أخبار

بايدن يسعى لدور إستشاري كنائب للرئيس الأميركي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

جوبيتر (فلوريدا): يصف السناتور الأميركي جو بايدن المرشح لمنصب نائب الرئيس على بطاقة باراك أوباما المرشح الديمقراطي لإنتخابات الرئاسة الأميركية ديك تشيني النائب الحالي للرئيس الاميركي بأنه "أخطر" من شغل هذا المنصب في تاريخ الولايات المتحدة لانه يحرص على توسعة نطاق سلطاته. وأعرب بايدن عن رغبته في تولي دور أقل حجما حين يصبح نائبا لاوباما اذا فازا الاسبوع القادم في انتخابات الرابع من نوفمبر تشرين الثاني.

ويقول بايدن سناتور ديلاوير المخضرم المعروف بخبرته في السياسة الخارجية وعلاقاته بالكونغرس انه لا يبحث عن حقيبة خاصة كنائب للرئيس ويرى أن وظيفته هي أن يكون مستشارا يتمتع بثقة أوباما اذا فاز المرشح الديمقراطي على منافسه الجمهوري جون مكين في الانتخابات الرئاسية التي تجري الثلاثاء القادم.

وقال بايدن في مناظرته الوحيدة مع منافسته المرشحة الجمهورية لمنصب نائب الرئيس سارة بالين حاكمة الاسكا "عند كل قرار هام يتخذه سأكون متواجدا في الغرفة لاقدم أفضل مشورة لدي. هو الرئيس وليس أنا." وأضاف "نائب الرئيس تشيني هو أخطر نائب للرئيس شهدناه ربما على مر التاريخ الاميركي."

ولنائب رئيس الولايات المتحدة مهمتان دستوريتان هما أن يحل محل الرئيس في غيابه وأن يرأس مجلس الشيوخ على ان يدلي بصوته فقط لانهاء التعادل بين الاصوات. ودور نائب الرئيس محدود تقليديا. لكن تشيني أثبت قوته حيث بسط نفوذه على الامن القومي والطاقة والسياسة البيئية. وتشيني الذي يشتهر في دوائر واشنطن باسم دارث فيدر - وهي شخصية خيالية رئيسية في مجموعة أفلام حرب الكواكب التي أنتجتها السينما الاميركية - كان قوة محركة وراء حرب العراق وازالة القيود على استخدام أساليب استجواب قاسية مع المشتبه في أنهم متشددون.

وقبل أن يتولى تشيني منصب نائب الرئيس أدار شركة هاليبيرتون لخدمات حقول النفط وفي عهد الرئيس الحالي جورج بوش كان صوتا قويا مناديا بمزيد من التنقيب عن النفط كوسيلة لخفض اعتماد الولايات المتحدة على استيراد الطاقة من الخارج. ورفض تشيني بعناد الانصياع لامر تنفيذي خاص بحماية المعلومات السرية قائلا ان مكتبه يتبع الفرع التشريعي لا الفرع التنفيذي لدوره كرئيس لمجلس الشيوخ.

ويقول خبراء ان بايدن لن يتمتع بنوعية النفوذ الذي يتمتع به تشيني مع بوش خاصة في مجالي الطاقة والامن. وقال بيتر بينارت من مجلس العلاقات الخارجية "لا أعتقد أن من المرجح أن يحدث هذا مجددا...تشيني كان فريدا من نوعه. انه استثنائي." وقال ديفيد ويد المتحدث باسم بايدن ان اوباما لم يختر نائبا له "ليوكل اليه مسألة هنا او هناك" وان بايدن سيكون جزءا من كل القرارات الهامة "كنائب للرئيس يقدم حكمه الامين والمستقل."

وكلف بوش نائبه تشيني بمهمة المرحلة الانتقالية بعد انتخابات عام 2000 التي اتسمت بالفوضى والتي حسمتها المحكمة العليا في نهاية المطاف عقب اعادة فرز للاصوات مثيرة للجدل في فلوريدا.

ويشير بول لايت الخبير في عملية التعيينات السياسية الى أن " تشيني تمتع بنفوذ هائل لان بوش أعطاه له. كان بحاجة ماسة الى المشورة من شخص خبير بواشنطن. وتشيني استغل هذه البداية." وساعد تشيني الذي كان يشغل منصب وزير الدفاع في عهد الرئيس الاسبق جورج بوش الاب في وضع زملائه القدامى في مناصب عليا ومن بينهم دونالد رامسفيلد الذي تولى وزارة الدفاع للمرة الثانية.

وتمتع ال جور نائب الرئيس السابق بيل كلينتون بنفوذ لا بأس به لدى رئيسه ومارس دورا مؤثرا في دفع الادارة الى التدخل عسكريا في البوسنة على سبيل المثال. وأشار عدة خبراء الى أن من المرجح أن يحذو بايدن حذو الديمقراطي وولتر مونديل الذي لعب دور المستشار الموثوق به حين كان نائبا للرئيس الاسبق جيمي كارتر.

لكن قد يكون هذا صعبا على بايدن الذي قال عنه اوباما الاسبوع الماضي انه معروف "بحبه للادلاء بتصريحات" والذي سقط في كثير من الزلات على مدى مشواره السياسي الطويل. وقال لايت الاستاذ بكلية روبرت اف. واجنر للخدمة العامة بجامعة نيويورك "عليهم الحذر من ميل بايدن الى الكلام الذي يورطه في مشاكل. لا الاجتماعات فقط بل المؤتمرات الصحفية والتعليقات الفورية التي تصدر عنه. لن يرغب أوباما في أن يجد نفسه يفسر ( تعليقات بايدن)."

ويقول بينارت ان لبايدن وأوباما مزاجين مختلفين حيث يتسم مرشح الرئاسة بمزيد من الهدوء والحذر بينما يتصف مرشحه لمنصب نائب الرئيس بأنه اكثر انفعالية وحماسا مما ينبيء بديناميكية مثيرة للاهتمام في علاقتهما في المكتب البيضاوي.

ويعتبر بايدن الذي انتخب للمرة الاولى لعضوية مجلس الشيوخ عام 1972 أكثر فائدة في التعامل مع الكونغرس اذ له صداقات قديمة ورصيد سياسي اكبر من أوباما. لكنه سيتجنب أن ينظر اليه على أنه يتدخل في الفرع التشريعي.

وقال ويد المتحدث باسم بايدن انه "قد يملك عددا أكبر من الاصدقاء بين أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين من جون مكين (الجمهوري) نفسه وهذه اضافة كبيرة لاوباما الذي عقد العزم على التخلص من حجر العثرة الحزبي الذي تجلى في الأعوام الاخيرة." وتابع أنه "خلافا لديك تشيني لن يكون على بايدن...توضيح شيء كان من المسلمات لنحو 200 عام وهو أن نائب الرئيس جزء من الفرع التنفيذي. وهذا خلاصة القول."

وعلى الرغم من زعم بايدن أنه لا يرغب في تولي أي حقائب فان العديد من المحللين يرجحون أن تستغل خبرته في السياسة الخارجية والقضاء. ووجه الباحث في شؤون الرئاسة ستيفن هيس من معهد بروكينغز نصيحة لاوباما لدى قيامه بتوزيع الاختصاصات على بايدن قائلا "لا تعطي مسؤوليات كبرى في مجال السياسة العامة لشخص لا تستطيع فصله."

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف