أخبار

بايلن وبايدن نجمان تنقسم أميركا بشأنهما

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

واشنطن: أحدثت المحافظة ساره بايلن انقساما في حملة الرئاسة لعام 2008 إذ يرى كثيرون أن هذه المرشحة الجمهورية لمنصب نائب الرئيس تتصرف ك"نجمة" فيما باتت القاعدة الشعبية للحزب تعتبرها منذ الان زعيمتها المقبلة. وبايلن التي تقارن نفسها ب"كلب شرس مع احمر شفاة"، نجحت خلال الحملة في تعبئة القاعدة الشعبية للناخبين بتوجيه ضربات قاسية للمرشح الديموقراطي باراك اوباما مخاطرة باثارة نفور الناخبين الوسطيين.

فقد حفزت بايلن التي كانت شبه مجهولة خارج ولايتها الاسكا قبل ان ترشح لمنصب نائب الرئيس، الناخبين الجمهوريين مع حملة صارمة لم تتردد خلالها في اتهام اوباما ب"مصادقة" ارهابيين وبانه "اشتراكي" الصفة التي تكاد تكون شتيمة في الولايات المتحدة.

لكنها اصبحت اقل اقناعا بالنسبة لبعض الناخبين الذين يرون انها غير مؤهلة لخلافة جون ماكين (72 عاما). ففي غضون سبعة اسابيع من الحملة تكررت اخطاؤها وتصريحاتها الخرقاء لتنال من مصداقيتها. فخلال حديثها التلفزيوني الاول لم تتمكن من تحديد "نظرية بوش" للضربات الوقائية.

وفي حديث تلفزيوني وصفها احد مستشاري جون ماكين ب"النجمة" التي "لا تقبل نصائح من احد". وبايلن لاعبة كرة السلة الممتازة التي تهوى الصيد والعضوة في جمعية مؤيدي حمل الاسلحة النارية "ناشونال رايفل اسوسييشن"، اللوبي الاميركي النافذ جدا، تريد ان تبدو قريبة من الاميركي المتوسط ولا سيما في طريقة كلامها.

وفي مناظرة تلفزيونية في مطلع تشرين الاول/اكتوبر الماضي، توجهت الى المرشح الديموقراطي لمنصب نائب الرئيس جو بايدن قائلة "اهلا، هل يمكن ان اناديك بجو؟". الا ان صورتها كشخص قريب من الناس تاثرت بما نشر عن انفاق حزبها 150 الف دولار على ملابسها وملابس اسرتها خلال الحملة.

ولدت سارة بايلن في 11 شباط/فبراير 1964 في ايداهو (شمال غرب) وهي ابنة معلم وسكرتيرة وهي حاصلة على شهادة في الصحافة وعملت لفترة وجيزة في تغطية احداث رياضية لحساب شبكة تلفزيونية صغيرة في مدينة انكوراج (الاسكا).

وفي العام 1984 وبعد فوزها بلقب ملكة جمال مدينة واسيلا الصغيرة فشلت في الحصول على لقب ملكة جمال الاسكا الذي ترشحت له. ولبايلن وزوجها تود بايلن خمسة ابناء آخرهم تريغ الذي ولد في نيسان/ابريل الماضي مصاب بمتلازمة داون (منغولي). وهي بروتستانتية مؤمنة ومن كبار معارضي الاجهاض وزواج مثليي الجنس.

وفي حديث تلفزيوني مع الزعيم الانجيلي جيمس دوبسون، قالت انها تضع نتيجة الانتخابات الرئاسية "بيد الله". وردا على سؤال في حديث تلفزيوني عما اذا كانت تنوي مواصلة مشوارها السياسي بعد الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر، قالت "لا افعل ذلك بلا مقابل".

بدأت سارة بايلن حياتها السياسية العام 1992 بانضمامها الى المجلس البلدي في مدينة واسيلا الصغيرة البالغ عدد سكانها تسعة الاف نسمة قبل ان تصبح بعد اربع سنوات في سن الثانية والثلاثين اصغر رئيس بلدية لهذه المدينة سنا.

وعلى الاثر ترشحت بايلن لمنصب حاكم الاسكا العام 2006 بعد ان تمكنت من انتزاع ترشيح الحزب هازمة الحاكم المنتهية ولايته لتفوز في نهاية المطاف في الانتخابات العامة متقدمة بست نقاط على خصمها الديموقراطي.

وسواء دخلت البيت الابيض الى جانب جون ماكين ام لا فقد اسهمت سارة بايلن بالفعل مع هيلاري كلينتون في "كسر السقف الزجاجي" الذي يحد من تقدم المراة في الولايات المتحدة.

جو بايدن مكسب اوباما في السياسة الخارجية

أما السناتور جو بيدن الذي اختاره المرشح الديموقراطي للرئاسة الاميركية باراك اوباما فهو من اقطاب الساحة السياسية الاميركية ومن الخبراء المحنكين في الشؤون الدولية لكن مسيرته يشوبها الكثير من التصريحات الخرقاء. ولد بايدن في 20 تشرين الثاني/نوفمبر 1942 في عائلة كاثوليكية في سكرانتون (بنسلفانيا، شرق). وقد انتخب سناتورا عن ديلاور للمرة الاولى في 1979 عندما كان في التاسعة والعشرين، بينما كان اوباما في الحادية عشرة.

وجو بايدن (65 عاما) احد المخضرمين على الساحة السياسية الاميركية مع خبرة 35 عاما في مجلس الشيوخ ورئاسة لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس. وفي بداية مسيرته السياسية، واجه مأساة مصرع زوجته وابنته التي كانت تبلغ من العمر 13 شهرا في حادث سير نجا منه ابناه.

ونجله الاكبر بو (39 عاما) هو حاليا وزير العدل في ولاية ديلاور. كما انه ضابط في وحدة الحرس الوطني في الولاية، ومن المقرر ان يتوجه للخدمة في العراق في تشرين الاول/اكتوبر. اما ابنه الثاني، هانتر (38 عاما)، فهو محام في واشنطن.

وهذه الماساة العائلية بالاضافة الى اكتشافه ورما في الدماغ في 1988، جعلاه اكثر صلابة. فقد تغلب بيدن على مآس عديدة بحيث اصبح يبدو وكانه لا يقهر. ولهذا الرجل علاقات في كل العواصم الكبرى، وهو خبير في السياسة الخارجية. وقد زار اخيرا جورجيا. وفي امكانه ان يؤمن لاوباما المصداقية التي يحتاج اليها في هذه المسائل الشائكة.

وكتب المعلق المحافظ ديفيد بروكس في صحيفة "نيويورك تايمز" الجمعة ان "بيدن يقدم لاوباما ما يحتاج اليه"، مشيرا الى ان ميزات بيدن هي جذوره في الطبقة العاملة ونزاهته واخلاصه وخبرته.

بعد وقوع اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001، تراس بيدن للمرة الاولى في مسيرته المهنية لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ وحث على الاثر الرئيس الاميركي جورج بوش على التحلي ب"الصبر والعزم والحذر".

وعلى عكس باراك اوباما الذي عارض الحرب على العراق، ايد بيدن القرار 2000 الذي سمح بشم هذه الحرب، الا انه ابدى تمايزا ازاء سياسة الولايات المتحدة الخارجية، اذ اعتبر ان على الولايات المتحدة "تصفية" الرئيس العراقي السابق صدام حسين، الا ان التفرد بقرار الهجوم هو "الخيار الاسوأ".

وصرح السنة الماضية لمجلة "بوليتيكو" السياسية المتخصصة بالقول "انا نادم على تصويتي". وكتب في 2006 انه يؤيد انسحابا للجنود الاميركيين من العراق في 2008، وهو موقف قريب من موقف اوباما الذي يسعى الى انهاء الوجود الاميركي في العراق بعد 16 شهرا من تسلمه مهامه في حال انتخابه رئيسا.

وقدم سناتور ديلاور ترشيحه الى الانتخابات الرئاسية عن الحزب الديموقراطي، الا انه انسحب سريعا. وصرح العام الماضي بان باراك اوباما "هو اول اميركي افريقي توافقي قادر على حسن التعبير ويملك شخصية لامعه ونظيفة وساحرة". ولا يبدو ان فريق اوباما مستاء من هذا التصريح الاحمق، علما انه ليس الخطأ التعبيري الوحيد في مسيرة بيدن المهنية وهو المعروف بتعليقاته السريعة والجارحة احيانا.

وشارك سناتور ديلاور في 1987 في السباق الرئاسي داخل الحزب الديموقراطي، الا انه انسحب بعد ان بث منافسه مايكل دوكاكيس شريط فيديو يظهر فيه بيدن وهو يقتبس مقاطع من خطابات زعيم الحزب العمالي البريطاني نيل كينوك، مع محاولة تغييرها لتبدو خاصة به.

وكتب بروكس ان "نقاط ضعف بيدن سطحية. قال عددا من الامورالسخيفة على مدار السنين (...)، الا ان هذا لا يسيء الى المرشح الديموقراطي، لان الناخبين اذكياء وسيغفرون الهفوات العفوية لشخص صادق". ويعيش بيدن اليوم مع زوجته الثانية جيل التي انجب منها فتاة تبلغ الان السابعة والعشرين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف