فيضان الناخبين الجدد يصب في صالح أوباما والديمقراطيين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
سيناتور ألينوي لن يخسر أصوات البيض مع إقتراب موعد الحسم
فيضان الناخبين الجدد يصب في صالح أوباما والديمقراطيين
تزايد التسجيل في الولايات الحاسمة
وأظهر مسح لوكالة أسوشييتد برس أنه مع حلول أول أكتوبر من العام الجاري 2008، زاد عدد الديمقراطيين المسجلين بنحو 5% خلال عامي 2004 و2008، لاسيما في الولايات الثماني والعشرين التي يسمح بتسجيل الناخبين فيها على أساس انتماءاتهم الحزبية، بما فيها ثماني ولايات قد تحدد الفائز في الانتخابات، وهي نسبة تفوق نسبة النمو السكاني بتلك الولايات، في وقت فقد فيه الحزب الجمهوري خلال الفترة ذاتها 2% من الناخبين المسجلين لديه. فنسبة الديمقراطيين الجدد في تلك الولايات تفوق نسبة نظرائهم الجمهوريين، في الأشهر الستة الأخيرة والتي وصلت إلى 4 (ديمقراطي):1 (جمهوري). ويشير المسح أيضًا إلى أن نسبة السود الداعمين بشكل غير مشكوك فيه لأوباما، والذين سجلوا أنفسهم في خمس ولايات تتيح بيانات عن النوع، بلغت ضعف البيض خلال الستة أشهر الماضية.
وفي الولايات الثماني التي تشهد منافسة حادة بين الحزبين استطاع الديمقراطيون خلال السنوات الأربع الماضية، أن يسجلوا نحو 1 مليون ناخب جديد، بينما فقد الجمهوريون نحو 125 ألف ناخب. وتشير الإحصاءات والبيانات إلى أنه مع بدايات العام الحالي (2008) سجل حوالى 360.478 ناخب أنفسهم كديمقراطيين، في ست ولايات من الثماني، في حين ما يقرب من 153.294 ناخبا كمستقلين أو أعضاء في أحزاب ثالثة وليسوا كجمهوريين، مقارنة بـ190.137 سجلوا أنفسهم كجمهوريين.
ويخلص تقرير "الأسوشيتد برس" من هذه الأرقام، أن بوسع المرشح الديمقراطي الفوز بكل من نيوهامشير وبنسلفانيا، اللتين فاز بهما المرشح الديمقراطي السابق "جون كيري" في عام 2004، وقد يستطيع أوباما الفوز بثلاث ولايات فاز فيها الرئيس (الحالي) بوش عام 2004، وهي كولورادو، ونيفادا ونيومكسيكو. ويستطيع المرشح الديمقراطي تضييق الفجوة في أيوا، وفي كل من فلوريدا ونورث كارولينا، الولايتين الجنوبيتين اللتين تمتلكان 42 من أصوات المجمع الانتخابي البالغة 270.
وحسب التقرير فإن فوزًا يحققه أوباما في عدد محدود من هذه الولايات الثماني سيقوض فرص ماكين، أما في حال نجاح أوباما في الفوز في كلها، فسيحول ذلك الانتخابات إلى نصر كاسح.
والنتيجة ذاتها توصل إليها تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأميركية، حيث يوضح كل من أليك ماكغيليس وأليس كرايتس ، في تقرير للصحيفة نُشر في السادس من أكتوبر الحالي تحت عنوان "زيادة التسجيل تفيد الديمقراطيين"، أن أوباما هو المستفيد الأول من موجات الناخبين الجدد التي شهدتها سجلات الناخبين الأميركيين.
تفوق ديمقراطي في الولايات التي فاز بها بوش
وطبقًا للتقرير فقد زاد عدد الناخبين المسجلين، في السنة الماضية 2007، بنحو 4 ملايين في 12 ولاية، كان الرئيس بوش قد فاز في 11 ولاية منها عام 2004، وهي: (أوهايو- فلوريدا- جورجيا - نورث كارولينا- فيرجينيا- إنديانا- ميسوري- كولورادو- أيوا- نيفادا- ونيومكسيكو)، بالإضافة إلى ولاية بنسلفانيا، وهي أكبر ولاية فاز بها جون كيري.
وتوضح أعداد الناخبين الجدد المسجلين في الولايات، كما يشير تقرير الواشنطن بوست، تفوق الحزب الديمقراطي على نظيره الجمهوري، ففي ولاية فلوريدا زادت أعداد الناخبين الجدد المسجلين من الحزب الديمقراطي، هذا العام 2007، بما يعادل ضعف الناخبين الجمهوريين الجدد.
وفي ولاية "كولورادو" وصلت نسبة الزيادة إلى 1:4، وفي "نورث كارولينا" بلغت 1:6، وحتى في الولايات التي لا تسمح بالتسجيل على أساس الانتماء الحزبي، فقد حقق الديمقراطيون مكاسب كبيرة، حيث إن نسبة كبيرة من إجمالي الناخبين الجدد في ولاية فرجينيا، والبالغ عددهم حوالى 310 آلاف ناخب، تعيش في مناطق تعتبر معاقل للحزب الديمقراطي.
وما زال الديمقراطيون يحتفظون بالسبق في ولاية فلوريدا بصورة أكبر مما كان عليه الأمر عام 2004، عندما قام الجمهوريون بحملة قوية لتسجيل الصوت الإنجيلي، رغم أن أعداد الناخبين الجدد الذين تم تسجيلهم في الولاية، حوالى 800 ألف ناخب، أقل مما تمت إضافته مقارنة بعام 2004، وهو ما أرجعه سكرتير مكتب الولاية إلى حالة النجاح التي وصلت إليها جهود التسجيل، علاوة على تباطؤ معدل نمو السكان منذ عام 2004. فبحلول أول سبتمبر 2008، زاد عدد الناخبين الديمقراطيين المسجلين في الولاية بحوالى 316 ألف، مقارنة بـ129 ألف للجمهوريين.
وفي ولاية "نورث كارولينا" ، التي فاز فيها الرئيس بوش عام 2004 بنسبة أصوات 54%، أشار معدا تقرير الواشنطن بوست إلى تمكن الديمقراطيين من زيادة نحو 208 آلاف ناخبٍ هذا العام، مقابل 34 ألف ناخب للحزب الجمهوري، الذي جاء في المرتبة الثالثة بعد المستقلين، حيث بلغ عدد الناخبين الجدد من هذه الفئة نحو 148 ألف ناخب مستقل. وتعود هذه الزيادات، في جانب منها، إلى المعركة التي خاضها كل من أوباما وهيلاري كلينتون على الحصول على تسمية بطاقة الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية.
ويعزز من فرص الديمقراطيين ومرشحهم باراك أوباما في الولاية أن النسبة الأكبر من الزيادة في أعداد الناخبين الجدد كانت بين الأقليات، فبينما كان عدد الناخبين البيض يتجاوز عدد السود في الولاية بنسب 1:4 في بداية العام الحالي، فإن حوالى 146 ألف ناخب من السود والهسبانك يمثلون الآن ثلاثة أرباع الناخبين الجدد في الولاية.
وبالتالي فإن الفجوة في تسجيلات الناخبين الجدد بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، تتيح الفرصة للديمقراطيين للفوز بالولاية للمرة الأولى منذ عام 1976، طبقًا لـ"غاري بيرس" Gary Pearce الخبير السياسي الديمقراطي.
وفي "نيفادا" Nevada، التي فاز فيها بوش الابن بفارق 21 ألف صوت عام 2004، تمكن الديمقراطيون، مستغلين التنافس الحزبي بين أوباما وهيلاري كلينتون، من تسجيل 91 ألف ناخب جديد ، مقابل 22 ألفًا للجمهوريين، و26 ألفًا مستقلين، وبينما كان الجمهوريون يتفوقون على الديمقراطيين في بداية العام 2007 في عدد الناخبين المسجلين، فقد تمكن الديمقراطيون من اجتيازهم بنحو 81 ألف ناخب.
وأحدثت الانتخابات التمهيدية دفعة قوية في ولاية بنسلفانيا ، فبالإضافة إلى تسجيل مئات الآلاف من الناخبين الجدد أنفسهم كديمقراطيين، وتحول عشرات آلاف من الناخبين المستقلين والجمهوريين انتماءاتهم ليصوتوا لصالح أوباما أو هيلاري كلينتون. وتمت إضافة نحو 474 ألف ناخب ديمقراطي جديد إلى سجلات الناخبين في بنسلفانيا في العام الجاري، بينما فقد الحزب الجمهوري نحو 38 ألف ناخب، مقارنة بعام 2004 حيث كان عدد الناخبين الجدد المنتمين إلى الحزب الديمقراطي 375 ألفا، بينما بلغ عدد الجمهوريين 66 ألفًا.
ورغم أن بعض الولايات لا تسمح بالتسجيل على أساس حزبي، فقد سجل الديمقراطيون تقدمًا ملحوظًا على الجمهوريين، ففي فرجينيا كان هناك حوالى 310 آلاف ناخب جديد في بداية العام مقارنة بـ 210 آلاف في الفترة ذاتها من عام 2004.
وأمر مشابه حدث في ولاية "ميسوري"، التي لا تتيح هي الأخرى التسجيل على أساس حزبي، حيث إن نسبة كبيرة من الزيادة التي شهدتها الولاية في أعداد الناخبين المسجلين في العام الجاري، والتي بلغت 200 ألف ناخب جديد، كانت أيضًا في معاقل للحزب الديمقراطي مثل مقاطعة سانت لويس.
فيضان الناخبين الجدد
وفي ولاية "نيو مكسيكو"، التي فاز فيها بوش بنحو 6 آلاف صوت في عام 2004، تمكن الديمقراطيون من إضافة نحو 40 ألف صوت منذ نهاية العام الماضي مقارنة بـ 12 ألفًا للجمهوريين.
تسجيلات الناخبين كانت لا تحظى بأولوية في بعض الولايات التي تتمتع بنمو سكاني منخفض، وبدرجة أقل من التحول، فقد سجلت ولاية ميتشغان زيادة قدرها 160 ألف ناخب، وهو رقم قليل بالنسبة إلى حجم الولاية كما أنه أقل من العام 2004. وشهدت ولاية أوهايو الزيادة ذاتها في عدد الناخبين التي شهدتها عام 2004، وكان النمو في عدد الناخبين الجدد في ولاية إنديانا قريبًا مساويًا لعام 2004.
ولم تكن ولاية أوهايو Ohio بعيدة عن هذه الموجة من الزيادة في أعداد الناخبين الجدد، حيث يوضح تقرير نشرته وكالة أسوشييتد برس نشر في السابع من أكتوبر تحت عنوان "حوالى 66 ألف ناخب جديد في أوهايو يسجلون أنفسهم في 2008" أن الولاية سجلت نحو 66 ألف ناخب جديد منذ بداية عام 2008، وبالتالي لدى الولاية الآن نحو 211 آلاف ناخب جديد مسجل زيادة عن عام 2004.
التحدي ما زال قائمًا
رغم كل الأرقام السابقة التي تشير إلى التقدم الواضح للديمقراطيين في ما يتعلق بنسب الناخبين الجدد، فإن السؤال الحقيقي يكمن في استطاعة الديمقراطيين دفع هؤلاء الناخبين الجدد للتصويت يوم الانتخابات من عدمه.
عديدٌ من المحللين يرون أن هذا أمرٌ صعبٌ فـ"دونالد جرين"، عالم السياسة في جامعة ييل، يقول: إن التاريخ يشير إلى أن نسب الذهاب إلى التصويت بين الناخبين الجدد أقل من 75%، وهو ما تدعمه عدة وجهات نظر أخرى مفادها أن نسب التسجيل العالية، حتى لو كانت مائلة لحزب بهذه الدرجة، لا تضمن النجاح، فتاريخيًّا كانت نسب الذهاب للتصويت بين المسجلين الجدد منخفضة، فقد تراوحت نسب التصويت على مدى العقود الثلاثة الماضية بين 54-61%، فبينما يكون لدى المرشحين أشهر لتسجيل المزيد من الأيام، يكون لديهم مجرد ساعات يوم الانتخاب لدفع الناخبين للتصويت.
وأرجع جرين النسب العالية للتصويت التي شهدتها حملة أوباما أثناء الانتخابات التمهيدية إلى أن ناخبين أعادوا تسجيل أنفسهم في عناوين جديدة أو تحت حزب جديد، وقال إن المسجلين الجدد سيذهبون للتصويت بمعدلات مرتفعة ولكنها ليست مرتفعة جدًّا، كما أن معظم الزيادة في الإقبال على التصويت جاءت من الناخبين المسجلين بالفعل.
وتدعم "إرين فان سيكل"، المتحدثة باسم الحزب الجمهوري في فلوريدا، وجهة نظر جرين حيث ترى أن التاريخ يقول: إنه ليس بوسع الديمقراطيين فعل ذلك، (أي) حشد هذا العدد الكبير من الأصوات.
ولكن هناك عدة آراء أخرى فرغم اقتناع كريس دريبلبس ، مدير السياسة الاقتصادية في معهد الإصلاح بأن الانتخابات الماضية أظهرت أن التسجيل للتصويت شيء، والتصويت يوم الانتخابات شيء آخر"، فإنه يؤكد أن الانتخابات الحالية استثنائية نظرًا إلى الأوضاع التي تمر بها الولايات المتحدة داخليًّا وخارجيًّا، وهي أزمات تدفع الناخبين، حتى الذين لديهم حالة من الكسل أو اللامبالاة، للذهاب إلى التصويت.
وهو ما يوافق عليه ستيفن شميدت، أستاذ العلوم السياسية في جامعة أيوا، حيث يرى أن الانتخابات الحالية تعتبر واحدة من أهم الانتخابات في التاريخ الأميركي.
وإضافة إلى ما سبق فإن أوباما، طبقًا لتحليل وكالة أسوشيتد برس في ضوء البيانات المتاحة، سيحصل على الأصوات الكافية لانتزاع عديد من الولايات الفاصلة من الحزب الجمهوري ومرشحه جون ماكين، حتى لو ذهب الملايين الذين تم تسجيل أسمائهم بمعدل التصويت ذاته في الانتخابات السابقة، وصوتوا للحزب ذاته الذي قاموا بالتسجيل له.