معركة تحسين صورة أميركا تنتظر الرئيس المقبل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
نورفولك (فرجينيا): يواجه الرئيس الأميركي القادم قائمة مثقلة من تحديات السياسة الخارجية من الحرب في أفغانستان والعراق والأزمة المالية العالمية إلى الحاجة لتحسين صورة البلاد السيئة على الساحة الدولية. وتطاحن المرشح الديمقراطي باراك اوباما والجمهوري جون مكين بشأن الضرائب والرعاية الصحية وقضايا داخلية أخرى مع اقتراب الانتخابات الرئاسية التي تجري في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني مما دفع قضايا مثل الازمة النووية الايرانية والسلام في الشرق الاوسط الى الخلفية.
لكن ايا كان ساكن البيت الابيض القادم الذي سيتحدد يوم الثلاثاء فانه سيواجه عددا هائلا من قضايا الامن القومي حين يسلم له الرئيس جورج بوش السلطة. وقال جيمس لينزي الذي كان مساعدا للسياسة الخارجية للرئيس السابق بيل كلينتون ويعمل حاليا لحساب جامعة تكساس باوستن "يجب أن يكون شعار الادارة القادمة هو (احذر مما تتمنى لانك قد تحصل عليه)." وأضاف "الرئيس الجديد الذي سينتخب سيكون عنده صندوق وارد ممتليء بالسياسة الخارجية وقرارات يتخذها لها عواقب وخيمة على الامن الاميركي."
وبعد أسبوع ونصف الاسبوع من الانتخابات سيدعو بوش الى قمة في واشنطن لبحث الازمة الاقتصادية العالمية وبدء مفاوضات بين زعماء العالم بشأن الاصلاحات المالية. وسيرث خليفته الذي يتولى سدة الرئاسة في 20 يناير كانون الثاني حربي العراق وافغانستان وجهودا مكثفة لملاحقة متشددي القاعدة على الحدود الباكستانية مع أفغانستان. كما ان منع ايران من امتلاك أسلحة نووية والزام كوريا الشمالية بوعدها بتفكيك برنامجها للتسلح النووي من القضايا الملحة.
وتعهد المرشحان ببث الحياة من جديد في جهود السلام بالشرق الاوسط ووعدا بتقديم دعم قوي لاسرائيل. وقال مارك ليبرت مستشار اوباما للسياسة الخارجية ان مكافحة الارهاب والتصدي للمتشددين على امتداد الحدود الافغانية الباكستانية وقتل أو اعتقال أسامة بن لادن زعيم القاعدة على رأس أولويات الامن القومي.
ووعد اوباما بانهاء حرب العراق ودعم وجود القوات الامريكية في أفغانستان. وأضاف ليبرت أن القدرة على التعامل مع الوضع الامني المتردي في أفغانستان وملاحقة المتشددين "مرتبطة بالقدرة على احراز تقدم على صعيد المصالحة السياسية في العراق والقدرة على خفض حجم القوات الاميركية هناك."
ويوافق مكين على الحاجة الى ارسال قوات اضافية الى أفغانستان. لكنه يعارض وضع جدول زمني للانسحاب من العراق قائلا انه يجب أن تظل القوات الاميركية هناك ما دامت هناك حاجة لها. ورغبة اوباما في التحدث مباشرة مع خصوم الولايات المتحدة مثل ايران وسوريا نقطة خلاف كبيرة أخرى.
ويقول اوباما سناتور ايلينوي ان رفض ادارة بوش التعامل مع الخصوم حدت من خياراتها الدبلوماسية لكن مكين هاجم نداء المرشح الديمقراطي بالحوار على أعلى المستويات ووصفه بالسذاجة.
ودعا مكين الى طرد روسيا من مجموعة الثماني للدول الصناعية الكبرى ردا على الحرب التي شنتها موسكو ضد جورجيا في اغسطس اب. ويعارض اوباما هذه الخطوة. وأدان المرشحان الغزو الروسي الذي كان سببه محاولة جورجيا اعادة فرض سيطرتها على اقليم اوسيتيا الجنوبية المنشق لكن مكين تحدث بأسلوب اكثر صرامة.
ومن بين أولويات السياسة الخارجية التي يشترك فيها اوباما ومكين تحسين العلاقات مع حلفاء واشنطن التقليديين بما فيهم الكثير من الدول الاوروبية والتي توترت في عهد ادارة بوش. ويعتقد بعض المحللين ان شعبية اوباما الكبيرة في الخارج يمكن أن تعطيه ميزة مبدئية غير أنها لن تكون حلا سحريا للتحديات منها اقناع اوروبا بارسال مزيد من القوات الى أفغانستان.
وقال ليبرت ان تقوية التحالفات الاوروبية سيفيد على جبهات كثيرة منها كسب مزيد من النفوذ مع روسيا. وأضاف "السناتور اوباما عبر مرات عدة عن أن قوة العلاقات بين اوروبا والولايات المتحدة على سبيل المثال تؤثر على قدرتنا على المساعدة في تعزيز مصالحنا لدى التعامل مع دول مثل روسيا وايضا في التعامل بشكل أفضل مع تهديدات تمس العلاقات بين الدول مثل منع الانتشار النووي والارهاب والتغير المناخي والطاقة وتشجيع الديمقراطية."
وفي حين اتخذ مكين خطا اكثر صرامة من بوش بشأن روسيا وغنى ذات مرة أغنية عن قصف ايران على سبيل المزاح فانه وعد بالابتعاد عن "دبلوماسية راعي البقر" التي تتبعها الادارة الحالية. وقال راندي شوينيمان كبير مستشاري السياسة الخارجية لمكين ان من المثير للسخرية القول بان مكين سناتور اريزونا وأسير الحرب السابق يميل الى استخدام القوة اكثر من رؤساء الولايات المتحدة السابقين. وأضاف شوينيمان في مقابلة الشهر الماضي "انه يتفهم عواقب اصدار الاوامر لرجال ونساء الجيش ووضعهم في طريق الاذى."
وتجمع القمة الاقتصادية التي يعقدها بوش في 15 نوفمبر تشرين الثاني قادة مجموعة الدول العشرين التي تشمل دولا صناعية كبرى واقتصاديات صاعدة كبيرة مثل الصين والبرازيل والهند. وسيكون للفائز بالانتخابات الرئاسية الاميركية مساهمة في القمة بشكل من الاشكال لكن لم يتضح بعد ما اذا كان سيحضر.
وتحدث كل من مكين واوباما عن أهمية الاقتصاد الاميركي للدور العالمي للبلاد. وموقف اوباما من التجارة اكثر حذرا لكن كلاهما يعد بالتحرك بسرعة لمحاولة تقوية نظام المراقبة المالية.