غوردن براون يبدأ اليوم جولة في الخليج

لندن، وكالات: يبدأ رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون اليوم السبت جولة تشمل ثلاث دول نفطية خليجية على أمل إقناعها بإستخدام مواردها المالية لدعم الدول المتضررة بالأزمة المالية. وسيزور براون خلال جولته التي تستغرق اربعة ايام السعودية والامارات العربية وقطر. ويفترض ان يقترح على محادثيه في الدول الثلاث المساهمة في زيادة احتياطات صندوق النقد الدولي ليتمكن من دعم الدول التي تواجه صعوبات.

وقال براون خلال الاسبوع الجاري "انها الدول التي تملك احتياطات كبيرة، الدول الغنية بالنفط وثروات اخرى التي ستكون اهم المساهمين" في صندوق النقد الذي يبلغ احتياطيه حاليا 250 مليار دولار. واضاف "سأتوجه الى الخليج في عطلة نهاية الاسبوع وسيكون ذلك احد المواضيع" في برنامج الزيارة، معتبرا ان زيادة احتياطي الصندوق الذي وافق حتى الآن على منح قروض للمجر وايسلندا واوكرانيا سيساعد في منع انتشار الازمة.

لكن منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) التي تنتمي اليها السعودية كبرى الدول المنتجة للنفط في العالم، والامارات وقطر حذرت من انه يجب عدم الاعتماد عليها لتمويل الدول الغربية. وتبدو مهمة براون حساسة. فقد رأى خبراء انه حتى اذا وافقت دول الخليج على تقديم جزء من مواردها المالية، فانها لن توافق على الارجح على مرور هذه الاموال عبر صندوق النقد الدولي.

وقال الخبير آدم ديسكون من مجموعة "اوكسفورد اناليتيكا" ان هذه الدول التي ترى ان الولايات المتحدة والدول الاخرى الاعضاء في مجموعة البلدان الصناعية السبعية تهيمن على صندوق النقد الدولي، تفضل نظاما لا تتدخل فيه سوى لاستكمال قروض يمنحها الصندوق الى دول مثل باكستان. وصرح "اما فيما يتعلق بالمرور عبر صندوق النقد الدولي فلا اعتقد" ان الدول العربية الخليجية ستوافق على ذلك.

وتأتي زيارة براون قبل قمة لا سابق لها لرؤساء الدول الصناعية والناشئة في مجموعة العشرين، ستعقد في 15 تشرين الثاني/نوفمبر في واشنطن ويسشارك فيها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز. وتواجه الدول النفطية في الخليج تراجعا في عائداتها التي يأتي ثمانون بالمئة منها من النفط الذي تراجعت اسعاره اكثر من 55% في اق من اربعة اشهر. وقد تراجع سعر البرميل الى اقل من ستين دولارا مقابل حوالى 150 دولارا في تموز/يوليو الماضي.

وكان براون اثار استياء هذه الدول الاسبوع الماضي بعد ان صرح انه يشعر "يخيبة امل" من قرار اوبك خفض انتاجها 1,5 مليون برميل يوميا للحد من تراجع الاسعار. وقال آدم ديسكون انه حتى اذا كانت الدول النفطية الهليجية تملك احتياطات نقدية كبيرة، فقد تستخدم انخفاض الاسعار "ذريعة" لرفض تقديم دعم مالي لصندوق النقد الدولي.

وكان الامين العام لاوبك الليبي عبد الله البدري رأى الثلاثاء انه من "المفاجىء" ان العالم يلتفت الى اوبك للخروج من الازمة المالية، مؤكدا ان المنظمة تضم خصوصا "دولا فقيرة" غير قادرة على انقاذ الغرب. واضاف في تصريحات ادلى بها في لندن ان "هذه الازمة نشأت في الولايات المتحدة ويجب ان تحل في الولايات المتحدة وهم قادرون على ذلك".

الاندبندنت

ونطالع على صحيفة الاندبندنت خبراً حول سفر براون إلى الخليج في محاولة لاقناع دول المنطقة القوية للمساعدة على مقاومة التراجع الاقتصادي العالمي. وتضيف الصحيفة أن من المتوقع أن يلتقي براون بقادة قطر والسعودية والإمارات وأن يطلب منهم أن يضخوا مليارات الجنيهات لدى صندوق النقد الدولي الذي يجاهد لمقابلة طلبات الدول التي تتعرض لانهيار في انظمتها المالية. وتكشف الصحيفة أيضاً أن براون سيحثهم كذلك على عدم تخفيض الانتاج النفطي في محاولة لمعالجة انخفاض اسعار الخام خلال الأشهر الماضية.