ليبيا تنفي قبولها إقامة قاعدة بحرية روسية في بنغازي

صفقة أسلحة روسية لليبيا خلال زيارة القذافي لموسكو
ليبيا تنفي قبولها إقامة قاعدة بحرية روسية في بنغازي
نبيل شرف الدين من القاهرة : في أول تعقيب رسمي من قبل طرابلس الغرب، نفى مصدر ليبي الأنباء التي سربتها وسائل الإعلام الروسية حول استعداد ليبيا لإقامة قاعدة بحرية روسية في مرفأ مدينة بنغازي التي تقع شرق ليبيا .
ويزور العقيد الليبي القذافي موسكو هذه الأيام، وخلال هذه الزيارة نصب خيمته ـ التي يصر على اصطحابها لكل مكان ـ في حديقة تاينيتسكي في أراضي الكرملين .
ونقلت وكالة الأنباء الإفريقية "بانا" عن المصدر الرسمي الليبي قوله إن هذا النبأ لا أساس له من الصحة، ووصفه بأنه "محاولة للتشويش على زيارة العقيد الليبي معمر القذافي إلى العاصمة الروسية موسكو"، حسب تعبيره .
واتهم نفس المصدر مؤسسات غربية ـ لم يحددها ـ بتسريب هذا الخبر إلى صحيفة روسية وصفها بالمغمورة، قبل أن تنقله وكالات الأنباء الغربية وقنوات فضائية معروفة، وذلك "رداً على موقف العقيد الليبي معمر القذافي الرافض لمشروع الإتحاد من أجل المتوسط"، على حد قوله .
وكانت صحيفة "كومرسنت" الروسية قد استبقت زيارة العقيد الليبي الحالية لموسكو، بنشر أنباء أكدت فيها أن ليبيا مستعدة لاستضافة قاعدة عسكرية بحرية روسية" تقام في مرفأ بنغازي ثاني أكبر المدن الليبية التي تقع شمال شرق البلاد .
وفي سياق متصل قال المتحدث باسم مجمع التصنيع العسكري الروسي: "إنه جرى إعداد كافة العقود لتجهيز مجموعة كبيرة من المروحيات والطائرات الحربية ووسائل الدفاع الجوي، وأسلحة القوات البرية والمعدات البحرية لطرابلس منذ فترة طويلة مضت" . صفقات التسليح
وقبيل زيارة القذافي إلى موسكو سربت دوائر رسمية روسية أنباء من مجمع التصنيع العسكري الروسي أن قيمة صفقة الأسلحة الجديدة التي ستشتريها ليبيا من موسكو ستزيد على ملياري دولار أميركي، ونقلت وكالة (نوفوستي) الروسية عن متحدث باسم مجمع التصنيع العسكري الروسي " إنه من الممكن أن يتم التوصل إلى اتفاق مبدئي بشأن إبرام مجموعة كبيرة من العقود تفوق قيمتها ملياري دولار خلال زيارة العقيد الليبي معمر القذافي الحالية إلى موسكو"، كما يجري تحضير عدد من العقود لتطوير الأسلحة الليبية التي تم توريدها إبان الحقبة السوفيتية .
كما نقلت الوكالة الروسية عن مصادر عسكرية قولها إن ليبيا تبدى اهتماما بشراء أنظمة صواريخ أرض - جو حديثة من طراز (اس ـ 300 بي ام أو 2) و(تورـ ام 1) وكذلك (بوك ام 1ـ2).
وأوضحت ذات المصادر الروسية أن طرابلس أبرمت اتفاقاً عسكرياً مع موسكو لشراء سربين من المقاتلات الروسية، أحدهما من طراز (ميغ ـ 29 اس ام تي)، وآخر من طراز (سوخوي ـ 30 ام كيه)، وست طائرات تدريب حربية من طراز (ياك ـ 130)، وعشرات المروحيات من طراز (مي ـ 17) و(مي ـ 35) و(كا ـ 52) ونحو 50 دبابة من طراز (تي ـ 90 اس) إضافة لغواصة "ديزل كهربائية مشروع 636"، وكذا أنظمة الراجمات الصاروخية (جراد) وأسلحة أخرى .
واختتم تصريحاته بالقول "إنه تم بالفعل التوقيع على عدد من العقود بالأحرف الأولى، بينما هناك عقود أخرى جاهزة عمليا للتوقيع، إلا أنه وبسبب عدم اتفاق الطرفين بصورة نهائية على خطط التسديد المالي مقابل الواردات من السلاح تم تأجيل توقيعها" .
تجدر الإشارة إلى أن الديون المستحقة لروسيا لدى ليبيا ـ حسب تقديرات الخبراء الاقتصاديين ـ تبلغ ما يعادل 5ر4 مليار دولار أميركي، وأن المعدات الحربية السوفيتية الصنع تشكل في الوقت الراهن 90 بالمائة من مجمل البنية التحيتية لتسليح الجيش الليبي، إذ كان الاتحاد السوفيتي قد جهز ليبيا خلال الفترة من 1981 الي 1985 بمعدات حربية بمبلغ 6ر4 مليار دولار أميركي .