إنهيار باكستان وأزياء بالين في الصحافة البريطانية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لندن: تنوعت اهتمامات الصحف البريطانية بالشؤون الدولية وتناولت الأوضاع في باكستان وأفغانستان وانتخابات الرئاسة الأميركية. ونبدأ جولتنا مع الإندبندنت التي تصدر صفحتها الأولى تقرير عن تطورات الوضع المتأزم سياسيا واقتصاديا وأمنيا في باكستان.
فتحت عنوان "باكستان على حافة الهاوية" رصد مراسلو الصحيفة مظاهر الأوضاع التي تنذر على حد وصفهم بحالة فوضى في البلاد.
وقال تقرير الإندبندنت أن باكستان تقع تحت ضغط أميركي لتصعيد العمليات العسكرية ضد المسلحين من أنصار حركة طالبان وتنظيم القاعدة في منطقة القبائل المتاخمة للحدود الأفغانية وهي معركة أدت بحسب التقرير إلى فرار 200 ألف شخص إضافة إلى مواجهات تنذر بحرب أهلية بين الباكستانيين
وأضاف التقرير أن ما زاد من حدة التوتر الضغوط الداخلية على الحكومة لإتباع سياسة مستقلة ترفض الضغوط الأميركية لدرجة ان البرلمان تبنى قرارا يحث على إجراء حوار مع" المتطرفين".
ونقلت الصحيفة عن عمران خان لاعب الكريكيت السابق واحد قادة أحزاب المعارضة حاليا قوله إن " الحرب في منطقة القبائل" جعلت نحو مليون باكستاني يحملون السلاح بينما يقدر عدد مسلحي القاعدة في هذه المنطقة ما بين 800 إلى 1200 فقط.
وأضاف خان أن ما يحدث هو أفضل هدية قدمها الرئيس الأميركي جورج بوش إلى تنظيم القاعدة.
كما نقلت الاندبندنت تحذيرا من الاستخبارات الأميركية من أن تجديد العمليات المسلحة تزامنا مع حالة عدم استقرار سياسي وأزمة اقتصادية خانقة وأزمة الطاقة التي جعلت أجزاء كبيرة من البلاد تغرق في ظلام دامس كل ذلك يهدد بوضع البلاد على حافة الهاوية وهي الدولة التي تمتلك سلاحا نوويا.
وأشارت الصحيفة إلى تسريب محتوى رسالة موقعة زعيم حزب الرابطة الإسلامية نواز شريف يقر فيها بأن البلاد تمر بأسوأ أزمة في التاريخ.
اما مظاهر الاأزمة الاقتصادية فتتجلى في تضاعف أسعار المواد الغذائية الأساسية وفقدان العملة نحو ثلث قيمتها خلال عام واحد فقط ويقول عمران خان" إن أسوأ ما في الأمر إنه لايوجد في المستقبل المنظور حل سواء في الحرب على الإرهاب أو في الجانب الاقتصادي". وبينما تشيد الولايات المتحدة بالعمليات العسكرية التي تشنها حاليا القوات الباكستانية في المناطق المتاخمة للحدود الأفغانية ينقل لنا تقرير الإندبندنت بعض الأرقام عن الصراع في هذه المناطق.
وذكر التقرير أن التفجيرات الانتحارية تتم بشكل شبه يومي ، ومنذ يوليو/تموز 2007 وقع مئة تفجير قتل فيها 1200 شخص بينما نشر الجيش الباكستاني 120 ألفا من قواته في هذه المناطق.
ونقلت الصحيفة عن تقرير للاستخبارات الباكساتانية يؤكد ان في الأشهر الستة الأولى من العام الحالي قتل في تفيجرات انتحارية بباكستان عدد أكثر من قتلوا في العراق وأفغانستان.
الغارات الأميركية
ومن الموضوعات التي نالت اهتمام الصحف البريطانية الغارة الأميركية التي طودت الأربعاء بحياة تسعة أفغان.
فقد ذكر مراسل التايمز في كابول توم كوجلان ان وزارة الدفاع الأفغانية انتقدت هذه الغارة وقالت إن مثل هذه الحوادث تضعف الروح المعنوية داخل الجيش الأفغاني الذي تقوم القوات الأميركية بتدريب معظم عناصره.
وأوضح مراسل التايمز ان تزايد حوادث مقتل أفغان مدينين وعسكريين في هجمات للقوات الأميركية يثير التوتر في العلاقة بين قوات التحالف والقوات الأفغانية.
وذكر مراسل التايمز نقلا عن مسؤول محلي في المنطقة التي وقع بها الهجوم في إقليم خوست شرقي البلاد ان المروحيات الأميركية دمرت موقعا للجيش الأفغاني في منطقة دوانا ماندا في الإقليم.
كما أكد حاكم الأقليم أرسلا جمال للتايمز أن الهجوم جاء في إطار سلسلة من العمليات الأميركية التي قال إنها وضعت مقاتلي طالبان في موقف دفاعي أثناء عمليات تسجيل أسماء الناخبين استعدادا للانتخابات العام القادم.
و ذكرت التايمز أن القوات الأميركية عادة ما تنسق عملياتها مع الجيش الأفغاني وأن حوادث القتل الخطأ عادة ما كانت تصيب المدنيين والشرطة. وأضاف التقرير نقلا عن قائد بالجيش الأفغاني انها المرة الأولى التي تصيب فيها القوات الأميركية بالخطأ عناصر الجيش الأفغاني.
ثم رصد التقرير أبرز حوادث قتل المدنيين في هجمات أميركية والتي كان أبرزها في أغسطس/آب الماضي حيث قتل نحو 90 مدنيا في غارة على قرية غربي البلاد.ونقلت التايمز عن تقارير الأمم المتحدة ان 393 مدنيا قتلوا في ضربات جوية لقوات التحالف في الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي.
سارة بالين
وإلى تطورات حملة انتخابات الرئاسة الأميركية حيث اهتمت الصحف البريطانية بآخر الأنباء عن سارة بالين حاكمة آلاسكا المرشحة نائبة للرئيس مع المرشح الجمهوري جون ماكين.
ففي حين اهتمت التايمز والغارديان بتسليط الأضواء على النفقات الباهظة لأزياء بالين والتي وصلت إلى نحو 37 ألف دولار في الأسبوع ذكرت الديلي تلغراف أن بعض قيادات الحزب الجمهوري بدأت تتحمس لفكرة ترشيح حاكمة آلاسكا لرئاسة الولايات المتحدة في الانتخابات القادمة عام 2012.
وأوضح توبي هارندن مراسل الصحيفة في ميامي بولاية فلوريدا أن هذا التوجه سائد لدى العناصر الأكثر محافظة داخل الحزب.
وأبدى احد هؤلاء اقتناعه بأن جون ماكين سيخسر الانتخابات التى ستجرى في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وقال هذا القيادي لمراسل الديلي تلغراف إن الحزب الجمهوري يعاني من انقسامات ويحتاج شخصية مثل سارة بالين من خارج العاصمة واشنطن تتولى عملية الإصلاح من الداخل وتخاطب تطلعات الأميركيين العاديين.
ويبدو بحسب تقرير المراسل ان سارة بالين تحاول أن تنأى بنفسها عن مسار حملة ماكين وتسعى لتأكيد استقلاليتها التي تؤهلها إلى الترشح إلى الرئاسة وهو سيناريو مكرر لما قام به الديمقراطي جون إدواردز حينما كان مرشحا لمنصب نائب الرئيس مع جون كيري عام2004.
وأوضح التقرير أن سارة بالين اكدت مرارا أنها ستتبع استراتيجية أشد هجوما على باراك أوبما ولكنها في الوقت نفسه تنأى بنفسها عن استراتيجية حملة ماكين خاصة المكالمات الهاتفية المسجلة التي تهاجم بشدة المرشح الديمقراطي باراك أوباما.
كما أشار مراسل الديلي تلغراف إلى أن بالين تختلف مع ماكين بشأن موقفه تجاه باكستان وكوريا الشمالية ومسالة التنقيب عن النفط في ألاسكا.
ويقول توبي هارندن إن بالين أبدت أيضا امتعاضا من طريقة تعامل مستشاري حملة ماكين معها فقد أبعدوها عن أضواء الإعلام في البداية بزعم ضرورة الاستعداد لذلك ثم رتبوا لها مقابلات مع شبكات تلفزة اعتبرتها حاكمة آلاسكا كارثية.
ولذلك يخشى بعض الجمهوريين من أن تكون سمعة بالين قد تضررت بصورة لايمكن علاجها في اوساط الناخبين المعتدلين الذين يحتاجهم المعسكر الجمهوري للفوز بالانتخابات.