ريم اليمنية " ليتني مثل نجود "
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
لندن: بعيدا عن الأزمة المالية وأسعار البورصات التي تهيمن على الصحف البريطانية منذ أسابيع تصدرت الصفحات الأولى الخميس نبأ وقف هيئة الإذاعة البريطانية عن العمل لإثنين من أشهر مقدمي برامج المنوعات في الهيئة. تم وقف المذيعين جوناثان روس وراسل براند بسبب تندرهما في برنامج الثاني كان ضحيته الممثل الكوميدي العجوز أندرو ساكس وتناول علاقة براند بحفيدة ساكس على مسامع الناس.
غير أن سعادة براند بضيفه وزميله و"فقرتهما اللطيفة" سرعان ما انقلبت عليهما غما بسخط الجماهير وغضب رئيس الهيئة ـ الذي قطع إجازته ـ وعاد لعمله ليوقفهما عن العمل. ما يلفت النظر في هذه القضية هو قوة الصحف الشعبية في تهييج الرأي العام لصالح قضية أو ضدها. فعدد شكاوى الجمهور بعد إذاعة الحلقة ضد المذيعين روس (الذي اعتذر عما فعله) وبراند (الذي استقال واعتذر) لم يتعد الإثنتين.
إلا أن تلقف الصحف الشعبية للمسألة وتركيزها عليها أثار نخوة مستمعين منهم من لم يستمعوا أصلا للحلقة فتوافدت شكاواهم على الهيئة. ما عدا مسألة الذوق العام وحساسية هيئة الإذاعة البريطانية إزاء لآراء الجمهور ـ كونها الوحيدة من الهيئات الإعلامية المخولة بجباية عائد رخصة استماع ومشاهدة ـ تناولت الصحف بالتحليل قضايا الساعة مثل قرار البنك المركزي الأمريكي خفض سعر الفائدة وتأنيب المركزي البريطاني لعدم قيامه بتخفيض سعر الفائدة في وقت مبكر لتفادي استفحال الأزمة المالية. ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية الثلاثاء المقبل بدأت بعض الصحف تنظر إلى ما بعد هذا اليوم.
ما بعد ماكين
صحيفة الجارديان تنقل عن وسائل إعلامية أمريكية شعور الكثيرين في الحزب الجمهوري باحتمال الهزيمة بات جاثما على صدورهم. مراسل الصحيفة في أوراندو بالولايات المتحدة يقول إن مسؤولين كبارا في الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة بدأوا يعدون العدة لامتصاص صدمة نتيجة الانتخابات الرئاسية المقبلة.
ويقول إيوين ماكاسكيل إن هؤلاء المسؤولين يستعدون للاجتماع في ملتقى ناء بولاية فرجينيا خلال أيام من الانتخابات كي يبحثوا كيفية إعادة بناء حزبهم والذي يتوقعون هزيمته هزيمة ساحقة في انتخابات البيت الأبيض والكونجرس. ويقول مراسل الجارديان إن أنباء هذا الاجتماع برزت إلى السطح مع نتائج استطلاع للرأي تشير إلى أن المرشح الجمهوري جون ماكين مهدد بخسارة حتى مقعده في مجلس الشيوخ عن ولايته.
وتقول الصحيفة إن الاجتماع الذي يحاول منظموه إبقاء موعده سرا كي لا يؤثر على نتائج الانتخابات سيبحث في من سيتسلم رئاسة الحزب، وما إذا كان الحزب بحاجة إلى أن يتجه بسياساته إلى اليمين، والاستعدادات للانتخابات الرئاسية المقبلة. وتقول الصحيفة إن مصدرا لم يذكر اسمه قال لموقع "بوليتيكو" الإلكتروني الذي كشف نبأ الاجتماع إن تدهور الحزب يعود إلى التخلي عن مبادئ المحافظين من قبل الرئيس جورج بوش والزعماء الجمهوريين في الكونجرس.
العدو الجديد
صحيفة التايمز وفي تقرير خاص بها تقول إن العدو الجديد للجنود البريطانيين في أفغانستان هو الصمم. وتكشف الصحيفة أن المئات من أفراد الجيش العائدين من أفغانستان يعانون من أضرار دائمة وشديدة لحاسة السمع بسبب الضجيج القاسي في الحرب. وتقول الصحيفة إن واحدا من كل عشرة جنود في إحدى الفرق يعاني من ضعف في حاسة السمع قد يمنعهم من الخدمة على الجبهة ثانية كما سيؤثر على احتمال حصولهم على فرص عمل في القطاع المدني بعد ذلك.
وتضيف التايمز أن العديد من الجنود الذين خاضوا اشتباكات عنيفة مع الجماعات الشيعية المسلحة في العراق في عامي 2004 و2005 عادوا بمشاكل دائمة في السمع، إلا أن التفجيرات على جانبي الطرق في أفغانستان، والاشتباكات الشرسة العنيفة مع طالبان والقنابل زنة 500 رطل التي تلقيها طائرات الإئتلاف قد تسببت في خرق طبلات الآذان للجنود، وفي الضجيج الدائم فيها وفي بعض الأحيان في حالات صمم دائم.
"ليتني مثل نجود"
صحيفة التايمز أيضا تنشر تقريرا عن "الأطفال الذين يسعون للحصول على الطلاق". وفي عنوان فرعي تقول الصحيفة "فيما يصدر كتاب جديد يكشف الغطاء عن زواج الفتاة المقرر سلفا من أسرتها في الشرق الأوسط، يتزايد عدد الأطفال الذين يسعون للحصول على الطلاق". الكتاب هو للصيدلانية المصرية غادة عبد العال (29 عاما) تحكي فيه وفي مدونتها على شبكة المعلومات باسم "أريد أن أكون عروسة" كيفية تعامل المجتمع معها ونحو 15 مليون شابة من أمثالها ممن "تتعرضن لضغوط مجتمعهن كي يتزوجن".
أما الأطفال الساعون للطلاق فتضرب الصحيفة مثلا بالطفلة "ريم" اليمنية ذات الإثني عشر عاما والتي زوجها والدها المنفصل عن أمها لابن أخيه الذي يكبرها بثلاثة أضعاف عمرها. ريم هربت من بيت الزوجية إلى بيت أمها وتقدمت للمحكمة تطلب تطليقها وإلا "فسأقتل نفسي" كما قالت للقاضي الذي طلب منها في جلسة المحكمة إعطاءه سبب طلبها الطلاق.
كانت ريم تأمل أن يحكم لها القاضي بما حكم به لطفلة يمنية أخرى هي نجود علي ذات العشرة أعوام والتي نجحت في الحصول على الطلاق في قضية تصدرت عناوين صحف شهيرة في العالم.
تقول الصحيفة إن المحكمة التي منحت نجود حريتها لم تتخذ من قضيتها سابقة تحكم بها لمثيلاتها، لأنه على ما يبدو فإن "الأعراف القبلية لا تزال أقوى من القوانين الرسمية في اليمن التي تحدد السن الأدنى لزواج الفتاة بخمسة عشر عاما". لا يحكم القاضي لريم بالطلاق كما تقول التايمز "لأنها أكبر وتزوجت قريبا لها، وأنا لا أريد أن أحكم بالطلاق بل أريد حل المشكلة".
ما فعله القاضي كما تقول الصحيفة هو تأجيل الحكم في القضية حتى تبلغ ريم الخامسة عشر من العمر، وهي السن القانونية للزواج حتى يعطيها فرصة لاتخاذ قرار ناضج حول الزواج، وحتى تبلغ هذا السن أمر بأن تقيم مع جدها لأمها، وتركها تعبر عن خيبة املها بالقول "ليتني كنت مثل نجود".