعة، ولذلك فان حق الجامعة في الحفاظ على هيبتها ومكانتها واستمرار الدراسة بأجواء مستقرة، هو حق مقدس كما أن حقنا نحن الطلبة والطالبات أن نذهب وان نعود وان نجلس على مقاعد الدراسة داخل الجامعة بكل هدوء واستقرار وان لا يزعجنا أي أعمال مهما كان مصدرها".
وتساءل الطالب محمد من جامعة الأزهر، ألا يكفينا ما يحدث لنا في قطاع غزة من حصار وإغلاق أطاح بطموحاتنا وأحلامنا، فنُخرّب المسيرة التعليمية بأيدينا!!؟ وشهدت الجامعة الإسلامية في غزة، اعتصاما داخل الحرم الجامعي المركزي، وأقيمت خيمة تضامن أمّها المئات من الفعاليات الشعبية ومراكز حقوق الإنسان وموظفو الجامعة، استنكارا وتنديدا بالاعتداء الآثم الذي تعرضت له جامعة الأزهر بغزة أمس، من طلبة 'الكتلة الإسلامية' التابعة لحركة حماس,. وعبّر الدكتور محمد أبوحميدة عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية في كلمة له عن احتجاجه واستنكاره للأحداث المؤسفة التي وقعت في جامعة الأزهر. وقال " نرفض كافة أشكال العربدة والاستقواء بالأمر الواقع لإدارة الجامعة ومجلس أمنائها وأساتذتها الأجلاء وطلبتها". وأضاف د. أبو حميدة: " عيوننا تشخص نحو ما يجري في القاهرة من مساع جادة لرأب الصدع ولم الشمل وإنهاء حالة الانقسام البغيضة التي فرقت أبناء البيت الواحد"، معتبراً أن الاعتداء على الجامعة شكّل صفعة قاسية لكل المساعي التي تبذل من أجل تجاوز محنتنا، وخطوة جديدة نحو تعميق الانقسام والفرقة بين أبناء الشعب الفلسطيني. وأشار الدكتور أبو حميدة إلى إن زج المؤسسات التعليمية والأهلية في خلافات سياسية إنما هو أمر خطير وتجاوز لكل الخطوط الحمراء وعبث بمستقبل أبنائنا وحلمهم الذي طالما حلموا به، مؤكدا أن جامعة الأزهر ليست حكرا على فئة دون الأخرى، وإنما هي واحة علم تتسع لكل أبناء الشعب الفلسطيني بكل أطيافه وألوانه وانتماءاته، لذلك لا يحق لأحد مهما كانت الأسباب أن ينال من هيبة هذه الجامعة واستقرارها ومواصلة مسيرتها المقدسة. وكان القيادي في حركة فتح إبراهيم أبو النجا، أكد أن ما حدث في جامعة الأزهر يعكس حجم حالة الانفلات الموجود في قطاع غزة، ويعمق هوة الانشقاق، ويعكس أحقادا دفينة تخص أشخاص معينين لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتم توجيهها إلى منظومة تعليمية برمتها، بل يجب حلها خارج المؤسسات التعليمية، مناشدا كافة القوى الوطنية التدخل الفوري لحماية جامعة الأزهر التي شهدت اعتداءات متكررة وغير مبررة.