أخبار

ماض عائلي يطارد رئيس الوزراء الياباني

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

سول: يتذكر روه وون بيك الذي شاب شعره ويبدو الحزن على عينيه المسنتين سنوات قضاها ابان الحرب العالمية الثانية حين كان يكدح في منجم للفحم امتلكته أسرة رئيس الوزراء الياباني تارو اسو. وقال روه الذي كان بين اكثر من عشرة الاف كوري أجبروا على العمل في منجم عائلة أسو منذ عام 1939 وحتى عام 1945 "قتل وأصيب كثيرون اثناء العمل. انا هنا حي وأتحدث لكن هذا لانني كنت محظوظا بما فيه الكفاية لانجو من مخاطر جمة."

وكان اسو الذي تولى رئاسة وزراء اليابان في سبتمبر ايلول طفلا اثناء الحرب العالمية الثانية حين استغلت شركة التعدين الخاصة بأسرته عمالا يعملون بالسخرة كان الجيش الياباني يقوم بجمعهم. لكن على الرغم من الظروف ومرور الوقت يشعر الكثير من الكوريين بالغضب من ماضي اسو.

ويأتي هذا الوضع في وقت تشهد فيه العلاقات بين الدولتين توترا بسبب نزاع على مجموعة من الجزر الخاوية يعود الى احتلال اليابان لشبه الجزيرة الكورية بين عامي 1910 و1945 إلى جانب حالة من الغضب بشأن مجموعة من الكتب المدرسية يقول الكوريون انها تتجاهل الماضي العسكري لليابان.

وقال بارك هونج يونج استاذ العلوم السياسية بجامعة تشونجباك "ربما يكون تقبل تاريخ عائلة اسو صعبا على البعض ويمكن أن يثار اذا ظهرت عوامل استفزازية أخرى على السطح في العلاقات بين كوريا الجنوبية واليابان."

وما زالت تصرفات اليابان في كوريا ومن بينها تشغيل العمال بالسخرة واجبار النساء على العمل كغانيات في بيوت للدعارة على الجبهة للترفيه عن جنودها ومصادرة الممتلكات خلال احتلالها لشبه الجزيرة الكورية تؤثر على العلاقات بين كوريا واليابان بعد مرور اكثر من 60 عاما على الحرب.

ويعتقد محللون أن اسو كرئيس للوزراء سيحاول تجنب اثارة التوتر في العلاقات مع كوريا الجنوبية والصين ودول أخرى عانت تحت الاحتلال الياباني. وقال لي مون وو الخبير في العلاقات بين كوريا واليابان "لا أتوقع اثارة القضية المتعلقة بمناجم اسو على جدول الاعمال الدبلوماسي بين كوريا الجنوبية واليابان."

وبعيد توليه رئاسة الوزراء التزم اسو علنا بالاعتذار العلني المهم الذي قدمته الحكومة عام 1995 عن تصرفاتها ابان الحرب. كما ألمح الى أنه سيتجنب زيارة ضريح ياسوكوني لقتلى الحرب بطوكيو الذي تعتبره بكين وسول رمزا للعدوان العسكري الياباني فيما مضى. وقال اسو ردا على سؤال عن أسرى الحرب الذين أجبروا على العمل في مناجم أسرته "كنت في الخامسة او السادسة من العمر عند انتهاء الحرب العالمية الثانية وكفرد بصراحة ليس لدي أي ذكريات على الاطلاق."

غير أن لجنة حكومية من كوريا الجنوبية تحقق في استغلال العمال الكوريين بالسخرة اثناء الحرب ربطت بشكل مباشر بين اسو والشركة التي كانت سبب ثرائه. وذكرت اللجنة الكورية الجنوبية لتقصي الحقائق عن الحشد القسري ابان الامبريالية اليابانية في تقرير صدر في سبتمبر ايلول وحصلت رويترز على نسخة منه "لان مناجم الفحم كانت جزءا من تجارة العائلة يجب ان يكون مفهوما أن له علاقة وثيقة بالمناجم."

وتلاشت أعمال التعدين الخاصة بعائلة اسو. ومع تلاشيها ازدهرت شركات أخرى من مجموعة اسو مثل اسو للاسمنت التي أدارها تارو اسو منذ مايو ايار عام 1973 الى ديسمبر كانون الاول عام 1997 وفقا للسيرة الرسمية لرئيس الوزراء. وفي عام 2004 غيرت الشركة اسمها الى لافارج اسو للاسمنت بعد اندماجها مع مؤسسة فرنسية.

وقال كازوو كوداما المتحدث باسم وزارة الخارجية اليابانية في رد على افتتاحية لصحيفة نيويورك تايمز مؤخرا "كوزير للخارجية قوى السيد اسو الشراكة المتكافئة لليابان مع الصين وكوريا الجنوبية." ويقول وليام اندروود المؤرخ المتخصص في العمالة بالسخرة ان عائلة اسو لها سمعة بالمعاملة الوحشية فضلا عن معدل مرتفع من فرار العمال مقارنة بمناجم أخرى. وتشير وثائق ترجع الى هذه الفترة ومؤرخون وأشخاص عملوا في المناجم الى أن الكثير من العمال لاقوا حتفهم بسبب قلة الطعام والضرب والعمل اكثر من طاقتهم.

ويوافق عامل المنجم السابق روه على هذا. فقد ذهب للعمل في منجم عائلة اسو طوعا عام 1941 بعد أن رأى اعلانا يطلب عمالا في كوريا معتقدا أن هذا هو السبيل الى الهروب من الفقر في الوطن. ووقع عقدا مدته عامان وعند انتهائه لم يسمح له بترك المناجم. وحاول الفرار بسبب الظروف التي كانت تهدد الحياة لكن تم الامساك به واعادته.

ويشعر روه الذي يمتليء جسده بالندبات والبقع بسبب العمل في المناجم بأنه جزء من فصل في طريقه الى التلاشي من التاريخ. وأضاف "الموتى لا يتكلمون وما عاد أحد يعبأ بما اذا كنت غاضبا ام لا."

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف