الرئيس الأميركي المقبل سيغتنم نافذة سوريا- إسرائيل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ويجمع المحللون على انه ثبت الان ان سياسة ادارة الرئيس جورج بوش الجمهورية تجاه سوريا والتي قامت على عزلها فشلت وانها ربما وضعت دمشق في وضع اقوى بعد ان اثبتت قدرتها على استيعاب الضربات ومواجهة الضغوط التي مارستها واشنطن عليها طوال ثماني سنوات.
لكن المحللين يختلفون حول ما اذا كانت هناك فرصة حقيقية لاتفاق سلام بين سوريا واسرائيل ام ان المفاوضات غير المباشرة التي بدأت بوساطة تركية قبل عدة اشهر هي مجرد "لعبة سياسية" يهدف الطرفان منها الى تحقيق اهداف محددة مع علمهما انها لن تفضي الى اتفاق ينهي النزاع بينهما.
وقال مدير برنامج الشرق الاوسط في مجموعة الازمات الدولية (مؤسسة بحثية مستقلة) روبرت مالي لوكالة فرانس برس انه ستكون هناك فرصة لتحسين العلاقات مع سوريا "بعد سياسة (بوش التي) قامت على مطالبة سوريا بالاستجابة لمطالب واشنطن من دون تقديم اي مقابل لها".
واضاف ان هذه السياسة "كانت نتيجتها ان اصبحت دمشق الان في وضع افضل اذ انها صمدت في مواجهة الاسوأ واستطاعت استيعاب الضربات".
وباتت سوريا تلعب دورا "اكثر ايجابية" منذ اتفاق الدوحة الذي انهى الازمة السياسية اللبنانية، حسبما يقول روبرت مالي.
ويعتقد مالي ان "هناك فرصة لطي الصفحة" وانه "سيتعين على مستشاري اوباما البحث في كيفية اغتنام الفرصة المتاحة من دون تعجل او اوهام لتجديد العلاقة مع سوريا ولاستكشاف ما اذا كانت دمشق يمكنها في المقابل ان تعدل من سياساتها الاقليمية".
لكن مالي يشدد على انه سيكون من الخطأ تصور ان سوريا يمكنها احداث انقلاب في سياستها او التخلي عن تحالفاتها "مع ايران ومع المجموعات الفلسطينية واللبنانية مثل حزب الله واستبدال تحالف مع الولايات المتحدة واسرائيل بها".
ويتابع ان سوريا "تريد بلا شك البناء على العلاقات التي بدات في اقامتها مع فرنسا ولها مصلحة في مواصلة مفاوضات السلام التي بداتها مع اسرائيل وهي تريد ان تلعب دور الوسيط وهمزة الوصل في الملفات الاقليمية الساخنة وخصوصا ملف البرنامج النووي الايراني".
ويرى هذا الخبير ان اي ادارة اميركية مقبلة سواء كانت برئاسة اوباما او ماكين "ستكون على استعداد للتدخل المباشر" في المفاوضات السورية الاسرائيلية اذا كان من شان ذلك ان يقود الى اتفاق سلام والى تعديل في مواقف سوريا يؤدي الى تهدئة لاوضاع في المنطقة.
ويشير مالي الى انه في حالة فوز اوباما فان سوريا ستكون "احد الاطراف الاقليمية الرئيسية التس ستتفاوض معها الادارة الاميركية الجديدة لترتيب انسحاب القوات الاميركية من العراق وفقا للجدول الزمني المبدئي الذي حدده المرشح الديموقراطي وهو اعادة القوات في غضون 18 الى 24 شهرا".
ويعتقد هذا الخبير ان هناك "فرصة حقيقية" لسلام سوري اسرائيلي خصوصا ان "استعادة بشار الاسد للاراضي التي فقدها والده ستضيف كثيرا الى شرعية نظامه" وان "المؤسسة العسكرية في اسرائيل باتت على قناعة بان مثل هذا الاتفاق يحقق اهدافا امنية مهمة على راسها تكبيل حزب الله".
ولكن مالي يري مع ذلك صعوبات على الطريق.
ويقول ان "التحدي الحقيقي هو معرفة كيف يمكن لسوريا ان تعلب الدور الذي يتوافق مع الصورة التي تتصورها هي عن وضعها في العالم العربي وفي المنطقة وفي نفس الوقت تستجيب للتوقعات التي نشأت لدى الولايات المتحدة واسرائيل".
ويضيف ان "فحوى الاتفاق في حد ذاتها ليست هي المشكلة فقد كادت سوريا واسرائيل ان تتوصلان الى اتفاق وانما التحدي هو ما بعد مثل هذا الاتفاق".
في المقابل يرى المحلل رمزي بارود وهو اميركي من اصل فلسطيني ان التوصل الى اتفاق سلام سوري اسرائيلي يكاد يكون "مهمة مستحيلة".
ويستند هذا المحلل بذلك الى انه لا يوجد في اسرائيل الان زعيم سياسي "يحظي بشعبية تمكنه" من تقديم تنازل بحجم الانسحاب من هضبة الجولان التي احتلتها الدولة العبرية في 1967 وضمتها في 1980.
ويضيف ان سوريا "تريد بالتاكيد استعادة الجولان لكنها تعرف ان هذا من الصعوبة بمكان" في الاوضاع الداخلية الاسرائيلية الراهنة، لذلك تحاول كسر العزلة التي فرضها عليها بوش "وطرح نفسها كطرف قادر على تقديم بدائل وعلى فتح قنوات اتصال" مع الاطراف الاقليمية وخصوصا ايران.
ويؤكد بارود ان اسرائيل من جهتها "تسعى لكسر التحالف" بين سوريا وايران وحزب الله حتى تتمكن من تحقيق هدفها الرئيسي وهو "تدمير حزب الله".
التعليقات
الجولان لن يعود الا
ماجد -ان ارتباط سوريا بحزب الله وحماس هو التقاء مصالح،وفي حال تخلي اسرائيل عن الجولان وهنا الشك،تلقائيا ستبتعد سوريا عن دعمها للحركتين،فلن يكون هناك حاجة لذلك.ان سوريا جادة بسعيها للسلام ولكن السؤال هل اسرائيل قادرة على دفع فاتورته، اي اعادة الجولان؟؟؟