قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
مونفيرميه: تصبو الأقليات في بعض دول أوروبا لفرص قد تسنح لهم للإدلاء بأصواتهم لصالح زعيم سياسي ينبثق من تلك العرقيات المهاجرة، على غرار المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية، باراك أوباما.ويتحسر خضر مكالشي، فرنسي من أصول جزائرية، قائلاً: "أوباما من وحي الخيال والأحلام هنا."
وقال مكالشي، الذي نفى الإحساس بأنه فرنسي الهوية إن أوباما": "قد يأتي كبصيص أمل"، وفق الأسوشيتد برس.ويقف التمييز كعقبة رئيسية تحول دون خروج زعيم قادر على سحق النظام القائم، من بين الأجيال المهاجرة لمواطني دول كفرنسا وألمانيا وبريطانيا، إلى جانب سبب آخر، وهو أن شأن "عرقية اللون" مازالت حديثة نسبياً على "العالم العجوز."وقال داني سريكاسندراجاه، من "معهد أبحاث السياسة العامة" في بريطانية: "أوباما لم يحدث بين ليلة وضحايا.. الأمر استغرق أجيالاً من فعاليات الأقليات في الولايات المتحدة لخلق مثل هذا الفراغ وتطوير هذا النوع من الفطنة السياسية.. وهذا ما تفتقده أوروبا." وتظل حواجز اللون في مجتمعات الأقليات في دول مثل بريطانيا وفرنسا، وتعكس بدورها الماضي الاستعماري لتلك الدول، حيث غالبية المهاجرين من مستعمرات سابقة.وتحتل العرقيات في بريطانيا - وتمثل حوالي 8 في المائة على الأقل من عدد السكان، 15 مقعداً من مقاعد البرلمان البالغة 646 مقعداً. وتتبوأ البارونة سكوتلاند، من أصول أفريقية، منصب المدعي العام، وهو أعلى منصب يحتله فرد من الأقليات في الحكومة البريطانية.ويقدر عدد المسلمين في فرنسا بقرابة 5 ملايين فرد، معظهم من دول المغرب العربي، بالإضافة إلى الملايين الأخرى من القارة الأفريقية، إلا أن مقاعد "الجمعية الوطنية (البرلمان) - 557 - تخلو سوى من برلماني واحد أسود، بالإضافة إلى أربعة نواب (سيناتور) من أصول مغاربية، في مجلس الشيوخ. وتحتل الأقليات عشرة من مقاعد البرلمان الألماني "بوندستاغ" البالغة 612 مقعداً، فيم يستعد السياسي كيم أوزدمير، من أصل تركي، للانضمام لقيادة حزب سياسي - حزب الخضر.وفي ذات الوقت يستعد مهاجراً مغربياً لتولي منصب عمدة "روتردام"، المدينة الهولندية الأكثر اكتظاظاً بالمهاجرين. ويتواصل التوتر العرقي في الولايات المتحدة رغم الكفاح الطويل لحركات الحقوق المدنية في حقبة الخميسينيات والستينيات، وتدخل الجماعات العرقية في معترك الحياة السياسية.وعقب سريكاسندراجاه، حول ظاهرة "أوباما" قائلاً: "أعتقد أن ما نشهده هو نضج سياسي للعرقيات." وتجتاح حمى "أوباما مانيا" دولاً أوروبية كألمانيا وبريطانيا وفرنسا، إلا أن العرقيات هناك تظل حبيسة "الطفولة السياسية."ويبدو التمييز في فرنسا، الدولة الأم لشعار "الحرية، والمساواة، والإخاء" ضد "الأقليات الواضحة"، بشكل صارخ، أحياناً وخلص تقرير أجراه خبير مستقل للأمم المتحدة، غاري ماكدوغال، بعد زيارة إلى فرنسا العام الماضي، إلا أن التمييز "واسع الانتشار، والراسخ، والمؤسس" يعيق أي قفزة فوق حاجز العرق.ورغم ذلك تعد فرنسا ضمن دول أوروبية تمكنت بنجاح في دمج المهاجرين البيض في المجتمع، وخير مثال على ذك أن والد الرئيس نيكولاس ساركوزي، من مواليد هنغاريا. وعقب رئيس المجلس الممثل لجمعيات السود، باتريك لوزيس قائلاً:"مثل هذا المسار لا يمكن تخيله لأسود في فرنسا."وقام ساركوزي بتعيين ثلاث فرنسيات من أصول أفريقية كوزيرات، إلا أن التقدم توقف عند هذا الحد. وقال المختص في علم الاجتماع الذي عكف على دراسة التمييز في المجتمع الفرنسي، أريك كيسلاسي: "أوباما شخصية نحن غير قادرين على إنتاجها.. فالمناصب تحرس بعناية ويتم تميررها إلى الأشخاص في ذات الدائرة."
وأضاف معقباً على الأقليات المهاجرة: "إنهم يعرفون النظام السياسي الفرنسي جيداً ليتشبثوا بحلم أي أوباما فرنسي." واختتم لوزيس الحديث قائلاً: أوباما تجسيد للحلم الأميركي.. وهنا سنطرح سؤالاً.. أين هو الحلم الفرنسي؟"