الفلوجة العراقية ترى ماكين وأوباما وجهين لعملة واحدة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
وقال ضياء الدين عبد الله صاحب محل لبيع الادوات الكهربائية "ماذا سيتغير اذا فاز ماكين او اوباما؟ لقد قتلت القوات الاميركية والدتي منتصف الليل اثناء فرارنا من الهجوم العام 2004".
وقد شنت القوات الاميركية هجوما عنيفا في تشرين الثاني/نوفمبر 2004 على المدينة التي تحولت آنذاك الى معقل للمتطرفين من العرب السنة، ما ادى الى مقتل المئات من سكانها وتدمير معظم احيائها.
واضاف ان "السياسة الاميركية ثابتة فاوباما لن يتمكن من تغييرها. لدى واشنطن اجندتها الخاصة".
ويقع متجر عبد الله في شارع العباس الرئيسي حيث ما تزال اثار المواجهات الاولى بادية للعيان في نيسان/ابريل 2004 اثر مقتل اربعة من الحراس التابعين لشركة بلاك ووتر الاميركية.
ويشكل الجسر الحديد الذي تم تعليق الجثث عليه ثلاثة ايام بعد التمثيل بها رمزا لانطلاقة شرارة التمرد ضد الاميركيين في الفلوجة (50 كلم غرب بغداد).
وبعد مرور اربعة اعوام، عادت الحركة طبيعية في شوارع المدينة التي تغص بالباعة والمشترين والسيارات.
لكن الشعور المعادي للاميركيين لم يتغير فالسكان يريدون رحيل القوات الاميركية والانتخابات الرئاسية لا تعني لهم شيئا.
وتبدو اثار الاشتباكات واضحة في متجر عبد الله وكذلك في المحلات الاخرى المجاورة. كما تعرض مبنى من اربع طبقات للتدمير بشكل كامل وما تزال الانقاض تنتظر من يرفعها، وتتراكم النفايات في الشوارع بينما تتجمع المياه الآسنة في الزوايا.
لكن، بدا المجلس البلدي تزفيت الطرقات في حين تم تدشين مستشفى جديد عند مدخل المدينة قرب حديقة عامة جديدة ايضا.
الا ان هذا ليس كافيا بالنسبة للسكان كما يبدو. وقال ابو مصطفى "بالامكان صيد السمك في هذه البركة" في اشارة الى تجمع كبير للمياه المبتذلة.
واضاف الخمسيني بينما كان يقف في طابور طويل للاشتراك في خدمة الهاتف "نحتاج الى الكهرباء والماء والمستشفيات والوظائف للشبان. لا اعتقد ان الحكومة العراقية التي تعمل بموجب اجندة ايرانية او اوباما او ماكين يستطيعون ذلك".
وخلف الطابور بقايا مبنى تكومت في المكان يقف بقربها شبان عاطلون عن العمل يتنظرون مقاولا ما يطلبهم للعمل.
ويسود الشعور المناهض للاميركيين وانعدام الثقة بهم اوساط كبار المسؤولين المحليين بشكل واضح جدا.
وقال قائممقام الفلوجة سعد عواد رشيد الذي يلقى احترام المواطنين بسبب نشاطه للتخفيف عن مشاكلهم اليومية "ارغب في مغادرة الاميركيين باسرع وقت ممكن".
واضاف ان "الناس يكرهون الاميركيين خصوصا عندما ياتون لتوقيف احد. اريد ان يخرج الاميركيون من العراق. ليس مهما من يفوز في هذه الانتخابات فهي لا تهمنا اساسا".
وما يزال سكان الفلوجة يستخدمون بطاقات خاصة اصدرها الجيش الاميركي لدخول المدينة او مغادرتها. كما انهم لا يكترثون لحكومة رئيس الوزراء نوري المالكي او المحادثات حول الاتفاقية الامنية مع واشنطن.
واوضح عبد الله "لا نريد بقاء الاميركيين ثلاثة اعوام اخرى كما اننا لسنا بحاجة الى الاتفاقية الامنية" في اشارة الى المفاوضات الجارية منذ اشهر بين بغداد وواشنطن لتنظيم الوجود الاميركي في العراق ما بعد 2008.
وتابع "ان القوات العراقية جاهزة وبامكانها تولي الامن في البلاد".
وتنص مسودة الاتفاقية الامنية على رحيل القوات الاميركية في كانون الاول/ديسمبر 2011.
وقال الطبيب "لا اثق باوباما وماكين. حتى وعود اوباما بانسحاب القوات ستبقى مجرد وعود. يترك الاميركيون وراءهم الدمار اينما حلوا وكلما سارعوا في الرحيل كلما كان ذلك افضل".