قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
محمد بن راشد لبراون: اتركوا المنافسة.. انه وقت الشراكة
زيد بنيامين من دبي: عبر بوابة الامارات انهى رئيس الوزراء البريطاني غوردان براون زيارة ناجحة للخليج سعياً للفوز بدعم دول المنطقة لمواجهة الازمة المالية العالمية، بالاعتماد على فوائضها المالية التي حصلت عليها من اسعار النفط المرتفعة خلال الفترة الماضية، وقد شملت الزيارة كل من المملكة العربية السعودية وقطر والامارات ولم تتجاوز الـ 24 ساعة.
ولم تختلف تصريحات براون عن نتائج زيارته لمحطة الامارات، عن بقية تصريحاته في محطاته السابقة، حيث اكد للصحفيين بعد اجتماعه مع الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي انه "حينما سنجتمع في واشنطن بعد ايام قليلة من الان، اعتقد ان المزيد من الدول ستتفق وتعلن تحديداً عن قيم مشاركاتها في دعم المجتمع الدولي" مضيفاً "ما حصلت عليه من تطمينات من وزراء المنطقة كان ايجابياً". وكان براون قد اعلن خلال زيارته للخليج عن حاجته لدعم دول المنطقة لرفع ميزانية صندوق النقد الدولي من 250 مليار دولار الى ما هو اكبر من ذلك مستفيداً من ترليون دولار جنتها خزائن الخليج من ارتفاع اسعار النفط ووصولها الى حدود الـ 150 دولاراً للبرميل في يوليو الماضي ويعتقد ان هذه الدول في المقابل ستلعب دوراً اكثر في المؤسسات الدولية والبداية ستكون من المؤسسات المالية من اجل عكس قوة دول الخليج الصاعدة على المستوى العالمي. ولم يخلو حديث الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم مع براون من الاشارة الى وجود "معطيات جديدة ومستجدة يجب توظيفها من قبل الطرفين من اجل بناء شراكة شفافة ومتوازنة بعيدا عن المنافسة وصولا الى تحقيق الاهداف والمصالح المشتركة". اما صحيفة الناشونال الانجليزية الصادرة في العاصمة ابوظبي فقد اكدت في تعليق لها على ان "السيد براون قد جعل الامور اوضح الان بأنه يعتقد انه حينما سيتم اعادة هيكلة المؤسسات العالمية كما يجب ذلك فأن دول الخليج يجب ان تلعب دوراً اكثر تأثيراً في تلك المؤسسات، بمعنى اخر، يجب ان يكون لدينا مقعد على الطاولة". ومنذ وصوله الى المنطقة قابل براون العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز وحاكم قطر ورئيس وزراءه بالاضافة الى الشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الامارات والشيخ محمد بن راشد نائبه والشيخ محمد بن زايد ولي عهد امارة ابوظبي. واكد اللورد بيتر ماندلسون السكرتير الصحفي المرافق لبراون في الجولة ان دول الخليج ابدت "انفتاحاً للمساعدة، كما انهم يقدمون انفسهم كشركاء اوفياء يسعون لمشاركة بقية دول العالم في حل الازمة المالية العالمية" مضيفاً "حينما يتعلق الامر بصندوق النقد الدولي فأن ترحيبهم اكبر ، ولكن عموماً كشركاء من حقهم المطالبة بأن يكون لهم دور في صنع القرار من اجل بناء المؤسسات والتجارب الجديدة". وقال ماندلسون ان جولة براون للمنطقة اسفرت عن جمع نحو نصف مليار جنيه استرليني (790 مليون دولار) كعقود وقعت بين دول المنطقة وبريطانيا مستفيداً من قدراته التفاوضية باعتباره وزير مالية سابق. وكان السكرتير الصحفي لبراون قد اكد خلال محطة الرياض ان احد افراد العائلة المالكة السعودية قد اكد ان بلاده لا تريد ان تظهر في الصورة كأنها بقرة حلوب مضيفاً "انهم لا يريدون تحريك شفاه فقط". وقد بدأت دول الخليج منذ الطفرة النفطية التي شهدتها مؤخراً في توجيه استثماراتها نحو الداخل وتحديداً نحو تطوير البنى التحتية قبل ان يطلب منها المساهمة في حل الازمة المالية العالمية انطلاقاً من عائدات تلك الطفرة حيث لعب براون دور مرسول دول العالم الى المنطقة لمعرفة مطالباتها قبل قمة العشرين الكبار في واشنطن التي ستشهد مشاركة الملك عبد الله بن عبد العزيز عاهل السعودية، وقد زار براون خلال محطة الامارات مدينة مصدر وهي مشروع اماراتي طموح يستثمر 15 مليار دولار في انتاج الطاقة البديلة باعتبارها اهم مشروع يترجم محاولات دول الخليج للخروج من عباءة النفط. بدورها اعلنت السعودية عن تخصيص 500 مليون دولار من اجل تطوير مصادر دخلها غير النفط كما بدأت باطلاق مدن اقتصادية ابرزها مدينة الملك عبد الله بن عبد العزيز من اجل خلق ملايين فرص العمل ويعتقد ان انخفاض اسعار النفط قد تسبب في زيادة درجة التوتر بين مسؤولي هذه المشاريع. ويبدو ان دول الخليج ستأخذ الفترة المتبقية قبل اجتماع العشرين الكبار منتصف الشهر الجاري في التفكير في حديث براون وعقد مقارنات بين حاجاتها المحلية ورغبتها في الحصول على الدور اكبر عالمياً في خضم تراجع اسعار النفط والازمة المالية العالمية التي تركت بعض بصماتها على تلك الدول. ولا يعني الدعوة الى مشاركة اكبر في صندوق النقد الدولي عدم وجود دور لهذه الدول مسبقاً، فالسعودية تعد من المشاركين الرئيسيين في الصندوق لكن دورها انحصر مسبقاً في الدفع فقط ولم يدخل مرحلة صناعة القرار وسبق للملكة المشاركة في صندوق خاص بمنظمة اوبك لتمويل عدد من الانشطة العالمية للتطوير. ويقول احسان بوحليقة وهو محلل اقتصادي سعودي ان "اولوياتنا الان هي ليست مشابهة لتلك الموجودة في اجندة براون، علينا التفكير في اقتصاداتنا المحلية، فاذا كان السيد براون يعتقد ان لدينا اموال كثيرة لتبديدها هنا وهناك فهو مخطئ وجولته ستقدم له صورة مفاجئة تماماً".