تشيكيا الثالثة أوروبيا في تدفق الأجانب إليها
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الياس توما من براغ: بدأت تشيكيا تتحول إلى دولة " عظمى " بين دول الاتحاد الأوروبي السبعة والعشرين في مجال استقطاب المهاجرين الأجانب لكن ليس استنادا إلى عدد الأجانب المتدفقين إلى البلاد وإنما استنادا إلى أن عدد القادمين الأجانب للعمل والعيش فيها يزيد بنحو 84000 نسمة عن عدد التشيك الذين غادروا البلاد للعمل في الخارج الأمر الذي يجعل تشيكيا في هذا المجال تحتل المرتبة الثالثة أوروبيا .
وتشير المعطيات الحديثة لمكتب الإحصاء الأوربي أن أسبانيا تتصدر دول الاتحاد الأوروبي في عدد المهاجرين الذين يقصدونها للعمل أو لطلب حق اللجوء فيها حيث استقر فيها العام الماضي 750 الف مهاجر زيادة عن عدد الأسبان الذين غادروا البلاد إلى الخارج تلتها ايطاليا حيث كان الفارق بين القادمين والمغادرين 490 ألفا أما تشيكيا فقد حلت بالمرتبة الثالثة بين دول الاتحاد الأوروبي .
وترى وزارة الداخلية التشيكية بان هذا الأمر لا يشكل مفاجأة لان البلاد ليست منغلقة من جهة ولان الأجانب يقصدونها بشكل متنامي في إطار ارتفاع الدخل ومستويات المعيشة فيها من جهة وإمكانية إيجاد فرص عمل فيها بشكل سهل من جهة أخرى . ويؤكد مكتب الإحصاء المركزي التشيكي دقة معلوما مكتب الإحصاء الأوربي حيث تشير السيدة ميخاييلا نييميتشكوفا إلى أن 104000 أجنبي هاجروا إلى تشيكيا رسميا العام الماضي فيما غادر تشيكيا 20500 مواطنا للعمل في الخارج مؤكدة أن عدد القادمين يشمل الأجانب الذين طلبوا الإقامة الطويلة الأمد والأجانب الذين كان لديهم تأشيرات دخول صالحة لفترة تزيد عن 90 يوما وأيضا الذين طلبوا حق اللجوء في تشيكيا .
من جهته اعتبر الناطق الصحفي باسم وزارة العمل والشؤون الاجتماعية التشيكية ييرجي سيزميسكي أن هذه المعطيات الجديدة تعتبر رسالة واضحة لدول مجاورة مثل النمسا وألمانيا أن التشيك لا يشكلون تهديدا لسوق العمل لديها وبالتالي فليس هنالك من أي مبرر لاستمرار العمل بحظر عمل اليد العاملة التشيكية في هذين البلدين حتى الآن .
و لا يمثل ميل كفة ميزان القادمين على المغادرين إلى ومن تشيكيا مؤشرا على أن عدد المهاجرين إلى تشيكيا هو من بين الأعلى في إطار الاتحاد الأوربي فألمانيا مثلا وصلها 635 ألفا من المهاجرين العام الماضي أي أكثر بستة مرات من تشيكيا غير أن عدد الألمان الذين تركوا بلادهم للعمل في الخارج ولاسيما في النمسا كان بالمقابل قريبا من الرقم الذي سجل لهجرة الأجانب إليها .
ويستدل من مقارنة عدد الذين هاجروا إلى ألمانيا وعدد الذين غادروها للعمل في الخارج بان الفارق كان 48000 ألفا لصالح عدد المهاجرين إليها الأمر الذي يشكل نصف العدد الذي سجل لهجرة الأجانب إلى تشيكيا .
إلى ذلك أكدت المعطيات الجديدة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية التشيكية أن 147000 أجنبي من دول الاتحاد الأوربي السبعة والعشين يعملون الآن في تشيكيا في حين لا يعمل من التشيك في دول الاتحاد سوى نحو 70000 تشيكي .
وتؤكد الوزارة انه لم يتم تسجيل أي هجرة جماعية كبيرة من تشيكيا إلى دول الاتحاد حتى في الفترة التي كانت فيها الفروق في الرواتب والدخل كبيرة أما الآن فان احتمالات حدوث تغييرات في هذا المجال تعتبر ضعيفة جدا بالنظر لارتفاع مستوى المعيشة والدخل وتعزيز الكورون قوته بشكل ملموس وبالتالي لم يعد العمل في الخارج مغريا كثيرا بالنسبة للتشيك .