أخبار

بايدن وبالين تبادلا دبلوماسيًا الإبتسامات والإتهامات

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

خلال مناظرة تلفزيونية يتيمة لنائبي باراك أوباما وجون ماكين
بايدن وبالين تبادلا دبلوماسيًا الإبتسامات والإتهامات

زانا الخوري من دنفر، مصادر مختلفة: لمدة ساعة ونصف تبادل المرشحان لمنصب نائب رئيس الولايات المتحدة الجمهورية ساره بالين والديمقراطي جوزف بايدن، الإبتسامة الساخرة والإتهامات لبعضهم البعض مدافعين عن كل من المرشحين للرئاسة الذين يمثلاهما. فمن لحظة دخولها قاعة جامعة واشنطن بسانت لويس مساء الخميس رحبت السناتور ساره بالين بمناسفها جوزف بايدن مستاذنه اياه بمنادته "جون". وبعد أن أطلقت مقدمة المناظرة النقاش، رحب بايدن بالجمهور شاكرًا حضورهم فيما تجاهلته بايلن.

وخلال المناظرة التلفزيونية الوحيدة لنائبي باراك اوباما وجون ماكين ناقش المنافسان قضايا تهم الاميركيين. وقد بدا النقاش بالأزمة الإقتصادية التي باتت تهدد المجتمع الأميركي ومصالحة، ثم انتقل الى السياسة الخارجية ومنها الحرب في العراق والتهديد الإيراني.

وقد بدا المرشح الديمقراطي جو بايدن دبلوماسيا جدًا خلال المناظرة، فيما كانت بالين تحاول الهروب من بعض الاسئلة وتعيد تكرار مواقفها حول اهمية استقلال الولايات المتحدة من ناحية الطاقة.

وقد اتهمت المرشحة بالين خلال المناظرة خصمها بالسعي لرفع "اعلام الهزيمة البيضاء" في العراق مع خطة سحب القوات الأميركية. وقالت خطتكم هي علم ابيض للهزيمة في العراق وليس هذا ما تحتاج ان تسمعه قواتنا حاليًا".وأضافت "يجب ان نربح في العراق" معتبرة "اننا نتقدم اكثر واكثر نحو النصر".

ومن ناحيته، طالب جوزف بايدن بجدول زمني لسحب القوات الاميركية من العراق. وقال في حال فاز باراك اوباما في الانتخابات في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر "سوف نضع نهاية لهذه الحرب" معتبرًا بالمقابل انه في حال فوز لائحة ماكين-بالين "فلن تكون هناك نهاية لهذه الحرب في المدى المنظور".

الى ذلك، اعلنت بالين ان اقتراح المرشح الديمقراطي للبيت الابيض باراك اوباما اجراء محادثات مع مسؤولين ايرانيين يذهب "الى ابعد من السذاجة".

وقالت: ان يريد مرشح للانتخابات الرئاسية اجراء محادثات مع "طغاة خطيرين" مثل الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل "هو ابعد من السذاجة وابعد من خطأ في الحكم".

وحاولت حاكمة ولاية الاسكا وكما فعل من قبلها جون ماكين تقديم اقتراح اوباما باجراء محادثات مع الدول التي تعتبر عدوة للولايات المتحدة بمثابة مبادرة للجلوس على نفس الطاولة مع زعماء هذه الدول. وكررت بالين القول "انه امر خطير" مضيفة ان "الدبلوماسية مهمة وهذا ما نتعهد به".

واضافت "لا يجوز ان نلتقي زعماء مثل احمدي نجاد يريدون الحصول على السلاح النووي وازالة حليف مثل اسرائيل عن وجه الارض، بدون شروط مسبقة وجهود دبلوماسية" مكررة كلمة بكلمة عبارات ماكين خلال مناظرته مع اوباما. واوضحت بايلن ان "الدبلوماسية هي عمل شاق يقوم به اشخاص جديون يتطلعون الى اهداف واضحة.

الملف الاقتصادي

وكان بايدن قد استهل المناظرة بالهجوم على السياسات الاقتصادية للادارة الجمهورية الحالية، مشيرًا إلى أن السياسات الاقتصادية كانت "الأسوأ على الاطلاق في أميركا خلال السنوات الثماني الماضية". وقال إن المرشح الجمهوري للرئاسة جون ماكين يفتقد إلى "الحس الاقتصادي".

وردت بالين بان ماكين كان أول من دعا إلى ضرورة الاصلاح الاقتصادي. وقال بايدن إن ماكين تحدث عن قوة الاقتصاد الأميركي في وقت كانت الأزمة تعصف به، فردت بالين بأنه كان يقصد قوة العمل الأميركية.

وقالت بالين إن المرشح الديمقراطي للرئاسة باراك أوباما هو الذي سيتسبب في إيذاء العمال الأميركيين برفع الضرائب.

وأرجعت بالين سبب الأزمة البنكية إلى جشع المقرضين والفساد في وول ستريت، ودعت الأميركيين إلى تجنب اقتراض ما يفوق طاقاتهم.

وقالت إن ماكين لفت الانتباه إلى مشكلة شركتي الاقراض العقاري فاني ماي وفريدي ماك منذ سنوات.

وفيما يتعلق بملف التغير المناخي قال بايدن إن الجمهوريين لا يدركون مدى أهمية وجود مصدر بديل للبترول وقد صوت ماكين ضد مشاريع الطاقة البديلة حيث لا يرى سوى حل واحد هو "احفر ثم احفر ثم احفر".

وقالت بالين إن ولايتها ألاسكا أكثر من يعرف مسألة التغيير المناخي، غير أنها أكدت على الحاجة إلى استخراج البترول.

وحول مسألة زواج المثليين، اتفق الاثنان على رفض ذلك مع ضمان حقوقهم في إطار الحريات المدنية التي يكفلها الدستور الأميركي.

ويقول المراقبون إن بالين ظهرت أكثر ثقة مما كان عليه الحال في لقاءاتها التلفزيونية الأخيرة. وكانت قد قضت الأسبوع الأخير في مزرعة ماكين باريزونا تستعد لهذه المناظرة.

ونظر للمناظرة باعتبارها حدثًا جماهيريًا رئيسًا لحاكمة آلاسكا سارة بالين، والتي تظهر استطلاعات الرأي انخفاضًا في شعبيتها بسبب شكوك الناخبين في قلة خبرتها السياسية.

وقد جذبت المناظرة 52 مليون مشاهد أميركي.

ويظهر استطلاع جديد للرأي أجراه قسم الاخبار في شبكة CBS تقدمًا للسناتور الديمقرطي باراك أوباما على ماكين حيث حصل على 49 في المئة فيما حصل ماكين على 40 في المئة.

وهذه هي الجولة الأخيرة من استطلاعات الرأي التي تظهر تغيرًا إيجابيًا في صالح أوباما منذ الأزمة المالية الأخيرة التي يمر بها الاقتصاد الأميركي.

هفوات

وبدا في بعض الاحيان ان بايلن لم تفهم السؤال جيدا فردت على الصحافية حين سألتها عن "نقطة ضعفها" بالتحدث عن خبرتها كحاكمة ولاية منتجة للنفط. كما اثارت مرارًا مسألة الطاقة وتحدثت عن الاسكا حتى حين كان ذلك لا يمت بصلة الى السؤال المطروح.

وحين سئلت عن دارفور بادرت الى الحديث عن العراق في مطلع ردها.

وردًا على سؤال حول دور نائب الرئيس وصلاحياته اعتبر بايدن بعد تحديده هذا الدور في اطار السلطة التنفيذية حصرًا ان ديك تشيني هو "من اخطر نواب الرؤساء في تاريخ الولايات المتحدة" معترضًا على الصلاحيات التي منح نفسه اياها. اما بايلن، فكان ردها مبهما وغريبا اذ تحدثت عن تعديل محتمل في الدستور من دون اعطاء اي توضيحات.

وعلى صعيد الهفوات الصغرى، ذكرت بايلن قائد القوات الاميركية في افغانستان باسم "ماكليلان" عوضًا عن ديفيد ماكيرنان وتغاضى بايدن عن تصحيح هذا الخطأ.

وبدت هذه المناظرة قبل 33 يومًا من الانتخابات الرئاسية في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر بمثابة اختبار لمصداقية بايلن (44 عاما) الحديثة في العمل السياسي والتي تحكم ولاية الاسكا منذ سنتين فقط، ولا سيما بعد اخفاقها الكبير وارتباكها في مقابلتين اجريتا معها اخيرا والاعتراضات المتزايدة على اختيارها حتى في صفوف الجمهوريين.

استطلاع ما بعد المناظرة.. بايدن يتفوق على بالين

إلى ذلك كشف استطلاع وطني شمل عينة واسعة من الأميركيين ممن تابعوا المناظرة المتلفزة بين مرشحي الحزبين الديمقراطي والجمهوري لمنصب نائب الرئيس الأميركي، تقدم السيناتور الديمقراطي جو بايدن على غريمته، وإن ألمح الاستطلاع إلى أن أداء حاكمة ولاية ألاسكا الجمهورية التي يشكك الناخبون بخبرتها السياسية، جاء فوق التوقعات.

الاستطلاع الذي أجرته شبكة CNN بالتعاون مع "أوبينيون ريسيرتش كوربريشن" لا يعبر عن آراء كافة الأميركيين بل شريحة واسعة تابعت المناظرة التلفزيونية.

ورأى 51 في المئة ممن استطلعت آراؤهم أن بادين نجح في تقديم نفسه ببراعة أكبر من غريمته التي حازت على نسبة 36 في المئة من الأصوات.

غير أن بالين نجحت في الفوز بقلوب الأميركيين المستطلعة آراءهم إذ اعتبرها 54 في المئة أنها شخصية محببة مقابل 36 لبايدن.

وقال 70 في المئة إن السيناتور الديمقراطي هو أقرب إلى الشخصية السياسية التقليدية.

وفي حالتي المرشحين فإن أداءهما جاء فوق التوقعات، حيث قال 84 في المئة إن أداء بالين فاق التوقعات فيما أعلن 64 في المئة أن أداء بادين أيضًا فاق التوقعات في مناظرة الخميس التي شاهدها 52 مليون مشاهد أميركي.

وكان أداء بالين- التي أمضت الأسبوع الأخير في مزرعة السيناتور الجمهوري جون ماكين بولاية أريزونا تستعد لهذه المناظرة، بعد أن بدت غير واثقة من نفسها في لقاءات تلفزيونية، آخرها كان مع المقدمة كاتي كوريتش على محطة CBS - مثار تكهنات المراقبين وتشكيك الناخبين في قلة خبرتها السياسية.

لكن رغم نتائج الاستطلاع إلا أن أكثرية العينة رأت أن بايدن تفوق من حيث التعبير عن آرائه بنتيجة 52 في المئة مقابل 36 في المئة لبالين.

وفي شأن السؤال المتعلق بمواصفات الشخص المرشح للمنصب، قال 87 في المئة إن بايدن مؤهل أكثر مقابل 42 في المئة للمرشحة الجمهورية.

كذلك تصدر المرشح الديمقراطي بايدن على بالين من جهة من هو الأفضل لإحداث التغيير في الإدارة المقبلة، محققًا 53 في المئة من الأصوات مقابل 42 لغريمته.

وأجمعت العينة على أن مديرة المناظرة غوين إيفيل كانت عادلة بين الاثنين، مطيحة بآراء المنتقدين الذين زعموا أن إيفيل التي تكتب كتاباً عن السيناتور باراك أوباما، ستكون متحيزة.

وقالت نسبة 95 في المئة إن إيفيل كانت عادلة.

يُذكر أن العينة استندت إلى آراء 611 راشد أميركي فيما جاء هامش الخطأ زيادة أو نقصانًا عند أربعة نقاط مئوية.

فوز ثنائي

وحال انتهاء المناظرة سارع كل من المعسكر الديموقراطي والجمهوري الى اعلان فوز مرشحهما فيها. وقال ديفيد بلوف مدير حملة باراك اوباما "حقق جو بايدن انتصارًا واضحًا هذا المساء لانه دافع بشغف عن التغيير في وجه اقتصاد وسياسة خارجية كارثية في السنوات الثماني الاخيرة لم تدافع عنها ساره بالين".

واضاف "في حين تدعم حاكمة الاسكا ساره بالين بشكل اعمى مشروع ماكين مواصلة السياسة التي اجتاحت اميركا وافسدت وول ستريت، تحدث جو بايدن بوضوح وبحزم عن مشروع (المرشح الديموقراطي الى البيت الابيض) باراك اوباما بخفض الضرائب للطبقات الوسطى وانشاء نظام صحي مقبول ووضع حد للحرب في العراق".

وتابع يقول "هذا المساء ادرك الاميركيون لماذا اختار باراك اوباما جو بايدن رجل الدولة الذي يتمتع بالخبرة والمعرفة ليكون نائبا عظيما للرئيس".

وقال المعسكر الجمهوري من جهته ان ساره بالين (44 عاما) "فازت بالمناظرة" في مواجهة منافسها الديمقراطي (65 عاما) واصفا اياها بانها "صريحة وعازمة وتشكل نفحة من الهواء النقي".

وقالت جيل هيزلبيكر مديرة الاعلام في حملة المرشح الجمهوري جون ماكين في بيان "هذا المساء اثبتت الحاكمة بايلن من دون ادنى شك انها جاهزة للحكم في نصب نائب رئيس الولايات المتحدة. لقد انتصرت في المناظرة ووضعت جو بايدن في موقع دفاعي على صعيد الطاقة والسياسة الخارجية والضرائب والتعريف بالتغيير".

واضافت "الاميركيون لاحظوا تباينًا واضحًا في الاسلوب والرؤية. شاهدوا جو بادين الخبير في شؤون واشنطن وهو سناتور منذ 36 عامًا والحاكمة بالين وهي من خارج اوساط واشنطن وهي داعية اصلاح من خارج النظام".

إنسحاب في متشيغن

إلى ذلك سحب المرشح الجمهوري للبيت الابيض جون ماكين طاقمه الانتخابي من متشيغن (شمال) للتركيز على ولايات اخرى تكون فيها فرصه بالنجاح اكبر امام خصمه الديمقراطي باراك اوباما، حسب ما اعلن احد مستشاريه الخميس.

وقال مستشاره غريغ ستريمبل خلال مؤتمر صحفي هاتفي "هذه كانت اسوأ ولاية بين جميع الولايات التي يتم التنافس فيها ومن البديهي حسب رأيي ان يكون اول شيء نقوم به هو الانسحاب".

واضاف من الطبيعي عدم انفاق الاموال للدعاية والطاقم حيث حظوظ ماكين ضئيلة في الفوز بالانتخابات وان اوباما نفسه تخلى اصلاً عن القيام بحملة في الولايات الخمسين.

واوضح "رأيناه ينسحب من جورجيا ومن داكوتا الشمالية واتوقع ان ينسحب قريبا من مونتانا".

ويركز فريق حملة ماكين جهوده في الولايات الرئيسية التي يحتاج فيها للفوز بما لا يقل عن 170 صوتًا في الهيئة الناخبة خلال انتخابات الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

إيلاف، بي بي سي، أ ف ب، سي ان ان

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف