أخبار

روسيا تراقب الإنتخابات الأميركية وتأمل بفوز أوباما

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


موسكو:
يراقب الروس عن كثب وبإهتمام شديد مجريات الحملة الإنتخابية الأميركية ولا يخفون أملهم في أن تتوج هذه الحملة بإنتخاب مرشح الحزب الديموقراطي باراك أوباما. وتأمل موسكو أن يؤدي فوز أوباما إلى التخلص من التركة الثقيلة التي خلفتها الادارة الاميركية الحالية على مجمل العلاقات الروسية الاميركية. ويرى الروس في فوز اوباما المحتمل فرصة لتفادي مزيد من تعقيد في العلاقات الثنائية لابد من وقوعه في حال فوز مرشح الحزب الجمهوري جون ماكين.

ويعتقد رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الدوما الروسي قسطنتين كوساتشوف ان ماكين قضى حياته في مقارعة الشيوعية وهو لا يفرق بين الاتحاد السوفياتي وبين روسيا المعاصرة. ويضيف رئيس قسم الدراسات الروسية في معهد الامن الدولي نيقولاي زلوبين ان ماكين سيعمل في حال فوزه على تصعيد نهج المجابهة التقليدية مع روسيا في مختلف المجالات بما في ذلك محاولة طردها من مجموعة الدول الثماني الكبرى.

واعرب زلوبين عن رايه بان اوباما قادر على فتح افاق جديدة لتطوير العلاقات مع موسكو لانه لا يعاني من عقلية الحرب الباردة ويطمح باقامة نظام عالمي جديد ويسعى للتغيير. وحقيقة فان موسكو تطمح بان تفتح صفحة جديدة مع الادارة الاميركية الجديدة في حال فوز اوباما لمعالجة قضايا جوهرية لا تمس العلاقات الثنائية فقط بل والامن والاستقرار الدوليين مثل مشكلة الدرع الصاروخية الاميركية في اوروبا ومخاطر توسع حلف شمال الاطلسي (ناتو) ومصير معاهدة تصفية الاسلحة الاستراتيجية التي ينتهي العمل بها العام القادم وافاق الاتفاق على تفعيل معاهدة القوات التقليدية في اوروبا اضافة الى ازالة التحفظات الامريكية على تطوير التبادل التجاري مع روسيا ورفع العقوبات المفروضة على عدد من الشركات والمؤسسات الروسية.

ولهذا يعتقد زلوبين ان مرشح الرئاسة اوباما والرئيس دميتيري ميدفيديف سيكونان بحاجة لبعض الوقت من اجل جس النبض لاسيما ان الديموقراطيين اعتادوا على التمادي في نقد الاوضاع الداخلية في روسيا.

وبالرغم من الفتور الذي اصاب العلاقات الروسية الاميركية في اعقاب الحرب بين روسيا وجورجيا في اغسطس الماضي يرى مدير معهد التقييمات الاستراتيجية سيرغي اوزبتشيف ان ادارة اوباما ستبني علاقاتها مع موسكو على اساس الشراكة. وبرر الخبير الروسي اعتقاده بان اوباما يدرك بان اصلاح المؤسسات العالمية ذات الصلة بالازمة العالمية المالية والاقتصادية يتطلب اقامة علاقات شراكة مع روسيا.

من جانبه توقع رئيس صندوق اسيا واوروبا الجديد اندريه كورتونوف ان يشكل اوباما تحديا لروسيا بالرغم من ان العمل معه سيكون "ممتعا" بالنسبة للقيادة الروسية. واعرب الخبير الروسي كورتونوف عن اعتقاده بان موسكو تواجه لاعبا سياسيا ذا عقلية جديدة وعليها ان تكون مستعدة لمجاراة الافكار والمبادرات التي سيطرحها من خلال اعتماد نهج سياسي وديبلوماسي جديد.

وبالرغم من التفاؤل الذي تبديه الدوائر السياسية الروسية حيال احتمال فوز اوباما يسود اعتقاد وسط المراقبين السياسيين بان ازمة العلاقات الروسية الاميركية لم تنشا نتيجة التباين في اداء الادارات الاميركية المختلفة بل لاسباب موضوعية فرضها تطور الاحداث على الساحة الدولية. ويعتقد هؤلاء المراقبون انه يتعين على الادارة الامريكية ان تنظر بعين التفهم الى المصالح الروسية اقليميا وعالميا اذا كانت راغبة في ايجاد مخرج لازمة العلاقات الثنائية مع موسكو.

ويضيف المراقبون ان روسيا التي استعادت الكثير من القدرات الاقتصادية والسياسية والعسكرية تريد ان تعيش في عالم متعدد الاقطاب وتسعى لاقامة منظومة امنية موحدة في القارة الاوروبية وتعمل من اجل الذود عن مصالحها في مناطق نفوذها التقليدية في الاطار الجغرافي السوفياتي السابق وابعاد البنية العسكرية لحلف الناتو عن حدودها. وبالطبع فان العلاقات الروسية الاميركية سوف تتطور اذا ابدت الادارة الاميركية استعدادا لمراعاة الهواجس الروسية واذا ما اخذت مصالح روسيا بعين الاعتبار.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف