قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
نجلاء عبد ربه من غزة: لا تزال ذكري إنطلاق أول صاروخ فلسطيني محلي الصنع على مدينة سديروت الإسرائيلية، المحاذية للحدود مع قطاع غزة، عالقة في أذهان الفلسطينيين والإسرائيليين معاً. وبدا أول صاروخ أطلقته كتائب عز الدين القسام التابعة لحركة حماس في أكتوبر من العام 2001، محط أنظار المهتمين بالشأن الأمني في المنطقة برمتها. وشكك العديد منهم حول جدوى تلك الصواريخ التي كانت تُطلق بعشوائية مع بداية أول صناعتها داخل قطاع غزة، في ظل الرد الإسرائيلي العنيف والمؤلم جداً من الطيران الحربي أو من خلال جنازير الدبابات التي إجتاحت المناطق الحدودية بهدف منع إطلاق تلك الصواريخ، ودمرت كل ما هو أمامها. ومع إدراك القيادة العسكرية الإسرائيلية بتطوير صناعة الصواريخ الفلسطينية، لتصل مدينة أشكلون (المجدل)، مدينة إسرائيلية إستراتيجية، دخلت الحرب بين الاسرائيليين والمقاومة الفلسطينية مرحلة جديدة من التصعيد المتبادل. واستشهد حوالي (5500) فلسطيني من بينهم قادة من الصف الأول في عدد من القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية من بينهم الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي حوصر لثلاثة أعوام داخل مكتبه في رام الله، واحمد ياسين مؤسس حركة حماس وأبو علي مصطفى أمين عام الجبهة الشعبية، وأصيب أكثر من ثلاثين ألفا من الفلسطينيين، واعتقل عشرات الآلاف من بينهم قيادات بارزة وبدأت كتائب القسام في صناعة صواريخ من نوع قسام 1، تلاها بالأرقام إثنان وثلاثة. الأمر ذاته أنطبق على سرايا القدس التابعة للجهاد الإسلامي في تصنيع صواريخ يحمل نفس الأرقام بإسم السرايا، وكذلك الأمر عند كتائب الأقصى التابعة لحركة فتح، وألوية الناصر صلاح الدين التابعة للجان المقاومة الشعبية. وطوال ثماني سنوات من عمر إنتفاضة الأقصى التي إندلعت شرارتها بسبب دخول زعيم المعارضة الإسرائيلي آنذاك "ارئيل شارون" إلى باحات المسجد الأقصى بحراسة من قوات الجيش والشرطة الإسرائيلية، متحدياً مشاعر الفلسطينيين المتأججة بعد جولة فاشلة من المفاوضات في كامب ديفيد. وتنافست الفصائل المسلحة الفلسطينية المختلفة في تطوير تلك الصواريخ، حتى بات معظمهم يمتلك عشرات الصواريخ التي تهدد المدن الإسرائيلية المحاذية للحدود مع قطاع غزة على وجه التحديد ودافعت حركتي حماس والجهاد الإسلامي بقوة عن الإنتقادات المحلية والعربية والدولية ضد تلك الصواريخ التي وصفوها بالعبثية، وقالوا "إنها تخلق ذريعة للجيش الإسرائيلي بإرتكاب مجازر بحق الفلسطينيين وتدمير آلاف المنازل والمزارع الفلسطينية. لكن حركة حماس قالت "إن الصواريخ أدت إلى توازن رعب في معادلة الصراع" وعلى الرغم من قدرة الفلسطينيون في صناعة تلك الصواريخ إضافة للعبوات الناسفة والمتفجرات بشكل عام، إلا أن أعطاباً قاتلة خلال تلك الصناعة، أدت إلى قتل العشرات ممن يصنعون تلك المتفجرات، إضافة لعدد كبير من ذويهم، سيما وأن المصانع توجد غالباً في أحياء سكنية. ويتخوف القادة العسكريون الإسرائيليون من قدرة حماس التي فاقت توقعهم من حيث الصناعات المحلية التي طورتها وحدة الهندسة التابعة لحماس، بعد تلقيها تدريبات خارجية في الآونة الأخيرة، فضلاً عن قيام حماس ببناء عشرات أو مئات الأنفاق تحت أرض قطاع غزة بالكامل. وأعتبرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أنه "في حال انهيار التهدئة ودخول الجيش الإسرائيلي إلى عمق غزة، فإن هذه الأنفاق ستضم آلاف المقاتلين الذين سيحاولون إلحاق خسائر كبيرة بالقوات الإسرائيلية". وبحسب المحلل العسكري الإسرائيلي في الصحيفة فإن "الأنفاق في داخل المدن أعدت لتمكين عناصر حماس من التحرك من شارع إلى شارع تحت الأرض، لمفاجأة الجيش الإسرائيلي كل مرة من مكان مختلف". وتوعدت كتائب القسام التابعة لحماس قبل يومين، في حال إنهيار التهدئة، بإلحاق خسائر فادحة عند الإسرائيليين، دون الإشارة لآلية العمل.